وفاة طفلة بسبب إهمال والديها يسبب صدمة في ألمانيا
٢٣ نوفمبر ٢٠٠٧هز مقتل طفلة في الخامسة من عمرها مجددا مشاعر المجتمع الألماني الذي بدأ عدد من الفاعلين فيه في مجال حماية حقوق الطفل بالمطالبة بتكثيف جهود الدولة من أجل حماية الأطفال في ألمانيا من سوء المعاملة والإهمال. ولقيت الطفلة حتفها بسبب إهمال والديها اللذان لم يقدما لها الطعام والشراب الكافي إلى أن ماتت جوعا. وكشف تشريح جثة الطفلة أنها تعرضت للتجويع على مدار أشهر طويلة. وأصدرت إحدى المحاكم أوامر اعتقال بحق والد الطفلة، 26 عاما، ووالدتها، 23 عاما. وكان وزن الطفلة يبلغ 7.4 كيلوغرام فقط في نهاية حياتها رغم أن الوزن الطبيعي للطفل في هذه المرحلة العمرية يبلغ نحو 20 كيلوغراما.
من جهتها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها "متأثرة بشدة" بمصير الطفلة. وقال توماس شتيغ، نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية يوم الجمعة في برلين إن "مصير الطفلة الصغيرة هز مشاعر المستشارة وأثر فيها بعمق"، وقال إن ميركل تتابع باهتمام التقارير الإخبارية وآخر تطورات القضية.
وقال المتحدث أيضا إن الواقعة التي راحت ضحيتها الطفلة لي - صوفي أثبتت ضرورة يقظة السلطات المعنية وأهمية الأدلة والمعلومات التي يُدلي بها الجيران في مثل هذه القضايا. كما أكد المتحدث أن ميركل لا ترغب في الحكم على مكان التقصير مشيرا إلى دور السلطات المعنية بالتحقيق في هذا الشأن.
دعوة لرصد مبكر لحالات سوء معاملة الأطفال
وعلى المستوى السياسي أيضا يحتدم الجدل حاليا حول التدابير الواجب اتخاذها من أجل تسهيل رصد مبكر لحالات سوء معاملة الأطفال وبالتالي حمايتهم. وفي هذا الصدد أعربت رئيسة لجنة البرلمان الألماني المكلفة بشؤون الأسر كيرستين غريزه، في حديثها مع صحيفة برلينرتسايتونغ، عن تأيدها وضع نظم قانونية موحدة على الصعيد الاتحادي لحماية الأطفال. كما اعتبرت المسؤولة السياسية أن مثل هذه الخطوة لن تقدم ضمانات عدم تكرار مثل هذه الحالات، إلا أنها تشكل في نظرها حجر الأساس لحماية الأطفال.
أما نائبة رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي إيلزه فالك، فاعتبرت أنه ليس هناك داع لاستحداث جهاز مراقبة ضخم. عكس ذلك دعت فالك إلى وضع ضوابط جديدة للفحوصات وقائية يتم من خلالها رصد مراحل تطور الطفل ورصد ما قد يدل على سوء المعاملة.
دعوة لدعم مكاتب رعاية الشباب
لكن الأحزاب المعارضة أشارت إلى فشل أجهزة الدولة وعلى رأسها مكاتب رعاية الشباب المعنية بحماية الأطفال وتقديم المساعدة لهم. وفي هذا السياق قال خبير شؤون الأسرة في الحزب اليساري الألماني يورن فوندرليش: "فعلى المرء أن لاستغرب في ضوء سياسة التقشف لدى مكاتب رعاية الشباب وتقليص المساعدات المقدمة إلى الشباب بأن تحدث مثل هذه الأمور".
ومن جانبها أيضا اعتبرت ميريام غروس المنتمية للحزب الليبرالي أن يجب أن توفير الموارد المالية والبشرية لمكاتب رعاية الأطفال