واشنطن وباريس تدعوان لتشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية
١١ أغسطس ٢٠١٤رحب نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الاثنين (11 أغسطس/آب) خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم، بتسمية رئيس حكومة جديد للبلاد واصفا الأمر بـ"الخطوة الحاسمة". وجاء في بيان للبيت الأبيض إن "نائب الرئيس جدد الدعوات المتكررة للرئيس (الأمريكي باراك) أوباما لتشكيل حكومة أكثر انفتاحا بشكل سريع تكون قادرة على الاستجابة للهموم الشرعية لكافة العراقيين".
وقال البيت الأبيض إن بايدن هنأ رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي في اتصال هاتفي وأكد التزام بلاده "بالدعم الكامل لحكومة عراقية جديدة ولا تقصي أحدا وخاصة في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية"، مؤكدا على رغبة الرئيس أوباما بتعزيز التعاون مع حكومة عراقية جديدة والقوات الأمنية العراقية لاستعادة كل ما سيطر عليه تنظيم "الدولة الإسلامية".
وأكد البيت الأبيض أن رئيس الوزراء المعين "أعرب عن اعتزامه التحرك بسرعة لتشكيل حكومة لا تقصي أحدا وذات قاعدة موسعة قادرة على التصدي لتهديد تنظيم الدولة الإسلامية وبناء مستقبل أفضل للعراقيين من كل الطوائف". وقال البيان إن بايدن والعبادي اتفقا على البقاء على اتصال عن كثب مع استمرار عملية تشكيل الحكومة.
من جانبهما دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند والرئيس التركي المنتخب، رجب طيب أردوغان، رئيس الحكومة العراقية المكلف لتشكيل حكومة وحدة وطنية بشكل سريع لمواجهة تهديد الإسلاميين المتطرفين في العراق. وذلك خلال اتصال هاتفي بين أولاند واردوغان. ونقل بيان عن مكتب الرئيس الفرنسي أن الاثنين أعربا عن "أملهما في أن يشكل رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي سريعا حكومة وحدة وطنية". وتابع البيان أنهما "أكدا على ضرورة إيجاد الظروف السياسية في العراق التي تسمح بقتال فعال ضد تنظيم الدولة الإسلامية كما تستجيب لتطلعات العراقيين". وأكد أولاند وأردوغان على دعمهما لجهود الرئيس العراقي فؤاد معصوم في محاولته كسر الجمود السياسي الذي اثر سلبا على القتال ضد الإسلاميين المتشددين في شمال البلاد.
كما رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بما وصفه بأنه "تحرك للأمام صوب تشكيل حكومة في العراق" مشيدا بقرار الرئيس العراقي بتعيين حيدر العبادي رئيسا لحكومة جديدة.
"ائتلاف دولة القانون" يتمسك بالمالكي مرشحا
وجاء قرار الرئيس معصوم بتكليف حيدر العبادي بالرغم من اعتراضات رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي، الذي توعد خلال خطاب تلفزيوني بأنه سيقاتل حتى النهاية للحفاظ على منصبه. وفي تطور جديد في هذا الإطار أعلن حزب الدعوة الإسلامية بزعامة المالكي تمسك ائتلاف دولة القانون بترشيح المالكي لرئاسة الحكومة العراقية الجديدة. وأكد النائب خلف عبد الصمد في تصريح صحفي بحضور المالكي ونواب حزب الدعوة في البرلمان العراقي تمسكهم بمرشحهم نوري المالكي "ولن نتراجع عن هذا الترشيح"، ومعلنين "أن حيدر العبادي يمثل نفسه فقط ولا يمثل كتلة الدعوة مع احتفاظنا بحقنا القانوني لرفع دعوة قضائية ضد من خرق الدستور".
وتزامنا مع التوتر السياسي في بغداد دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق القوات الأمنية إلى عدم التدخل في عملية الانتقال السياسي التي تشهدها البلاد. وقال بيان نقلا عن رئيس البعثة في العراق نيكولاي ملادينوف أنه "ينبغي أن تبتعد قوات الأمن العراقية عن الإجراءات التي يمكن أن ينظر لها وكأنها تدخل في المسألة المتعلقة بالانتقال الديمقراطي للسلطة السياسية". كما رحب ملادينوف في البيان ذاته، بتكليف حيدر العبادي بتشكيل الحكومة.
وكانت مصادر في الشرطة العراقية قد قالت إن قوات من الشرطة والجيش ووحدات من شرطة مكافحة الإرهاب انتشرت بشكل كثيف في المناطق الإستراتيجية في بغداد ليل الأحد الاثنين، وذلك عقب بيان بثه التلفزيون العراقي يؤكد فيه المالكي نمسكه بأحقيته في تشكيل الحكومة متهما الرئيس العراقي بانتهاك الدستور.
ع.ج.م/ع.خ (أ ف ب، رويترز، د ب أ)