واشنطن وبرلين تطالبان بدور للسلطة الفلسطينية بغزة بعد الحرب
٢٥ يونيو ٢٠٢٤دعت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك إلى عقد شراكة أمنية دولية لوضع حد للعنف في قطاع غزة الفلسطيني. وخلال مؤتمر هرتسليا الأمني التابع لمعهد السياسة والاستراتيجية وجامعة رايخمان في إسرائيل، قالت بيربوك الاثنين (24 حزيران/ يونيو 2024) "من أجل بناء أمن دائم، من الضروري الآن إيجاد طرق لوقف العنف في غزة وإنهاء القتال بشكل دائم" مشيرة إلى أن هذا هو محور جميع محادثاتها في إسرائيل وكذلك مع الشركاء الأمريكيين والأوروبيين والعرب.
وأضافت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر: "لن يكون الأمن الدائم لجميع الإسرائيليين ممكنا إلا إذا تحقق الأمن الدائم للفلسطينيين. وفي الوقت نفسه، لن يكون الأمن الدائم للفلسطينيين ممكنا إلا إذا تحقق الأمن الدائم للإسرائيليين. لا يمكن لأحدهما أن يتحقق بدون الآخر."
من جهته قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل جاكوب ليو "يجب أن تكون السلطة الفلسطينية جزءاً" من "اليوم التالي" لانتهاء الحرب في قطاع غزة، مشدّداً على الحاجة إلى "إدارة مدنية" للقطاع الذي دمّرته ثمانية أشهر ونصف من الحرب.
والسلطة الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس لا تحكم سوى الضفة الغربية المحتلة منذ أخرجتها حركة حماس من قطاع غزة في 2007. وتطالب واشنطن بإصلاح السلطة حتى تتمكن من أداء دور رئيسي في البنيان السياسي المقبل للقطاع.
وأضاف ليو "علينا أن نجد طريقة لجعل هؤلاء الأشخاص يعملون معاً بطريقة تناسب احتياجات الجميع. أعتقد أنّ هذا الأمر ممكن"، مشيراً إلى أنّ وجود سلطة فلسطينية في غزة يمكن أن يكون مفيداً أيضاً لإسرائيل التي تسعى للقضاء على حماس.
وجدّد السفير الأميركي التأكيد على أنّ الولايات المتّحدةتؤيد "حلّ الدولتين"، أي قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل وتضمن "أمن وكرامة" الفلسطينيين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وحذّر من أنّ "وصف هذا الأمر بأنه انتصار لحماس سيكون بمثابة أخذ الأمور في الاتّجاه المعاكس"، في إشارة إلى موقف الحكومة الإسرائيلية التي ترى أنّ قيام دولة فلسطينية سيكون بمثابة "مكافأة" لحماس على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأسفر هجوم حماس على جنوب إسرائيل عن مقتل 1195 شخصاً، معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية. واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم في غزة، بينهم 42 يقول الجيش إنّهم لقوا مصرعهم. ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وتردّ إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرّية أدّت إلى مقتل ما لا يقلّ 37626 شخصا معظمهم من المدنيين في قطاع غزة، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
وعلى خلفية عودة ألمانيا إلى المجتمع الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، قالت بيربوك: "بصفتنا بلدا تمكن من توسع نطاق ديمقراطيته بمساعدة شركائه بعد الحرب العالمية الثانية، ندرك مدى أهمية القيام بدور دولي موسع وطويل الأمد من أجل مثل هذه الجهود."، ووجهت حديثها لمستمعيها الإسرائيليين قائلة: "وكما كان شركاؤنا معنا في هذا الأمر، فإننا نرغب في أن نكون معكم فيه اليوم".
ودعت الوزيرة الألمانية الحكومة الإسرائيلية مجددا إلى احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي خلال العملية العسكرية في قطاع غزة. ووصفت التقارير عن إساءة معاملة الأسرى الفلسطينيين بأنها مقلقة. وفي الوقت نفسه، وفي الوقت نفسه، طالبت بيربوك حركة حماس الإسلامية بـ " وضع حد لهذا الرعب وإطلاق سراح جميع الرهائن"، لافتة إلى أنه يوجد بينهم أيضا بعض المواطنين الألمان. وصرحت بأن حماس أردات تدمير أمن إسرائيل، "ولكنها أرادت أيضا تدمير شرعيتها"، وأضافت:" حماس هي التي حاولت إثارة تصعيد إقليمي بمساعدة داعميها الدوليين".
وتأتي هذه التصريحات غداة إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد أنّ مرحلة المعارك "العنيفة" ضدّ مقاتلي حماس، ولا سيّما في مدينة رفح جنوبي القطاع، "على وشك الانتهاء"،لكنّ الحرب مستمرة.
وعندما سُئل عن سيناريوهات ما بعد الحرب، أعلن نتانياهو أنّ إسرائيل سيكون لها دور تؤدّيه على "المدى القصير" من خلال "سيطرة عسكرية".
وأضاف نتانياهو "نريد أيضاً إنشاء إدارة مدنية، بالتعاون مع فلسطينيين محليين إن أمكن، وربما بدعم خارجي من دول المنطقة، بغية إدارة الإمدادات الإنسانية، وفي وقت لاحق، الشؤون المدنية في قطاع غزة".
ميدانيا قتل أكثر من 28 فلسطينيا أغلبهم من الأطفال والنساء، منهم شقيقة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في سلسلة استهدافات ارتكبتها القوات الإسرائيلية اليوم الثلاثاء في مدينة غزة.
وأكدت مصادر إعلامية مقتل الحاجة زهر عبدالسلام هنية (أم ناهض) شقيقة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مع 13 من عائلتها في قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنزلهم في مدينة غزة صباح اليوم.
ووفق "المركز الفلسطيني للاعلام" ، سقط ثلاثة قتلى وأصيب آخرون في قصف طائرات الاحتلال مجموعة من المدنيين على مفترق بالميرا في شارع الوحدة. وأعلن الدفاع المدني بمحافظة غزة أن طواقمه تعاملت مع ثلاثة استهدافات حيث انتشلت الطواقم 13 قتيلا وعددا من الجرحى.
يُشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. كما حظرت الحكومة الألمانية جميع أنشطة الحركة في ألمانيا.
ع.أ.ج/ ح ز/م.س (د ب ا، أ ف ب)