وزير الخارجية الألماني يطالب أوروبا بالوقوف في وجه ترامب
٣٠ مايو ٢٠١٧طالب وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل أوروبا بالوقوف في وجه سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال غابرييل في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية الصادرة اليوم (الثلاثاء 30 مايو/ أيار 2017) "من لا يقف في وجه هذه السياسة الأمريكية سيكون مشاركا في المسؤولية... من يسرع وتيرة تحول المناخ عبر تقويض حماية البيئة ويبيع المزيد من الأسلحة في مناطق الأزمات ومن لا يريد حل نزاعات دينية سياسيا فإنه يعرض السلام في أوروبا للخطر".
وأضاف غابرييل أن السياسة قصيرة النظرة للإدارة الأمريكية تتعارض مع مصالح الاتحاد الأوروبي. وكان غابرييل أعرب أمس الاثنين عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب لم يعد لها دور قيادي في المجتمع الدولي الغربي. وتحدث نائب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عما وصفه بـ"غياب الولايات المتحدة كأمة مهمة". تأتي هذه التصريحات بعد الخلاف الذي أثاره ترامب مع بقية زعماء مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى حول عدة قضايا، بينها سياسة اللاجئين وحماية المناخ.
وأضاف غابرييل قائلا إن الموضوع لا يتعلق فقط بفشل قمة مجموعة السبع "فهذا للأسف مجرد إشارة على التغير في موازين القوى في العالم". وأوضح غابرييل أن الغرب "أصبح أصغر قليلا في الوقت الراهن". وتابع أن الولايات المتحدة دولة "اضطلعت بدور قيادي في الماضي"، وتركز اتهامه لإدارة ترامب على أنها تقدم المصالح القومية على النظام الدولي. ورأى غابرييل أن اختيار ترامب للسعودية ليفتتح بها أول جولة خارجية له، يضع علامة خطيرة، متهما ترامب بأنه أبرم في السعودية اتفاقا بمليارات الدولارات لبيع السلاح دون أن يتحدث عن وضع حقوق الإنسان في السعودية.
وشاطر غابرييل ميركل الرأي في أن تعزيز دور أوروبا يجب أن يكون النتيجة المترتبة عن السياسة الأمريكية، مطالبا بالعمل بصورة أكبر من أجل تعزيز التعاون في أوروبا "وعندئذ فقط ستكون لدينا القوة لنصبح لاعبا يتمتع بمصداقية على مستوى السياسة الدولية". وأضاف غابرييل أن " قناعتي الثابتة تتمثل في أننا كأوروبيين يجب أن نصبح أقوى، وأن نفعل كل ما في وسعنا، من أجل استعادة الولايات المتحدة يوما ما إلى هذه الفكرة الخاصة بالغرب". وأشار غابرييل إلى أن دولا أخرى حاولت سد فراغ السلطة "وقد شهدنا في الوقت الراهن، أنه فيما يتنصل أحدهم من اتفاقات دولية، يظهر آخرون كالصين على سبيل المثال"، ولفت إلى أن المشكلة هي أن الصين تحاول وضع معايير أخرى.
وفي سياق متصل، كانت ميركل أكدت أمس الأحد على أهمية التماسك الأوروبي وذلك في ظل الأزمة الصعبة لدول مجموعة السبع والخلافات العميقة مع الولايات المتحدة. وبالنظر إلى الخلافات الأخيرة مع واشنطن، قالت ميركل:"ولذلك لا يسعني إلا أن أقول: نحن الأوروبيين يتعين علينا، بحق، أن نقرر مصيرنا بانفسنا"، لافتة إلى أن ذلك سيتم في إطار روح الصداقة مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفي إطار روح الجوار الطيبة "في أي مكان ومع روسيا أيضا ودول أخرى".
وأكدت ميركل :"لكن يجب علينا أن نعرف أنه يتعين علينا أن نكافح من أجل مستقبلنا كأوروبيين ومن أجل مصيرنا". وفي نفس السياق، كان مارتن شولتس، منافس ميركل، على منصب المستشار في الانتخابات المقبلة، قد دعا، أمس، الدول الأوروبية إلى تعزيز التعاون فيما بينها بعد الفشل الواسع النطاق الذي منيت به قمة مجموعة السبع. وفي مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني (اي.آر.دي)، قال زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مساء أمس، إن "أوروبا هي الرد، فتعزيز تعاون الدول الأوروبية على كل المستويات هو الرد على ترامب".
ح.ز/ م.س (د.ب.أ، أ.ف.ب)