وجهة نظر: تحرير فتيات قرية شيبوك نجاح بطعم مُر
٨ مايو ٢٠١٧أكثر من نصف مجموع التلميذات المختطفات قبل ثلاث سنوات من قرية شيبوك ينعمن الآن بالحرية. وهذه حقا مناسبة للفرح ونجاح كبير للحكومة النيجيرية بقيادة الرئيس محمدو بخاري. وحسب حملة "أعيدوا لنا بناتنا" ما تزال حاليا 113 فتاة مختفية.
ويبدو أن الرئيس النيجيري لم يقدر على استخدام القوة العسكرية أو لم يُرد الاعتماد عليها لتحريرهن. بل بحث عن الدعم من الصليب الأحمر ومن حكومة سويسرا لتحقيق هذا الهدف. وكان تحرير الفتيات أمرا مهما بالنسبة له، ما جعله على استعداد لتقبل الدخول في مفاوضات مع الجماعة الإرهابية التي حققت أيضا نجاحا من خلال ذلك، حيث استطاعت استعادة مقاتليها مقابل إطلاق سراح الفتيات.
وهنا بالذات أصبح لفرحة تحرير الفتيات المحتجزات طعم مرّ، لأن الدخول في مفاوضات مع بوكو حرام يُظهر أن هذه الجماعة الإرهابية لم تُهزم بأي حال من الأحوال، كما يريد الجيش النيجيري أن يوحي بذلك. أو على الأقل ذلك الجزء من الجماعة الذي يحتجز الفتيات قادر على منع الجيش النيجيري من الوصول إليهن.
قضية فتيات شيبوك حظيت باهتمام بالغ
تُبين ظروف تحرير الفتيات المختطفات أن قضيتهن حظيت بشهرة واسعة، وكان ذلك نعمة ونقمة عليهن في نفس الوقت. فمن جهة، جعلت حملات التضامن المحلية والدولية معهن من الاختطاف في 2014 رمزا لفشل حكومة نيجيريا السابقة في التصدي لجماعة بوكو حرام، وحولت من جهة أخرى، اهتمام العالم بأسره إلى النزاع الذي ظل مهمشا في شمال شرق نيجيريا.
وفي الوقت الذي قلما تجد فيه مئات النساء والفتيات المختطفات الاهتمام بقضاياهن، باتت قضية فتيات شيبوك ذات أهمية جعلت الإرهابيين وحتى الحكومة النيجيرية غير مستعدين للمخاطرة بتهديد حياتهن. وأصبحت الفتيات المحتجزات بمثابة تأمين على الحياة بالنسبة للخاطفين، لأنه لا أحد يريد تحمل مسؤولية أي هجوم على معسكر قد تلقى فيه فتيات شيبوك حتفهن. وقد اعترف ممثلون عن الحكومة والجيش النيجيري أيضا عدة مرات بهذا الأمر.
لكن من ناحية أخرى، تحولت شهرتهن إلى لعنة، على الأقل بالنسبة لـ 21 منهن أُطلق سراحهن في السنة الماضية. حيث لم يسمح لهن بالعودة إلى قراهن، لأن الحكومة كانت تخشى اختطافهن من جديد بالنظر إلى الشهرة التي أصبحن يتمتعن بها.
وماذابعد؟ هل يمكن استخدام طرق التباحث المتاحة للتفاوض على إنهاء الإرهاب؟ الجيش قام بما يجب عليه فعله: بوكو حرام تم ضحدها، لكنها ما تزال قادرة على تسديد الضربات في الوقت المحدد واحتجاز المنطقة بكاملها في وضع غير آمن.
أسباب الإرهاب ما تزال قائمة
الآن تحديدا يجب معالجة أسباب الإرهاب: فهناك من جهة الفقر المدقع في شمال شرق البلاد. وهنا يمكن للمجتمع الدولي أن يقدم يد المساعدة بتقديم الدعم للشخصيات القيادية القليلة في نيجيريا التي تلتزم بصدق من أجل مكافحة الفقر، ولاسيما من أجل بناء قطاع التعليم المتردي.
كما أن هناك حاجة لممارسة الضغط السياسي. العنف المفرط الذي استعمله الجيش والشرطة في السنوات الأولى ضد المجموعة المتطرفة الصغيرة بوكو حرام ساهم بقوة في تطرفها. الرئيس بخاري وعد بأن تلتزم قوات الأمن تحت قيادته بحقوق الإنسان. وبعض التطورات سُجلت هنا، لكن التدخل العنيف ضد الأقلية الشيعية في نهاية 2015 الذي لم يلق بعد المعالجة ما هو إلا مثال على أن بخاري وفريقه يجب عليهم فعل الكثير.
وهذا ينطبق أيضا على مكافحة الفساد الذي يهتم به بصدق الرئيس بخاري. لكن التقارير حول أموال مختلسة خاصة بمساعدات إغاثة لضحايا إرهاب بوكو حرام تكشف أيضا مدى طول الطريق في هذا المجال.
توماس موش