وضع "كارثي" في أفغانستان والصين تدعو لمحاسبة الجيش الأمريكي
٢٤ أغسطس ٢٠٢١قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت اليوم الثلاثاء (24 أغسطس/ آب 2021) إنها تلقت تقارير جديرة بالثقة عن انتهاكات خطيرة على يد حركة طالبان في أفغانستان، تشمل إعدام مدنيين خارج نطاق القضاء وقيودا على النساء وعلى الاحتجاجات على حكم الحركة.
ولم تذكر باشيليت تفاصيل بشأن عمليات الإعدام المذكورة في كلمتها أمام مجلس حقوق الإنسان، لكنها حثت المجلس التابع للأمم المتحدة على وضع آلية لمراقبة أفعال طالبان عن كثب. وذكرت أن معاملة طالبان للنساء يتعين أن تكون "خطا أحمر أساسيا".
وتابعت خلال جلسة طارئة للمجلس انعقدت بناء على طلب من باكستان ومنظمة التعاون الإسلامي "ثمة مخاوف خطيرة بشأن النساء والصحفيين والجيل الجديد من قادة المجتمع المدني الذين ظهروا في السنوات الماضية".
وتابعت "تواجه الأقليات الدينية والعرقية المتنوعة في أفغانستان أيضا تهديدا بالعنف والاضطهاد، في ضوء الأنماط السابقة من الانتهاكات الخطيرة تحت حكم طالبان وتقارير القتل والهجمات المستهدفة في الشهور القليلة الماضية".
خشية السكان من انتقام طالبان
ودعا الدبلوماسي الأفغاني من الحكومة السابقة ناصر أحمد أنديشا إلى محاسبة طالبان على أفعالها، ووصف عيش الملايين في ذعر على حياتهم بأنه وضع "ملتبس ورهيب". وقال خبراء مستقلون بالأمم المتحدة في بيان مستقل إن الكثير من السكان يختبئون خشية الانتقام "نظرا لأن طالبان تواصل تفتيش المنازل".
وأضافوا "ترد بالفعل تقارير بشأن عمليات تفتيش واعتقال ومضايقات وتخويف ومصادرة ممتلكات وانتقام". وسيدرس المجلس مسودة مشروع قرار قدمته باكستان نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي يعبر عن مخاوف بشأن تقارير العنف. لكن المجلس لم يشر إلى طالبان باسمها، كما لن يشكل بعثة تقصي حقائق للتحقيق بشأن الانتهاكات.
أكثر من نصف السكان بحاجة للمساعدة للبقاء على قيد الحياة
من جهتها، أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرا بأن ما تمتلكه حاليا من إمدادات داخل أفغانستان "لا يكفي سوى لمدة أسبوع واحد فقط". وأوضح المكتب الإقليمي للمنظمة بشأن أفغانستان، في بيان، أنه "حتى قبل وقوع الأحداث الأخيرة، كانت أفغانستان تشهد ثالث أكبر عملية إغاثة إنسانية في العالم بسبب الحرب، والنزوح، والجفاف، والجوع، وبالطبع جائحة كورونا".
ولفت إلى أن أكثر من 18 مليون شخص - أي أكثر من نصف السكان - يحتاجون بالفعل إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة. وتزداد هذه الاحتياجات يوميا. وذكرت المنظمة أنه يوجد في مستودعها في دبي أكثر من 500 طن من الأدوية والإمدادات التي كانت جاهزة لتسليمها إلى أفغانستان هذا الأسبوع. ولكن مطار كابول لا يزال مغلقًا أمام الرحلات التجارية وفقًا للقيود التشغيلية والأمنية.
الصين تدعو لمحاسبة الجيش الأمريكي
وفي سياق متصل، دعا تشين شو مبعوث الصين لدى الأمم المتحدة في جنيف اليوم الثلاثاء إلى ما دعاه "محاسبة الجيش الأمريكي وجيوش التحالف الأخرى على انتهاكات مزعومة لحقوق الانسان ارتكبتها في أفغانستان".
وأضاف شو خلال جلسة طارئة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن أفغانستان "يجب محاسبة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ودول أخرى على انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها جيوشها في أفغانستان".
وقال "تحت راية الديمقراطية وحقوق الإنسان، تتدخل الولايات المتحدة ودول أخرى عسكريا في دول أخرى ذات سيادة وتفرض نموذجها الخاص على دول ذات تاريخ وثقافات مختلفة إلى حد كبير"، مضيفا أن هذا سبب "معاناة كبيرة".
ع.ش/ و.ب (رويترز، د ب أ)