وفد من مجلس الأمن يتوجه الى السودان وسط مخاوف من حرب جديدة
٥ أكتوبر ٢٠١٠بدأ مبعوثون من مجلس الأمن الدولي زيارة تستمر أسبوعا إلى السودان بهدف الضغط عليه لتجنب نشوب حرب أهلية جديدة من خلال التأكيد على عدم تأجيل الاستفتاء على انفصال الجنوب. وسوف تنضم سوزان رايس مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة وعضو إدارة أوباما إلى نظيرها البريطاني مارك ليل جرانت ومبعوثين بارزين آخرين من الدول الأعضاء بمجلس الأمن للقيام بهذه الزيارة.
وقال مسؤولون بالأمم المتحدة ان الوفد سيضم أيضا مبعوثين من روسيا والصين وهي واحدة من أكبر الشركاء التجاريين الرئيسيين للسودان واحدى الدول التي تزود الخرطوم بالسلاح. ومن المتوقع أن يبدأ الوفد مهمته بزيارة أوغندا، قبل أن يتوجه إلى جوبا عاصمة جنوب السودان. وسوف يتوجه الوفد بعد ذلك إلى إقليم دارفور بغرب السودان قبل الذهاب إلى الخرطوم.
قلق من احتمال نشوب حرب جديدة
ومن المقرر أن يجري الاستفتاء على ما إذا كان جنوب السودان شبه المستقل سينفصل أم سيبقى تحت سيطرة الخرطوم في الشمال، في التاسع من يناير كانون الثاني القادم، وهو نفس اليوم الذي سيشهد استفتاء في منطقة آبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها بشأن ما إذا كانت ستظل ضمن الشمال أم ستنضم إلى الجنوب.
وتأخرت الاستعدادات للاستفتاءين عن الجدول الزمني المحدد لها ويريد وفد مجلس الأمن الضغط على السودانيين حتى يجري التصويت في الموعد المحدد من أجل تجنب نشوب حرب أهلية استمرت عقودا وانتهت عام 2005. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في اجتماع عالي المستوى بالأمم المتحدة الشهر الماضي إن ما يحدث في السودان مهم للمنطقة وللعالم وأن هذا البلد إما "سيمضي قدما نحو السلام وإما أن ينزلق إلى إراقة الدماء."
وحذر محللون من ان هناك خطرا من نشوب حرب جديدة إذا تأجل الاستفتاء أو تعطل. ومن المرجح أن يصوت الجنوبيون للانفصال.
"لا استفتاء في ابيي من دون اتفاق سياسي"
وتأتي هذه الزيارة في وقت بدأ يشهد تصاعد التوتر بشأن مصير منطقة أبيي الغنية بالنفط، وسط أنباء عن تعثر المفاوضات التي تُجرى حاليا حول هذه القضية بين ممثلي حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال والحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا.
وفي هذا السياق حذر نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه الاثنين(4 اكتوبر/تشرين اول) من ان الاستفتاء حول مصير المنطقة النفطية الواقعة في وسط السودان والمتنازع عليها بين الشمال والجنوب لن يحصل من دون اتفاق سياسي مسبق بين طرفي الحرب الاهلية السابقين. ولا يزال الخلاف قائما حول ترسيم حدود منطقة ابيي وحول مشاركة قبيلة بدو عربية شمالية في الاستفتاء الخاص بهذه المنطقة.
وسيجري الاستفتاء الخاص بمنطقة ابيي في اليوم نفسه للاستفتاء الخاص بجنوب السودان في التاسع من كانون الثاني/يناير المقبل. ويعتبر هذان الاستفتاءان من ابرز النقاط الواردة في اتفاق السلام الشامل الذي تم التوصل اليه العام 2005 بين الشمال والجنوب بعد عقدين من الحرب الاهلية.
خلافات حول مشاركة القبائل الشمالية في الاستفتاء
وينص القانون حول استفتاء ابيي الذي وافق عليه البرلمان السوداني في كانون الاول/ديسمبر 2009 على إعطاء حق التصويت إلى إفراد قبيلة دينكا نقوك من منطقة ابيي إلا انه لا يشير صراحة إلى قبيلة المسيرية الشمالية.
وشدد نائب الرئيس السوداني على "ضرورة اجراء استفتاء ابيي بعد التراضي بين قبيلة دينكا نقوك وقبيلة المسيرية". وهدد إفراد قبيلة المسيرية الاسبوع الماضي بارتكاب أعمال عنف في منطقة ابيي اذا لم يحصلوا على حق التصويت في الاستفتاء على ابيي. كما ان الشماليين والجنوبيين لم يتفقوا بعد حول تركيبة اللجنة التي ستكلف بإجراء استفتاء ابيي.
(ي ب / ا ف ب / د ب ا / رويترز)
مراجعة: هيثم عبد العظيم