ويب 2.0: عندما تتحول الانترنت إلى سلاح ذي حدين
٨ يوليو ٢٠٠٧دخلت شبكة الإنترنت كل مجالات الحياة وأصبحت تعد أحد أهم مصادر المعلومات على الإطلاق. وفي بعض المناطق النائية والدول التي تعاني من النظم الاستبدادية الشمولية تعد الشبكة الوسيلة الوحيدة للوصول إلى المعلومات. أما في المجتمعات المغلقة فتلعب الإنترنت دورا مهما في الإفلات من الرقابة والتحكم في تدفق المعلومات، وبالتالي تجاوز الحدود الوطنية والتحرر من القيود الاجتماعية والسياسية. ويتم التواصل في الشبكة بالدرجة الأولى عبر البريد الإليكتروني/ Email وغرف الدردشة/ Chart Room كما يمكن المشاركة في تبادل المعلومات والأفكار ووجهات النظر عبر ما يسمى شبكة الإنترنت الاجتماعية/ ويب 2.0 التي تطورت بسرعة خلال السنوات القليلة الماضية.
ويب 2.0: خدمة من الجميع للجميع
يطغى استعمال ويب 2.0 على الحياة اليومية بشكل متزايد، إذ يقضي ملايين المستخدمين حاليا جزءا لا بأس به من وقتهم في كتابة مدوناتهم الإليكترونية/ Weblogs أو في نشر مقالاتهم على موقع ويكيبيديا / Wikipedia . كما ينشرون مراجعة نقدية لكتب جديدة على موقع أمازون/ Amazon أو يقيمون بعض السلع التي تعرض على موقع إيباي/ Ebay للبيع أو ينشرون صوراً اٌلتقطت خلال العطلة على موقع فليكر/ Flicker أو يقومون بتعريف أنفسهم على موقع فايسبوك/ Facebook وغيرها من المواقع.
والفكرة الرئيسية التي ترتكز عليها مواقع ويب 2.0 تكمن في تقديم خدمات متاحة للجميع. ويشارك المستخدم في بناء محتواها بصفة مباشرة من خلال مقالات وصور ومعلومات وملاحظات وما إلى ذلك. نذكر هنا على سبيل المثال خدمات ويكيبيديا التي تتكون من مساهمات المستخدمين في مختلف المجالات.
يقول تيم أوريللي، مطور شبكة ويب 2.0، إن "الإنترنت أصبحت بمثابة القاعدة لكل مستخدم أينما كان في العالم." ويضيف بأن ويب 2.0 هي "عبارة عن حاسوب كبير، والمستخدمون يستعملون أجهزة الحاسوب الصغيرة للدخول إلى العقل الإلكتروني العالمي الذي اخترعناه بأنفسنا" وهذا العقل الإلكتروني يتعلم أشياء جديدة بسرعة فائقة وبصفة مستمرة.
هذا ويتنبأ العديد من الباحثين في مجال تقنية الاتصالات والمعلومات بأن جهاز الحاسوب سيفقد أهميته لصالح جهاز التلفون الجوال، إذ يقول اندرياس فايغانت الذي يعمل كمستشار لإحدى المؤسسات العالمية في شؤون الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات والذي يزور الصين بصفة منتظمة، يقول في هذا الصدد: "إن العمال والفلاحين الذين يعيشون في الأرياف وفي المناطق الصينية النائية لا يملكون أجهزة كمبيوتر، غير أن ذلك لم يمنعهم من تلقي المعلومات عبر أجهزة التلفون الجوال."
ويشير العلماء والخبراء إلى أنه من المنتظر أن يتم اختراع أجهزة جديدة يمكن من خلالها للمستخدمين الحصول على المعلومات في شتى الميادين. وقد تكون هذه الأجهزة على شكل جهاز راديو أو أجهزة أخرى غير باهظة الثمن مما سيجعل الإنترنت في متناول غالبية الناس بما فيهم ذوي الدخل البسيط.
بين حرية التزود بالمعلومات واحترام البيانات الشخصية
أصبح اليوم الحصول على المعلومات والربط بينها، على الأقل من الناحية النظرية يتعدى حدود الزمان والمكان. يقول أندرياس فايغانت في هذا الصدد: "لو كانت إشارات نظام تحديد المواقع العالمي- ج.بي.إس/ GPS مفتوحة للجميع، لكان بإمكان الطلاب مثلا تحديد موقع الهاتف الجوال التابع لأستاذهم، وبالتالي معرفة موقعه هو بالذات ومعرفة إذا ما كان سيتأخر عن المحاضرة." في حين يحذر تيم أوريللي من الإطلاع على هذه المعلومات الشخصية بالقول: "إذا تعدت سيارته السرعة المحددة، فأنه سيتم تغريمه بغرامة مالية من قبل شرطة المرور."
إذن، نرى أن إمكانية جمع المعلومات ومعالجتها قد يكون لها أيضا جوانب سلبية، مثلا هناك العديد من الشركات التي تستخدم المعلومات التي تجدها على شبكة الإنترنت للبحث عن عملاء جدد وللترويج لمنتجاتها أو بيع هذه البيانات الشخصية لشركات أخرى وبالتالي استخدام بيانات شخصية لأغراض تجارية دون استشارة المعنيين بالأمر.
يؤكد المسؤولون في شركتي غوغل/ Google وياهو/ Yahoo حرصهم على حماية معلومات وبيانات المستخدمين الشخصية حسب القوانين المعمول بها في كل بلد، غير أن ذلك لم يحل دون تزايد ظاهرة المتاجرة بهذه البيانات وإساءة التعامل بها على نحو يمس أسرارهم الشخصية وحقهم في الخصوصية.
كريستينا بارغمان/ إعداد شمس العياري