وجهة نظر: المهاجرون ينتمون إلى ألمانيا
٢٩ مايو ٢٠١٨خمس شابات تركيات باعمار تراوحت بين الرابعة والسابعة وعشرين عاما فارقن الحياة وسط اللهيب الذي أشعله ألمان معادون للأجانب من اليمين المتطرف قبل ربع قرن في زولينغن. وقبلها بنصف سنة فقط قتلت في بلدة مولن ثلاث تركيات بأعمار تراوحت بين 14 و 51 عاما في اعتداء بالحرق نفذه أيضا ألمان يمينيون متطرفون. زولينغن لم تكن الدليل الأول والأخير على وجود أفكار مهينة للبشر في ألمانيا. وعلى هذا النحو تلطخ الاغتيالات المرتكبة من قبل "المنظمة النازية السرية" في السنوات بين 2000 و 2007 التي استهدفت ثمانية أتراك ويونانيا وألمانية سمعة ألمانيا. ولا ننسى سلسلة الهجمات العنيفة ضد أجانب والاعتداءات بالحرق ضد دور لإيواء اللاجئين في كل البلاد.
زولينغن يجب أن تتعايش مع تلك الوصمة
زولينغن تنتمي لألمانيا مثل الناس من ثقافات وديانات أخرى. "مدينة الشفرات" مجبرة أن تعيش ليس فقط كمصدر لأدوات المائدة التي لا تصدأ. فزولينغن يجب أن تعيش أيضا بشائبة أنها مكان أبشع الجرائم التي ارتكبها نازيون في تاريخ الجمهورية الاتحادية.
ولا يمكن للرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن يدعو بما فيه الكفاية وبصوت مرتفع إلى محاربة اليمين المتطرف في ألمانيا. وهذه الحرب هي إحدى الواجبات الملحة للمسؤولين في برلين وكذلك الولايات الاتحادية. والصعود الذي يبدو لا متناهٍ لحزب البديل من أجل ألمانيا وهو يكشف بجرأة متزايدة عن أفكاره اليمينية المتطرفة يبرهن أيضا على أنه لم ستوعب جميع الناخبين الموضوع المعني. فالأمر يتعلق بألمانيا بدون توترات بين السكان المحليين والمهاجرين. والاعتراف بأن جميع الناس متساوون بغض النظر عن جنسيتهم يجب أن يصبح شيئا عاديا.
ليس موضوعا للحملة الانتخابية
يجب مواصلة تطوير ألمانيا للوصول إلى جعلها بلداً نعيش فيه الاندماج في الحياة اليومية عوضاً عن مجرد الحديث عن ذلك باستمرار. وهذا لا يمكن تحقيقه إلا إذا تم قبول القانون الأساسي كحقيقة وليس كنموذج مثالي يمكن تجاوزه من قبل جميع الناس في هذه البلاد بغض النظر عن أصلهم واسمهم أو دينهم. وهذا يحتاج أيضا إلى اعتراف الساسة الأتراك بالتخلي عن تعبئة المواطنين الأتراك في المهجر لأهدافهم السياسية الداخلية. وبالتالي سيكون وزير الخارجية مولود داوود أوغلو متلقيا لنصح جيد بأخذ مثال في خطاباته بمناسبة الذكرى السنوية الـ 25 للاعتداء بالحرق في زولينغن من مولودة غينش والدعوة إلى المصالحة. كمنصة للحملة الانتخابية في تركيا، ليست زولينغن بأيّ حال مؤهلة.
مولودة غينش التي فقدت في زولينغن ابنتين وحفيدتين وابنة أخ تدعو رغم الألم بدون كلل للمصالحة بغية عدم تعميق الفجوات بين الأتراك والألمان. وهي بينت للسياسيين في بلدها الأصلي تركيا كيف يمكن وقف الكراهية لدى كلا الطرفين. فهي ترمز إلى العظمة الإنسانية التي يجب توقعها من سياسيين في كلا البلدين. مولودة غينش تنتمي بحجابها ودينها أيضا إلى ألمانيا مثل مدينة زولينغن التي وجب أن تكون فخورة بمواطنتها المهاجرة من الأناضول.
بهاء غونغور