وجوه عربية: كريم بنزيمة القط الذي لا يستسلم

كشفت المباراة الودية التي جمعت بين المنتخبين الفرنسي ومنتخب إيسلندا أهمية الدور الذي سيلعبه المهاجم كريم بنزيمة خلال نهائيات كأس الأمم الأوروبية - يورو 2012. فإلى جانب فرانك ريبري الذي تألق بشكل كبير في تلك المباراة، أبان بنزيمة عن علو كعبه حين أحرز هدفين وصنع الثالث. وبفضل الثنائي بنزيمة وريبري أضيفت فرنسا إلى إسبانيا وألمانيا وهولندا في القائمة المرشحة للتتويج بلقب البطولة القارية. وبعد تلك المباراة مباشرة أكدت صحيفة ليكيب الفرنسية أن بنزيمة "مستعد للمعركة".

نجم ريال مدريد البالغ من العمر 24 عاما، أصبح رمز المنتخب بصورته الحالية. وهي الصورة التي تختلف تماما عن أخرى، وهي الصورة الكارثية التي ظهر بها المنتخب الفرنسي في جنوب إفريقيا قبل عامين، بخروجه المذل من الدور الأول من نهائيات كأس العالم 2010، والملاسنات التي شهدتها كابينات اللاعبين بين أعضاء الفريق والمدرب ريمون دومينيك. واستبق الظهور المخزي للمنتخب في المونديال، فضيحة جنسية مدوية طالت أربعة لاعبين من بينهم بنزيمة وريبري، إضافة إلى حاتم بن عرفة وسيدني غوفو. وقد جرت أطوارها في إحدى نوادي باريس الليلية واتهم فيها اللاعبون بممارسة الجنس مع عاهرة قاصر.

الآن وفي يورو 2012، يسعى المنتخب الفرنسي إلى قلب تلك الصفحة السوداء ومصالحة جمهوره. مهمة تلقى أيضا على  عاتق بنزيمة نجم ريال مدريد، الذي عاد بفضل لوران بلون إلى صفوف المنتخب الفرنسي، بعد ما تمّ استبعاده في جنوب إفريقيا من قبل دومنيك. ومنذ ذلك الحين أحرز المهاجم خمسة أهداف في خمس عشرة مباراة خاضها حاملا قميص منتخب بلاده.

 وقد تكون البطولة الحالية مسك ختام موسم كروي ناجح بكل المقاييس بالنسبة لبنزيمة الذي لعب دورا حاسما في فوز ريال مدريد بلقب الموسم الحالي. فقد أحرز 29 هدفا وصنع عشرة أهداف أخرى في مجموع 69 مباراة خاضها مع النادي الملكي في الدوري الإسباني؛ ناهيك عن مباريات الكأس ودوري أبطال أوروبا. وفيها رفع المهاجم رصيده إلى  مجموع أربعة وأربعين هدفا.

وإذا كان أداء بنزيمة قد شهد تطورا ملفتا في الموسمين الأخيرين، فإن ذلك يعود بالأساس إلى جوزيه مورينيو المدرب الداهية، الذي جعل من طفله المدلل مهاجما من الطراز العالمي. وصرح الأخير قائلا في حق بنزيمة إن له "قدرات خارقة أمام المرمى، ويدعم رفاقه في العمليات الدفاعية. كما أنه يتميز بقدرته الخارقة على قراءة الملعب".

أما مجلة الماركا الإسبانية، فقد وصفته عقب فوز الريال على أوساسونا بخماسية في منافسات الليغا، أنه "قط يرتدي حذاء" في إشارة إلى أنه لا يستسلم بسهولة ويريد إحراز الأهداف دائما وأبدا.

من الولد العاق إلى المحترف الناضج

المدير الفني للمنتخب الفرنسي امتدح بدوره بنزيمة قبيل انطلاق المباراة الأوروبية، مشيدا بـ "نضج أدائه وقدراته الفنية العالية". وأقر المدرب بأن اللاعب كان يتميز بسلوكه الصبياني خارج الملعب، لكنه "اليوم تعلم الدرس، وقد  انعكس ذلك  على طريقة لعبه".

وانطلقت مسيرة بنزيمة الاحترافية في مدينة ليون- مسقط رأسه، وتحديدا من أكاديمية الشباب في نادي المدينة لينتقل بعد ذلك إلى الفريق الأساسي، حيث سرعان ما تحول إلى أحد ركائزه الأساسية. ومقابل 35 مليون يورو، وصل بنزيمة إلى البرنابييو، حاملا في جعبته أربعة ألقاب للدوري الفرنسي مع فريق ليون.

فضل كريم بنزيمة اللعب في صفوف المنتخب الفرنسي، رافضا العرض الذي قدمه الاتحاد الجزائري لكرة القدم في ديسمبر عام 2006 لضمه إلى صفوف الخضر. وقد  صرح حينها أن "الجزائر بلد أبويه وهي في قلبه، لكنه لن يلعب سوى   للمنتخب الفرنسي". وبالفعل حصل في الـ28 من مارس/ آذار 2007 على أول استدعاء رسمي للمنتخب الفرنسي الأساسي أمام منتخب النمسا وسجل هدف فرنسا الوحيد في المباراة.

وفاق بنكيران

مراجعة: أحمد حسو