وزراء الخارجية العرب يدعون لوقف الحرب في سوريا
٢٣ مارس ٢٠١٤طالب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح السلطات السورية بالكف عن شن الهجمات ضد المدنيين ووقف الاستخدام العشوائي للأسلحة، مشدداً على ضرورة محاسبة جميع المسؤولين عن ارتكاب الجرائم وانتهاكات القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان ضد الشعب السوري.
وقال الصباح في كلمة خلال افتتاح اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية التي تستضيفها الكويت بعد غد الثلاثاء إن "الأزمة في سوريا دخلت عامها الرابع ولازال الجرح النازف يهدر دماً ولا زالت آلة القتل والدمار تنهش بأنيابها البشعة جسد الشعب والدولة السورية بكل وحشية وهمجية لا يردعها في ذلك دين أو قانون أو مبادئ إنسانية ولا حتى موقف دولي موحد يستطيع الوقوف بوجه هذه الكارثة".
وأشار وزير الخارجية الكويتي اليوم الأحد (23 آذار/ مارس 2014) إلى أن الأزمة السورية حصدت أرواح ما يزيد على 130 ألف شخص مع وجود أكثر من 2.5 مليون لأجيء وستة ملايين نازح إضافة إلى عشرات الآلاف من المعتقلين والمفقودين ما يضع المجتمع الدولي بأسره أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية وقانونية لمضاعفة الجهود لوقف هذه المأساة الأكبر في التاريخ الإنساني المعاصر. ودعا السلطات السورية إلى رفع الحصار عن كافة المناطق المحاصرة في مختلف أنحاء سوريا والسماح بالخروج الآمن للمدنيين وكذلك دخول المساعدات الإنسانية والوكالات الإغاثية الدولية وفقاً لقرارات جامعة الدول العربية ذات الصلة واستجابة لقرار مجلس الأمن 2139 بشأن الوضع الإنساني في سوريا مع ضرورة محاسبة جميع المسؤولين عن ارتكاب الجرائم وانتهاكات القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان ضد الشعب السوري.
من جانبه اعتبر وزير الخارجية القطري خالد العطية الذي القى كلمة بصفته ممثلا عن رئيسة الدورة العربية السابقة انه "بات الوضع (في سوريا) أكثر تعقيدا ولا بد من إنهاء هذه المأساة عبر استخدام كافة وسائل الشرعية الدولية". ودعا العطية إلى "تقديم كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي" لفصائل المعارضة السورية، وحث مجلس الأمن على "تحمل مسؤولياته بقرار ضمن الفصل السابع" معتبرا أنه ذلك هو "السبيل الوحيد لوقف إطلاق النار".
وانطلق اليوم الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب برئاسة دولة الكويت لإعداد مشروع جدول أعمال القمة العربية العادية في دورتها الـ25 ومشروع إعلان الكويت والبيان الختامي في صورته النهائية تمهيداً لرفعها إلى القادة العرب بعد غد الثلاثاء. وتسلم وزير الخارجية الكويتي الرئاسة من وزير خارجية دولة قطر خالد بن محمد العطية بصفة بلاده رئيساً للدورة السابقة للقمة العربية الـ24 وذلك خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية.
ومن المقرر أن يعقد وزراء الخارجية جلسة عمل مغلقة لمناقشة واعتماد مشاريع وبنود جدول الأعمال المرفوعة من وزراء المالية وكبار المسؤولين في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والمندوبين الدائمين وكبار المسؤولين في وزارات الخارجية خلال اجتماعاتهم التحضيرية الأخيرة تعقبها جلسة ختامية يتم فيها إقرار مشاريع القرارات. ويناقش وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم التحضيري للقمة العديد من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية أبرزها القضية في سوريا والأزمة الإنسانية للاجئين والنازحين الناجمة عنها والقضية الفلسطينية وملفات عملية السلام في الشرق الأوسط، إضافة إلى مناقشة التضامن العربي الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له.
وكانت الاجتماعات التمهيدية للقمة العربية في الكويت قد شهدت خلافات حادة بين الدول العربية حول مقعد سوريا في القمة الأمر الذي جعل الأمين العام للجامعة العربية يحيل الموضوع إلى اجتماع وزراء الخارجية اليوم بعدما فشل اجتماع الجامعة على مستوى المندوبين في حسم الخلاف.
ع.غ/ ع.ج.م ( د ب أ)