وجهة نظر: سقوط مدنيين في سوريا لا يُبطل ضرورة العمل العسكري
٣١ مارس ٢٠١٧دخلت الحرب الأهلية في سوريا سنتها السابعة، ولا بوادر على نهاية الحرب في الأفق. وفي هذه السنة حصلت جميع المآسي التي تقع بصفة حتمية في هذا النوع من النزاعات. وما كان للعالم أن يطلع على الكثير منها لولا وجود المرصد السوري لحقوق الإنسان. من هذا المصدر ـ الموثوق به في الغالب ـ يأتي الخبر الذي مفاده أن أكثر من 30 مدنيا قتلوا في غارة جوية على بناية مدرسة في شمال سوريا. ويثير هذا الخبر في ألمانيا الاهتمام بشكل خاص، لأن طائرات استطلاع تابعة للجيش الألماني ساهمت في اختيار أهداف الضربات الجوية.
التذكير بقندوز 2009
وهذه الحادثة تذكر بواحدة حصلت في أفغانستان قبل نحو ثمان سنوات عندما وجه ضابط في الجيش الألماني مقاتلات أمريكية لضرب حافلتي صهريجين تم الاستيلاء عليهما من قبل طالبان. وفي هذا الهجوم تم قتل عشرات المدنيين الذين أرادوا التزود بالوقود لسياراتهم. وهذا الهجوم أدى أيضا إلى نقاشات ساخنة جرَت الضابط إلى داخل قفص الاتهام في المحكمة.
كل هذا فظيع ويجب التحقق منه مليا. ولا أحد يمكن له أن يدعي بأن الجيش الألماني وحلفاؤه يستهدفون بشكل منهجي في الحرب ضد تنظيم "داعش" مدنيينَ. ولو لم يكونوا يأخذون أكبر حيطة ممكنة، لاستمرت بدون شك مثلا عملية استعادة الموصل من "داعش". وأن يقبل تنظيم "داعش" في الجانب الآخر بسقوط ضحايا مدنيين، ويستسغهم "مقاتلو الحرب المقدسة"، فهذا هو أيضا جزء من الحقيقة.
التزام الجيش الألماني لم تكن له أبدا شعبية
عناية أكبر في تحديد أهداف عسكرية في سوريا والعراق هي إذن ضرورية. ولكن حتى بالانطلاق من حادثة فظيعة مثل التي حصلت في شمال سوريا لا يجب اتخاذ القرار بوضع حد للتدخل العسكري وهو السبيل الصحيح. فالتزام الجيش الألماني في المنطقة وأيضا في أفغانستان لم يلق أبدا شعبية في ألمانيا. وأكيد أنه لم يتم تحقيق جميع الأهداف. والنظرية التي تقول بأن الإرهاب الدولي نشأ أولا مع التدخل الغربي في أفغانستان وفي أماكن أخرى لا تلقى أي دليل. لا أحد يجد المتعة في شن الحرب. لكن هناك حالات لا يمكن العمل فيها دون تحرك عسكري.
بيتر شتورم