وسط اتهامات متبادلة.. هدنة كاراباخ تندثر تحت قصف المدافع
١٣ أكتوبر ٢٠٢٠لليوم الرابع على التوالي يشهد إقليم ناغورني كاراباخ قتالاً متواصلاً بين طرفي النزاع، وسط اتهامات متبادلة
عمن يتحمل مسؤولية اختراق وقف الهدنة الإنسانية في قتال أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 600 شخص، بينهم 67 مدنياً على الأقل.
وبدأ سريان هدنة إنسانية برعاية روسية يوم السبت الماضي، تمّ التوصل إلى هدنة انسانية من أجل السماح للطرفي القتالبتبادل الأسرى وجثامين القتلى الذين سقطوا في أسوأ قتال على ناغورني كاراباخ منذ أكثر من 25 عاما. لكن هذه الهدنة بدأت فرص نجاحها تتبدد اليوم الثلاثاء (13 تشرين الأول/ أكتوبر) عندما قالت وزارة الدفاع في أذربيجان إن قوات أرمينية تقصف أراضي في جورانبوي وتارتار وأغدام داخل أذربيجان وفق ما اعتبرته باكو "انتهاكا فجّا للهدنة الإنسانية".
في المقابل، نفت شوشان ستيبانيان المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية ذلك وقالت إن الجانب الأذربيجاني استأنف عملياته بعد هدوء أثناء الليل "مدعوماً بنيران مدفعية كثيفة من جهات الجنوب والشمال والشمال الشرقي والشرق".
ويُراقب الصراع من الخارج لقربه من خطوط أنابيب تنقل النفط والغاز من أذربيجان لأوروبا ولمخاوف من استدراج روسيا وتركيا للصراع. فروسيا تربطها بأرمينيا اتفاقية دفاع، بينما تعد تركيا حليفا مقربا لأذربيجان.
ورغم فشل حوالى ثلاثة عقود من الوساطة، يريد الدبلوماسيون الروس والأميركيون والفرنسيون المكلفون بالملف ضمن مجموعة "مينسك" إقناع الأرمن والأذربيجانيين بالعودة الى طاولة المفاوضات حول وضع ناغورني كاراباخ ووقف المعارك الدائرة حالياً.
ولم تنظم تركيا إلى مشاورات مجموعة "مينسك" الأخيرة، إلا أن موقفها الصارم يتمثل في دعم أذربيجان في "تحرير أراضيها".
في هذا السياق قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الثلاثاء إن الدعوات الدولية لوقف القتال بين أرمينيا وأذربيجان في ناغورني كاراباخ منطقية لكن من المطلوب كذلك دعوة أرمينيا للانسحاب من أراضي أذربيجان.
وقال جاويش أوغلو متحدثاً في مؤتمر صحفي مع نظيرته السويدية آن ليند في أنقرة إن عقد اجتماع مع أعضاء مجموعة "مينسك" الأحد عشر سيفيد المحادثات المتعلقة بالأمر.
وتدعم أنقرة باكو بالعتاد والقوات، وهي متهمة بإرسال مقاتلين موالين لتركيا من سوريا للقتال إلى جانب الأذربيجانيين، وهو ما تنفيه باك بقوة. بيد أن المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد عن مقتل 119 مرتزقاً سورياً موالياً لأنقرة على الأقل منذ بداية المواجهات من أصل 1450 منتشرين في كاراباخ.
وانفصل إقليم ناغورني كاراباخ ذات الغالبية الأرمنية، عن أذربيجان بعد حرب أوقعت 30 ألف قتيل في تسعينات القرن الماضي. ومنذ ذلك الحين تتهم باكو يريفان باحتلال أرضها وتحصل جولات عنف بشكل منتظم. والمعارك الجارية حالياً هي الأخطر منذ وقف إطلاق النار المعلن عام 1994.
و.ب/ ع.غ (أ ف ب، رويترز)