وورلد فيجن: المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين في لبنان مهددة بالانقطاع
٢٤ أكتوبر ٢٠١٤DW: ما هي المساعدات التي تقدمها منظمتكم؟
كريستين لطيف:خلال السنوات الماضية ارتفع عدد اللاجئين السوريين في لبنان إلى أن فاق ربع عدد السكان البالغ عددهم أربعة ملايين نسمة. مليون و200 ألف لاجئ مسجلون لدى منظمة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. ويكمن عمل منظمة ورلد فيجن (World Vision) في تلبية الاحتياجات الأساسية للاجئين، إذ أننا نحرص على توفير الماء الصالح للشرب والماء للاستحمام والتنظيف، كما أننا نوفر فرص التعليم للأطفال. ونحن نعتقد أن هناك نحو 300 ألف طفل في لبنان لا يذهبون في الوقت الراهن إلى المدرسة.
إلى ذلك، نقدم مساعدات مالية على شكل بطاقات بنكية يمكن عبرها سحب مبالغ مالية محددة. وبإمكان المنتفعين استخدامها لشراء المواد الغذائية وغيرها من الضروريات. هكذا نساعد اللاجئين في كل أنحاء لبنان، ولهم طبعا الحرية في استخدام الأموال التي نقدمها لهم، لكن الجزء الأكبر منها يخصص لدفع الإيجار. الحياة في لبنان غالية جدا ولا يكاد يختلف فيها مستوى الأسعار عن نظيره في ألمانيا.
كيف يؤثر العدد الكبير للاجئين السوريين على لبنان؟
الأمر أصبح صعبا للغاية، فلبنان لا يزال يضمد جراحه بعد الحرب الأهلية التي عصفت به لأكثر من عقدين. والأنظمة الموجودة الخاصة بتوزيع المياه والكهرباء متهرئة وبحاجة كبيرة لإصلاحها وتطويرها. وعندما يستخدمها مليون شخص إضافي، فإن ذلك يشكل عبئا إضافيا عليها. كما أن نظامي التعليم والصحة يبذلان كل ما بوسعهما لاستيعاب هذا القدر الكبير من اللاجئين. وهذا يشكل مصدر قلق للناس. لكن القلق الأكبر ناجم عن ارتفاع نسب الفقر في لبنان. يعتقد الكثيرون بأن لبنان بلد غني والناس يعيشون في بذخ. غير أن الواقع مخالف لذلك، فهناك تقارير تتحدث عن أن نحو 25 بالمائة من اللبنانيين يعيشون تحت عتبة الفقر. إذن نحن لدينا بلد يحتاج نصف مواطنيه إلى المساعدة، مع تنامي القلق لدى الناس من عدم القدرة على كسب قوتهم وقوت أولادهم.
كيف يتم تمويل المساعدات في لبنان؟
في الوقت الحالي، تتوفر منظمة وورلد فيجن على ميزانية قدرها 30 مليون يورو لمساعدة اللاجئين وميزانية صغيرة لمساعدة المجتمع اللبناني المضيف. 90 بالمائة من هذه الأموال تقدمها لنا مؤسسات على غرار الحكومة الألمانية والمنظمات الأممية وبرنامج الغذاء العالمي. ونحن بحاجة ماسة لهذه الأموال لتمويل العمل الإغاثي الذي نقوم به. وللأسف فكلما زادت بؤر التوتر والأزمات في العالم، على غرار الفياضات في البوسنة أو وباء إيبولا، كلما قلت مصادر أموالنا. تلقى الكثير من المشاريع دعما إلى نهاية العام الجاري فقط، بعد ذلك ستشح الأموال. وقد قمنا العام الماضي بمساعدة 300 ألف شخص، بينهم 200 ألف من اللاجئين. وبدون دعم مالي، سيكون من الصعب علينا تقديم هذه المساعدة مستقبلا.
كيف كانت ردود فعل اللبنانيين إزاء هذا العدد الكبير للاجئين؟
لبنان يأوي أكبر عدد من اللاجئين (السوريين) في المنطقة. نحو ثلاثة ملايين شخص فروا من سوريا منذ اندلاع الأزمة فيها، ثلثهم لجأ إلى لبنان. بينما هناك دول أخرى بعشرات الملايين من السكان سرعان ما يساورها القلق عندما يلجأ إليها 300 إلى 400 شخص أو حتى 3000 إلى 4000 شخص. اللبنانيون يستحقون الاعتراف والثناء على كرمهم.
هل تعتقدين بأن الأزمة في سوريا قد تنتقل بشكل أكبر إلى لبنان؟
لقد سجلت في البداية بعض المعارك الصغيرة في المناطق الحدودية قبل أن تتطور إلى معارك ضارية. الناس قلقون جدا إزاء هذا التطور ويأملون في أن تتمكن الحكومة اللبنانية من السيطرة على الوضع.
تشغل كريستين لطيف خطة مديرة مشروع وورلد فيجن في لبنان كما أنها مسؤولة عن توفير التمويل لهذا المشروع.
أجرى الحوار آندرياس غورزيفسكي