وجهة نظر: هواوي في ألمانيا؟ صفقة سيئة
١٠ يوليو ٢٠١٩ترغب شركة هواوي الصينية لتكنولوجيا الاتصالات المشاركة في بناء شبكة 5G في ألمانيا. هذه التكنولوجيا ستقوم بتسريع شبكة الانترنيت بشكل كبير جدا. إذن شركة صينية ستعمل على أن نصل بسرعة أكبر إلى المعلومات! إنها الصين نفسها التي تعمل بكل قوة على عزل الإنترنيت ومنصات التواصل الاجتماعي لديها. وباستخدام تقنية متطورة تعمل على ألا تصل المعلومات من ألمانيا إلى سكانها.
إمبراطورية الوسط هي إمبراطورية الرقابة
كل ما تقدمه دويشته فيله (DW)، لاسيما البرنامج الصيني يتم حجبه في إمبراطورية الوسط. وعمل صحافيي دويتشه فيله يكاد يكون مستحيلا في الصين. وفقط باستخدام برمجيات تفادي الرقابة يمكن أن تحصل فئة صغيرة من الناس في الجمهورية الشعبية (الصين) على معلومات غير مراقبة من ألمانيا وأوروبا.
وهذا العمل غير اللائق تمارسه بكين أيضا مع ما تقدمه وسائل إعلام غربية عالمية مثل بي بي سي باللغة الصينية. والوصاية على السكان المحليين تزداد أكثر منذ أيام، ففي الأثناء لا يمكن الدخول في الصين إلى موقع صحيفتي "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" و "زوددويتشه تسايتونغ" الألمانيتين أيضا.
الحزب الشيوعي لا يرغب في الحديث والنقاش حول حقوق الإنسان في الصين. وحتى الأخبار حول مصير الأيغور في معسكرات إعادة التأهيل أو وضع التيبت، غير مرغوب فيها. وفي المقابل يمكن استقبال برامج وسائل الإعلام الصينية بحرية في بلادنا، والصحفيون الصينيون بإمكانهم التحرك بكل حرية وتغطية كل شيء بدون قيود.
والساسة الألمان مثل المستشارة أو وزير الخارجية يلفتون الانتباه دائما إلى هذا الاختلاف الكبير. لكن هذه النداءات غالبا ما تتلاشى بدون نتيجة. والحصار يستمر.
حرية الصحافة والمعلومات غير قابلة للمساومة
كل محاولات DW للدخول في حوار مع الجانب الصيني فشلت أو كانت بدون نتيجة. "إذا توقفتم عن التغطية النقدية يمكن لنا إبرام صفقات"، تقول بكين. لكن حرية الصحافة والمعلومات غير قابلة للمساومة وبالإضافة إلى ذلك حرية التعبير حق إنساني عالمي. والجدير بالذكر أن ما تقدمه DW بالصينية عبارة عن تقارير ثقافية واقتصادية وعلمية من ألمانيا، من شأنها مد جسور إعلامية بين شعوبنا.
لكن الصين ستستمر في انتهاك حرية الصحافة ودهسها بالأرجل وتحجب عروض DW، إذا لم تترتب عواقب على سلوكها هذا. باختصار: بكين لا تستجيب إلا للضغط.
والآن هناك أصوات تدعي أن هواوي شركة خاصة ولا يمكن تحميلها مسؤولية سياسة الدولة. ومن يصدق هذا فعلا، فإنه على الأقل ساذج. الحزب الشيوعي بإمكانه مراقبة كل شيء في الصين، وربما لا ينجح في ذلك دائما ويظهر اهتماما أقل في بعض المجالات غير الحساسة؛ لكن هذا لا ينطبق بالتأكيد على استثمارات بالمليارات لشركة صينية في أوروبا ـ خصوصا في تكنولوجيا أمنية حساسة ومتطورة جدا. ومن الصعب الاعتقاد بأن شركات التكنولوجيا الألمانية والأوروبية غير قادرة على بناء شبكة حديثة بنفسها. ربما يستغرق ذلك وقتا أطول، لكن فن الهندسة لدينا يتم تقديره جدا حول العالم.
والصفقات الجيدة تشترط رضا كلا الطرفين. ومادامت الصين لا تسمح بتبادل حقيقي للمعلومات، فلا يمكن لمجتمع ديمقراطي حر مثل مجتمعنا أن يكون راضيا. ويجب علينا أن نكون حازمين. إشراك هواوي في بناء شبكة 5G سيكون صفقة سيئة.
بيتر ليمبورغ
التعليق ينشر بالاتفاق مع صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" الألمانية