وثائق بنما.. هل تفسد فضائح الضرائب علاقة ميسي ببرشلونة؟
٤ أبريل ٢٠١٦كانت عطلة نهاية الأسبوع الماضي محزنة بالنسبة للأرجنتيني ليونيل ميسي (28 عاما) أسطورة برشلونة الأسباني وأحسن لاعب في العالم خمس مرات. فما كادت تمر 24 ساعة على الخسارة 1-2 على ملعب "كامب نو" أمام الغريم التقليدي ريال مدريد في الدوري الأسباني السبت الماضي (الثاني من نيسان/ أبريل) حتى جاءت فضيحة "وثائق بنما"، لتضاعف أحزان ميسي وتضيف حلقة جديدة في مسلسله مع التهرب الضريبي.
فضيحة "وثائق بنما"، انطلقت من تحقيقات صحفية ضخمة أجرتها المجموعة الدولية للصحفيين الاستقصائيين، المعروفة اختصارا باسم (icij) وكشفت فيها عن أسماء العديد من الشخصيات، الذين يمتلكون شركات في بعض الأماكن التي تحظى بمعاملة ضريبية مميزة، بينهم سياسيون من كافة أنحاء العالم، وبينهم ظهر أيضا اسم النجم ليونيل ميسي.
"شركة النجم الضخم"
ووفقا لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية فقد اكتشف أحد المحققين في وثائق بنما "شركة وهمية" أو ما تعرف بـ"شركة صندوق بريد"، يقال إن ميسي يمتلك نصفها، وتدار حاليا من قبل مكتب المحاماة "موساك فونسيكا"، الذي يحصل على رسوم مقابل إدارة مثل تلك "الشركات الوهمية"، ويعد رابع أكبر مكتب محاماة على مستوى العالم في هذا الشأن، حسب موقع فوكس الألماني. ويدير مكتب "موساك فونسيكا" في بنما وحدها 300 ألف شركة من هذا النوع، وينشط في 42 دولة حول العالم ويشتغل المكتب 600 مستخدما.
ومن الطريف أن اسم ميسي اقترن بشركة اسمها "ميغا ستار انتربيزس"، و"ميغا ستار" تعني بالعربية نجم هائل أو ضخم، والحقيقة أن ميسي حاليا في عالم كرة القدم هو نجم النجوم وأسطعهم. وتقول وثيقة من وثائق بنما تعود إلى عام 2013 أن ميسي ووالده خورخي يمتلكان تلك الشركة. ولم يتم الكشف عن الوثيقة سوى الآن.
وحسب وسائل الإعلام الأسبانية فقد أصاب ميسي وأسرته غضب شديد من تلك التسريبات وقام ميسي مع والده اليوم الاثنين (الرابع من نيسان/ أبريل) بتقديم شكوى رسمية ضد المجموعة الدولية للصحفيين الاستقصائيين، معتبرين فيها أنهما يشعران وكأنه تمت تعريتهما.
هل تتأثر علاقة ميسي ببرشلونة؟
فضيحة وثائق بنما ليست الأولى التي تواجه ميسي، فمنذ أربعة أعوام والتحقيقات جارية مع اللاعب بشأن موضوع الضرائب. كما توجب عليه دفع 15 مليون يور كمستحقات متأخرة لإدارة الضرائب، ورغم ذلك لم يضر هذا بعلاقته مع برشلونة ولم يؤثر على مستواه الرياضي، حسب موقع شبيغل الألماني. "المسؤولون بنادي برشلونه منصاعون للعبقري الصغير"، كما كتبت مجلة شبيغل العام الماضي."
وحتى بعد ظهور وثائق بنما ليس لدى ميسي أي قلق من أن يؤثر ذلك على علاقته مع برشلونة. فقد أعلن النادي الكاتالوني دعمه الكامل لنجمه المحبوب، حسب ما قالت صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية.
في برشلونة تبدأ في 31 من أيار/ مايو المقبل محاكمة ميسي ووالده بتهمة ارتكابهما لثلاث جرائم ضريبية في الفترة ما بين عامي 2007 و2009 ، بسبب التهرب من دفع 4.1 مليون يورو. ويتهم ميسي ووالده بإخفاء عائدات حقوق الدعاية، من خلال استخدام شبكة من الشركات خارج إسبانيا خصوصا في أوروغواي ومملكة بليز، الواقعة في شمال أمريكا الوسطى.
ميسي والقاسم المشترك مع كبار ألمانيا
مصلحة الضرائب الأسبانية تطالب بعقوبة الحبس بحق اللاعب لمدة سبعة شهور. لكن من المتوقع ألا يتم الحكم بالحبس. وحتى وإن صدر حكم بحبسه فمن المرجح أن يكون مع إيقاف التنفيذ، على عكس ما وقع مع أولي هونيس رئيس بايرن ميونيخ الألماني السابق، الذي بقي في السجن لمدة 21 شهرا بسبب التهرب الضريبي، قبل أن يتم الإفراج عنه في فبراير/ شباط الماضي.
ورغم أن ليونيل ميسي أكد أن لا علاقة له بإدارة المعاملات الضريبية والمالية الخاصة به، فقد أصر المدعي العام على اتهامه، على خلاف النيابة العامة، التي وجدت عذرا للاعب وركزت اتهاماتها على والده. وكان ميسي قد تم استجوابه من قبل وقال مرة بخصوص الاتهامات الضريبية إن والده هو المسؤول عن الأمور المالية، وأنه (ليونيل) يوقع على كل ما يقوله والده.
وهناك تشابه في كيفية تعامل ميسي وأسطورة القيصر الألماني فرانز بيكنباور (70 عاما) مع الوثائق والتوقيعات. بينكنباور كان رئيسا للجنة المنظمة لكأس العالم 2006 بألمانيا. وبعد الكشف عن وثائق تتهم ألمانيا بشراء حق تنظيم كأس العالم، كان بيكنباور يجيب على أسئلة الصحفيين أنه كرئيس للجنة المنظمة كان دائما يوقع على كل شيء يقدم له، دون قراءة المضمون.