وجهة نظر: دلالة قوية على وحدة الصف ضد إنكار الهولوكوست
٢١ يناير ٢٠٢٢القرار الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس (20 يناير/ كانون الثاني 2022) يمكن النظر إليه كقرار تاريخي؛ فالأمم المتحدة تبنت مرة واحدة فقط قبل ذلك قرارا اقترحته إسرائيل عام 2005، وذلك حين اعتمدت المنظمة الدولية السابع والعشرين من يناير/ كانون الثاني يوما عالميا لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست، وهو اليوم الذي يصادف تاريخه يوم تحرير المعتقلين في معسكر الاعتقال النازي في "آوشفيتس".
ومنذ ذلك الحين يتكرر توجيه انتقادات للأمم المتحدة، لأنها لم تتخذ قرارات إدانة بحق دولة عضو أكثر مما تعرضت له إسرائيل، (فقرارات الإدانة بحقها) أكثر من سوريا وإيران وكوريا الشمالية مجتمعة.
والمثير للدهشة أن الجمعية العام للأمم المتحدة تبنت قرارا قدمته إسرائيل وألمانيا معا، وهي إشارة رمزية وتاريخية أيضا، وهو قرار موجه بكلمات واضحة ضد من ينكرون الهولوكوست ويضفون عليه طابع النسبية.
قريبا لن يبقى هناك ناجون من المحرقة أحياء
الحاسم في الأمر، هو أن القرار والمتحدثين والمتحدثات خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، لم ينظروا إلى الماضي فقط، وإنما إلى الحاضر والمستقبل أيضا. وتقول إحدى أكثر الجمل إيجازا في القرار، إن "إنكار الحقائق التاريخية لتلك الأحداث المفزعة يزيد خطر تكرارها". وهذا يشير إلى لب المشكلة في العصر الرقمي، حيث تنتشر الأخبار المزيفة والأكاذيب والنسبية.
القرار ينصف حقيقة القرن الحادي والعشرين، حقيقة أنه مستقبلا لن يبقى أحياء من الناجين من المحرقة، حقيقة انتشار إنكار الهولوكوست على موقع فيسبوك كانتشار الحشائش الضارة، والجيل الشاب يعلم القليل عن الإبادة الجماعية ليهود أوروبا.
وبناء على ذلك يدعو القرار الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى تطوير برامج تعليمية، وهنا تنصح بتبني تعريف مصطلح "معاداة السامية" للتحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA).
وأيضا ما يثير الدهشة، هو تعرض تعريف التحالف (IHRA) لمعاداة السامية للانتقاد من قبل الأوساط الفنية والثقافية، بحجة أنه يضيق مجال انتقاد إسرائيل. لكن في المقابل مع التعريف المخفف لمعاداة السامية أصبحت محاربتها شبه مستحيلة، وخاصة تلك المتعلقة بإسرائيل. واعتراف 114 دولة من أعضاء الأمم المتحدة بالتحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، يعزز هذا التعريف ومحاربة معاداة السامية أيضا.
تحديات الحاضر
جاء القرار في توقيت ذي رمزية كبيرة، حيث أنه صادف يوم انعقاد مؤتمر "فانزيه" الذي تم فيه تخطيط الإبادة الجماعية لليهود الأوروبيين. إنها إشارة قوية، أنه وبعد ثمانين عاما من هذا الحدث، لم تعترف جميع أمم العالم بهذه الجريمة واحترام الذين قتلوا فقط، وإنما مواجهة كل تحديات الحاضر ومنع تكرار حدوث أي شيء مشابه.
وأحد هذه التحديات الراهنة برز خلال النقاشات، فقد طلبت دولة واحدة فقط هي إيران التحدث لشرح لماذا تعارض القرار الذي اقترحته إسرائيل وألمانيا معا. القرار يجب أن يكون أيضا دعوة للأمم المتحدة لتضع حدا للدول الأعضاء بها التي تأمر بـ(تبنى) معاداة السامية.
ليزا هينل