Die Behandlung mit Maden
٨ مارس ٢٠٠٩بعد أن كادت أن تنسى بدأ الأطباء في ألمانيا وبعض الدول الغربية في إعادة استخدام وسائل علاجية طبيعية أثبتت نجاعتها في القرون الماضية مثل يرقات الذباب، التي تتغذى على الأنسجة الميتة في الجروح المتقرحة مما يساعد على إبقاءها نظيفة.
وقام الدكتور فيم فلايشمان، رئيس قسم الطوارئ في مستشفى بيتيجهايم في ألمانيا، باجراء دراسة ميدانية استغرقت ثلاث سنوات أثبتت كفاءة استخدام هذه اليرقات في علاج تقرح الجروح.
أما الدكتور مارتين أوستر، وهو جراح في قسم الحوادث في المستشفى فركز على الامكانيات العلاجية الجديدة قائلا: "نستخدم اليرقات في الجروح، التي يتأخر شفاؤها والناتجة عن العمليات الجراحية أو إصابات الحوادث. ونستخدمها أيضاً في حالات الالتهابات المزمنة للعظام".
كيف يتم استخدام اليرقات في علاج الجروح؟
تقول بيركيه تونير وهي ممرضة في عيادة علاج الجروح في مستشفى بيتيجهايم: "نستخدم يرقات ذبابة لوسيليا زيريكاتا لعلاج الجروح المزمنة والحادة".
وأكدت أن العلاج باليرقات يتميز بفاعلية جيدة، خاصة في علاج مرضى السكر من التقرحات والجروح المفتوحة، بالإضافة إلى قرحة الإستلقاء أوالقرحة الناقبة (تقرحات الفراش) والتهابات العظام. كما يساعد في حالات التقرحات الناتجة عن أمراض الأوعية الدموية في الساقين.
ويتم استخدام اليرقات الحية الطليقة بوضعها فوق الجرح بعد إحاطته بشريط لاصق مشبع بمادة هلامية. بعد ذلك يتم تغطية المكان بضمادة شاشية تثبت بشريط لاصق. أما في حال استخدام اليرقات المغلفة في أكياس قماشية شبيهة بأكياس الشاي والتي تسمى بيوباجز (Biobags)، فإنه يتم وضع هذا الكيس فوق الجرح وتثبيته بشريط لاصق.
كما أكدت الممرضة تونير على أهمية استخدام يرقة ذبابة لوسيليا زيريكاتا، لأنها لا تهاجم إلا الأنسجة الميتة والمتعفنة داخل الجروح فقط. فاليرقات تبدأ في إفراز سائل يعمل على إذابة الأنسجة الميتة والمتقرحة، ثم تمتص هذا السائل بعد ذلك، أما الفضلات التي تفرزها بعد عملية الهضم، فتتحول إلى مضاد حيوي يسرع في شفاء الجروح.
تاريخ العلاج باليرقات
منذ آلاف السنين كانت شعوب الأبورجيني في أستراليا وشعوب المايا في أمريكا الجنوبية تستخدم يرقات الذباب في علاج الجروح. أما أول تسجيل لفاعلية الذباب في علاج الجروح فقد كان بواسطة الجراح الفرنسي أمبرواز باريه (1510-1590)، الذي لاحظ شفاء جروح أفراد الجيش في المعارك والتي انتشر عليها الذباب بشكل أسرع.
وفي عام 1829 سجل الجراح الفرنسي البارون دومينيك جان لاري ملاحظته عن يرقة ذبابة لا تهاجم إلا النسيج الميت. وكان ذلك من خلال حملة عسكرية في سورية. أما في أمريكا فقد قام جون فورني زاخارياس بعلاج الغرغرينا باليرقات وسجل نسبة نجاح مرتفعة في إنقاذ حياة أفراد الجيش المصابين.
وفي عام 1929 قام الجراح ويليام س. بير باستخدام اليرقات لعلاج المدنيين لأول مرة في مستشفى جونز هوبكنز الجامعي في بالتيمور (ماريلاند). وقام بعلاج التهابات العظام وساعد في شفاء واحد وعشرين مريضاً كانت حالتهم مستعصية. بعد هذا النجاح الذي حققه، قام هو وتلميذه سانتون ك. ليفينجستون بتربية يرقات الذباب المعقم.
لكن العلاج باليرقات توقف بشكل شبه كامل بعد اكتشاف المضادات الحيوية في عام 1940 مثل مادتي سولفوناميد والبنسلين.
وقد أعاد الأطباء الأمريكيون رونالد شيرمان وإدوارد بيشتر اكتشاف العلاج باليرقات عام 1990. وفي ألمانيا قام دكتور فلايشمان باستخدامها لأول مرة في نفس العام. وفي عام 1995 أنشأ ستيف توماس أول مزرعة يرقات في بريطانيا.
وفي ألمانيا تعد شركة بيوموند هي الأولى والوحيدة في هذا المجال، بعد بدأ استخدام اليرقات كوسيلة للعلاج في ألمانيا بشكل موسع عام 2002.
أبحاث معهد هوهينشتاين الألماني تؤكد فعالية اليرقات كوسيلة للعلاج
قام المركز الدولي لأبحاث النسيج "هوهينشتاين" بإجراء دراسات حول طرق العلاج البديل المختلفة كان الهدف منها هو تصنيع أنسجة طبية مشبعة بالمواد الطبيعية اللازمة لعلاج العديد من الأمراض.
وبعد إثبات فعالية اليرقات في علاج الجروح المستعصية يقوم المعهد بتصنيع نسيج خاص يتم تشبيعه بالمواد المستخلصة من الكائنات الحية المختلفة، واستعماله كضمادات. وستكون هذه الضمادات الجديدة هي البديل لمن يشمئز من شكل اليرقات الحية. كما أنها ستشكل حلا مناسبا يساعد في إيصال هذه الطريقة الفعالة إلى الملايين.
الكاتبة: هدى سالم
المحرر: لؤي المدهون