واشنطن: لا نريد اشتباكات مسلحة في مستشفيات غزة
١٢ نوفمبر ٢٠٢٣قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان اليوم الأحد (12 نوفمبر/تشرين الثاني 2023) إن الولايات المتحدة لا تريد نشوب اشتباكات مسلحة داخل مستشفيات قطاع غزة، مما يعرض حياة المدنيين للخطر، مشيراً إلى أن واشنطن نقلت وجهة نظرها إلى القوات الإسرائيلية.
وأضاف سوليفان في مقابلة مع شبكة سي.بي.إس نيوز: "الولايات المتحدة لا تريد أن ترى معارك بالأسلحة النارية في المستشفيات حيث يقع الأبرياء والمرضى الذين يتلقون الرعاية الطبية في مرمى النيران، وقد أجرينا مشاورات جادة مع الجيش الإسرائيلي في هذا الشأن".
وقال سوليفان إن هناك معلومات تشير إلى أن "حماس تستخدم المستشفيات لأغراض القيادة والسيطرة وتخزين الأسلحة وإيواء مقاتليها شأنها شأن العديد من المرافق المدنية الأخرى. هذا انتهاك لقوانين الحرب". وأضاف أن الولايات المتحدة تواصل نقل رعاياها إلى خارج غزة.
حماس تعلق المفاوضات
على جانب آخر قال مسؤول فلسطيني مطلع لرويترز إن حماس علقت مفاوضات الرهائن بسبب ما تقوم به القوات الإسرائيلية تجاه مستشفى الشفاء، فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم إن بلاده عرضت تقديم الوقود لمستشفى الشفاء في غزة والذي توقف عن العمل في خضم قتال عنيف مع حماس، لكن الحركة رفضت استلامه.
جاء ذلك في إطار رد نتنياهو على سؤال لشبكة (إن.بي.سي) الإخبارية عما إذا كانت مزاعم إسرائيل بأن حماس لها مركز قيادة تحت المستشفى الرئيسي في غزة تبرر تعريض حياة المرضى والأطفال للخطر. وقال نتنياهو: "بالعكس، عرضنا في الواقع الليلة الماضية منحهم ما يكفي من الوقود لتشغيل المستشفى وتشغيل الحضانات وما إلى ذلك لأننا (ليس لدينا) معركة مع المرضى أو المدنيين على الإطلاق".
وتنفي حماس مزاعم إسرائيل بأن لها مراكز قيادة تحت مستشفى الشفاء ومستشفيات غزة الأخرى. ولم تعلق بعد على تصريحات نتنياهو.
وعبر الجيش الإسرائيلي عن استعداده لإجلاء الأطفال الرضع من أكبر مستشفى في غزة، لكن مسؤولين فلسطينيين قالوا إن الأشخاص ما زالوا محاصرين بداخله وإن طفلين حديثي الولادة توفيا هناك بينما يواجه عشرات آخرون خطراً بعد نفاد الوقود في ظل قتال عنيف في المناطق القريبة.
ويواجه مستشفى الشفاء والمستشفيات الأخرى في شمال غزة صعوبات في تقديم الرعاية للمرضى بعدما أصبحت المنشآت الطبية محور الحرب التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من شهر بهدف القضاء على حركة (حماس) وتحرير الرهائن الذين يحتجزهم مسلحو الحركة الفلسطينية. ويصاب المزيد من الأشخاص يومياً بسبب القصف الإسرائيلي العنيف.
يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
مناشدات من بابا الفاتيكان
من جانبه، طالب البابا فرنسيس بابا الفاتيكان اليوم مجدداً بإنهاء الأعمال القتالية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ودعا إلى تقديم مساعدات إنسانية "أكثر بكثير" لقطاع غزة. وقال البابا: "كفى.. كفى أيها الإخوة، كفى"، مضيفاً أن الجرحى في قطاع غزة بحاجة إلى رعاية فورية وأكد على توفير الحماية للمدنيين. وذكر أيضاً أنه يجب إطلاق سراح الأشخاص الذين تحتجزهم حركة (حماس).
وفي كلمته أمام الحشود في ساحة القديس بطرس بعد العظة الأسبوعية، قال فرنسيس إن الأسلحة لن تجلب أبدا السلام وإن الصراع يجب ألا يتسع. وتابع قائلاً: "أنا قريب من كل الذين يعانون، سواء كانوا من الفلسطينيين أو الإسرائيليين"، مضيفا أنه يصلي من أجلهم.
مصابون وأجانب يصلون مصر
وفي مصر قالت أربعة مصادر أمنية مصرية إن مجموعة من الأجانب والمصابين الفلسطينيين الذين جرى إجلاؤهم من غزة وصلوا إلى مصر اليوم بعد إعادة فتح معبر رفح.
وكانت عمليات الإجلاء عبر المعبر، نقطة الدخول الوحيدة إلى غزة التي لا تسيطر عليها إسرائيل، قد توقفت للمرة الثالثة يوم الجمعة بعد عقبات في نقل المصابين الفلسطينيين من شمال قطاع غزة. ومر مئات من حملة جوازات السفر الأجنبية وعائلاتهم وعشرات المصابين الفلسطينيين من معبر رفح منذ بدء عمليات إجلاء محدودة من خلاله في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني. وكان التوقف بسبب عمليات قصف قال موظفو الإغاثة إنها أصابت أو استهدفت قوافل طبية.
وقالت المصادر إن عدة مصابين فلسطينيين وصلوا إلى الأراضي المصرية لتلقي العلاج إضافة إلى 80 من حملة الجنسيات الأجنبية وعائلاتهم بينما يخضع آخرون لإجراءات العبور. وأضافت أن أكثر من 32 مصريا عبروا الحدود كذلك. وقال اثنان من هذا المصادر إن 80 شاحنة إغاثة على الأقل دخلت إلى غزة من مصر بعد ظهر اليوم.
ألمانيا تدافع عن مساعدتها للفلسطينيين
دافعت وزيرة التنمية الألمانية سفنيا شولتسه عن صرف أموال تنموية للأراضي الفلسطينية. وفي تصريحات لمجلة "دير شبيغل"، قالت السياسية المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي إن "الحكومة الألمانية لا تساعد حركة حماس بل تساعد الشعب الفلسطيني. هذا أمر ضروري ومن مصلحة إسرائيل". وأضافت شولتسه أن صرف المساعدات إلى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تمت مناقشته مع الحكومة الإسرائيلية.
ورداً على سؤال عن احتمال إساءة استغلال هذه المساعدات من جانب حماس لتحقيق أغراض خاصة بها، قالت شولتسه إنه ليس هناك قطاع في التعاون التنموي يخضع لرقابة صارمة كما تخضع المساعدات المخصصة للأراضي الفلسطينية مشيرة إلى أن هذا يسري على اختيار الشركاء المحليين وتدفقات الأموال والمواد المستخدمة " حتى إن طلاء القوارب يتم مراقبته عن طريق كاميرات مراقبة حتى لا يُسْرَق الطلاء الذي نقدمه لاستخدامه في أغراض أخرى".
وفي سياق متصل، كانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أعلنت عن زيادة المساعدات الإنسانية المقدمة من ألمانيا للأراضي الفلسطينية. وقالت شولتسه:" أموال التنمية التابعة لنا تذهب إلى الشعب. فالناس هناك بحاجة إلى أفق مستقبلي".
ع.ح./ع.خ. (رويترز ، د ب أ)