وزير الداخلية العراقي يستقيل احتجاجا على غياب التنسيق
٥ يوليو ٢٠١٦أعلن وزير الداخلية العراقي محمد الغبان اليوم الثلاثاء (الخامس من تموز/يوليو 2016) تقديم استقالته إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي بعد تفجير الكرادة الدامي الذي أودى بحياة أكثر من مائتي شخص. وقال الغبان في مؤتمر صحافي "قدمت استقالتي من منصبي إلى رئيس الوزراء بسب تقاطع الصلاحيات الأمنية وعدم التنسيق الموحد للأجهزة الأمنية".
وأضاف "أنا أتحمل كافة مسؤولياتي الدستورية ولا أتنصل منها لكن بشرط أن تعالج هذه الأمور التي هي خلل أساسي لا يمكن أن نمضي بمنظومة الأمن بهذه الأوضاع وبهذا الخلل الموجود". وتابع الوزير قائلا: "لذلك أنا اليوم باعتباري لم أجد الاستجابة المناسبة، أما أن يستجاب لإصلاح منظومة الأمن، إصلاح حقيقي وليس مجرد كلام وليس مجرد سحب الأجهزة، ما هي فائدة سحب الأجهزة وما هو البديل من دونها".
وتابع "أنا لا أستطيع تحمل مسؤولية الدماء ومسؤولية هذا الإرباك بهذه المنظومة الأمنية وماض بموضوع الاستقالة وأرجو أن يوافق عليها رئيس الوزراء". وأضاف أن "السيارة المفخخة التي ضربت منطقة الكرادة كانت قادمة من ديالي" على بعد سبعين كيلومترا شمال شرق بغداد.
وانتقد الوزير حواجز التفتيش قائلا إن "السيطرات الأمنية في بغداد غير مفيدة إطلاقا. هناك خلل بنيوي في كل موضوع المنظومة الأمنية ومنها السيطرات". وطالب الوزير الذي ينتمي إلى كتلة بدر النيابية التي يتزعمها هادي العامري "بينا لرئيس الوزراء أن الاستمرار بهذا الخلل يؤدي إلى بقاء القصور الذي يدفع ضريبته المواطن البسيط من خلال العمليات الإرهابية". وطالب الوزير "بتسليم الملف الأمني في بغداد والمحافظات إلى الداخلية وتكون مسؤولية قيادة العمليات والجيش خارج المدن لتقوم بمهامها القتالية".
يشار إلى مسؤولية امن بغداد تتحمله قيادة عمليات بغداد التي تقع تحت سلطاتها قوات من وزارة الدفاع والداخلية.
وفي الوقت الذي تواجه فيه القوات الأمنية العراقية صعوبة كبيرة في تأمين العاصمة بغداد من الهجمات الإرهابية الدموية، استعادت القوات العراقية ميدانيا السيطرة على مجموعة من القرى الشمالية من تنظيم "الدولة الإسلامية" الأمر الذي قربها من قاعدة جوية قد تستخدم كمنصة انطلاق للهجوم من أجل استعادة السيطرة على مدينة الموصل أكبر مدينة يسيطر عليها التنظيم.
وبدعم من ضربات جوية ينفذها التحالف بقيادة الولايات المتحدة بدأ جنود الحكومة تقدمهم في الجانب الشرقي من نهر دجلة من قاعدة مخمور العسكرية في مارس/ آذار لكن المقاومة الشرسة التي أبداها تنظيم "الدولة الإسلامية" والأرض الوعرة أبطأت تقدمهم.
وذكر عميد في الجيش مشارك في العمليات لاستعادة السيطرة على قاعدة القيارة الجوية في الطرف الغربي من نهر دجلة أن القوات العراقية طردت المتشددين من سبع قرى في منطقة الحاج علي مساء أمس الاثنين بعد أن هرب متشددو التنظيم في قوارب أو سباحة في النهر. وقال الضابط "مصادرنا داخل القرى أبلغتنا أن مقاتلي داعش بدؤوا يهربون من القرى بأعداد كبيرة أمس الاثنين".
ح.ع.ح/أ.ح (رويترز، أ.ف.ب)