وسائل إعلام سودانية رسمية تعلن فوز البشير والمعارضة تشكك
١٨ أبريل ٢٠١٠
أعلنت وسائل إعلام حكومية سودانية اليوم الأحد (18 أبريل/نيسان) أن الرئيس عمر حسن البشير حقق "انتصارات ساحقة" في عينة من نتائج الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي. وقالت وكالة السودان الرسمية للأنباء (سونا) إن البشير فاز بما بين 70 و92 في المائة من الأصوات، التي تم الإدلاء بها في نحو 35 مركز اقتراع في مناطق متفرقة داخل السودان وفي الخارج. ولم تؤكد السلطات هذه الأرقام التي لا تمثل سوى جزء من البلاد.
من جهتها، أعلنت المفوضية القومية للانتخابات الأحد، فوز حزب المؤتمر الوطني الحاكم، الذي يتزعمه البشير، بثمانية مقاعد في برلمان ولاية نهر النيل بشمال السودان بأغلبية كبيرة. وفي سياق متصل، صرح ربيع عبد العاطي، وهو مسؤول بارز في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، إنه يتوقع نتائج مماثلة في أنحاء السودان، وقال إن "ما حدث انتصار حقيقي وإن فرز الأصوات جرى في جو من الشفافية."
المعارضة تشكك في نزاهة العملية الانتخابية
وسارعت جماعات معارضة إلى القول إن هذه النتائج "تؤكد اتهاماتها لحزب المؤتمر بتزوير الانتخابات في الشمال"، معلّلة قرار الكثير منها بالمقاطعة. في هذا السياق نقلت وكالة رويترز عن فاروق أبو عيسى المتحدث باسم ائتلاف فضفاض لجماعات المعارضة، قوله إن هذا يثبت ما قالته المعارضة من أن هذه الانتخابات "زائفة من الألف إلى الياء وأنها مخططة منذ البداية". وتابع قائلا إن البشير سيكون "مخطئا إن ظن أن إعادة انتخابه بأغلبية كبيرة ستحميه من المحكمة الجنائية الدولية". فيما أعلن حسن الترابي، زعيم المؤتمر الشعبي، وحاتم السر، مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي، اللذان شاركا في الانتخابات رفضهما لنتائجها وللمشاركة في المؤسسات التي ستنبثق عنها متهمان حزب المؤتمر الوطني بالتزوير.
ويتوقع محللون فوز البشير بالرئاسة بعد أن انسحب معظم منافسيه الرئيسيين، بمن فيهم مرشحا حزب الأمة المعارض والحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة على جنوب البلاد، من السباق الانتخابي وسط اتهامات بحدوث تزوير. ويرجح أيضا أن يفوز سلفا كير، رئيس حكومة جنوب السودان شبه المستقل وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان، وأن يحتفظ بمنصبه مما يبقي على الوضع الراهن، فيما تستعد البلاد لاستفتاء على استقلال الجنوب في يناير/ كانون الثاني 2011.
من جهته، قال نافع علي نافع، مساعد الرئيس السوداني عمر، للصحافيين: "لا سبيل للذين قاطعوا الانتخابات للمشاركة في الحكومة القادمة، ولا ترضية لشخص أو كيان على حساب إرادة الشعب"، في إشارة منه إلى الأحزاب التي قاطعت الانتخابات.
انتقادات غربية وتنويه من جامعة الدول العربية
من جانبها دعت صّحف سودانية ومعارضة الأحد المجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات، واصفة إياها بأنها "لا تؤدي سوى إلى الحفاظ على الوضع الحالي" وكتب كمال الصادق في "أجراس الحرية"، التي تعتبر مقربة من الحركة الشعبية لتحرير السودان، أن "ما توصل إليه المراقبون الدوليون لم يكن مفاجئا"، وعزى ذلك إلى أن "عمليات التزوير، التي اعترت العملية منذ الإحصاء السكاني مرورا بالسجل الانتخابي كانت واضحة وبينة". وطالب المجتمع الدولي "عدم الاعتراف بنتيجة الانتخابات". وكتب فيصل عبد الرحمن في صحيفة "رأي الشعب" التي تعتبر مقربة من حسن الترابي، أن الانتخابات "ليس من شانها سوى أن تبقي على مفرزات اتفاق السلام"، الذي أنهى الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب في 2005 في نيفاشا بكينيا.
وكان المراقبون الدوليون قد اعتبروا أن الانتخابات السودانية "لا تفي بالمعايير الدولية لانتخابات شفافة ونزيهة". ونشرت بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي ومركز كارتر، أبرز بعثتين دوليتين شاركتا في مراقبة الانتخابات السودانية، تقريرين اعتبرت فيهما أن الانتخابات "لا تفي بالمعايير الدولية". فيما اعتبرت بعثة جامعة الدول العربية لمراقبة الانتخابات في السودان، أن هذه الانتخابات "لا تصل إلى مستوى المعايير الدولية"، لكنها "خطوة كبيرة إلى الأمام مقارنة مع الدول الأخرى، وتعتبر انجازا متميزا رغم ما ظهر فيها من عيوب"، وفقا لرئيس بعثة الجامعة الدول العربية صلاح حليمة.
(ش.ع / أ.ف.ب / رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي