واشنطن تقول إن حسم معركة حلب لن يكون سريعا
٨ أغسطس ٢٠١٦قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سمانثا باور الاثنين (التاسع من آب/ أغسطس) إن حسم المعركة في مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، لن يكون سريعا، معربة عن خشيتها على مصير المدنيين العالقين في القتال. وذكرت باور أمام مجلس الأمن الذي التقى لمناقشة الأزمة في حلب "كلما طال أمد القتال، كلما علق عدد أكبر من المدنيين في الوسط، وكلما دفعوا ثمنا اكبر".
وأعلنت الفصائل السورية المسلحة الأحد سعيها للسيطرة على كامل مدينة حلب بعد أن كانت تمكنت خلال اليومين الماضيين من كسر الحصار الذي كانت القوات الحكومية تفرضه على الأحياء الشرقية للمدينة. وقالت باور إن "القتال خلال الأيام القليلة الماضية يؤكد ما عرفناه منذ فترة طويلة جدا (..) وهو انه رغم القوة الكبيرة لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد وروسيا وإيران وحزب الله، فإن أيا من الطرفين لن يتمكن من تحقيق نصر سريع وحاسم في المعركة على حلب".
واستمع أعضاء المجلس إلى شهادات من أطباء سوريين عرضوا صورا صادمة لأطفال مصابين بهجمات بالبراميل المتفجرة، وقالوا إنهم لم يتمكنوا من إنقاذهم بسبب نقص الأدوية. وقال الطبيب زاهر سحلول من الجمعية الطبية الأميركية السورية "ما شاهدناه في حلب لا يمكن وصفه". ودعا أعضاء المجلس إلى زيارة حلب للقاء الأطباء والممرضين الذين يناضلون لإنقاذ حياة المصابين.
وحذر نائب السفير الفرنسي اليكسس لاميك من أن القتال في حلب قد يقضي على أي أمل في عملية السلام التي أطلقت في فيينا لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات. وقال إن "حلب قد تصبح مقبرة لعملية فيينا". وكانت الأمم المتحدة تأمل إعادة إطلاق عملية السلام في أواخر آب/أغسطس. وقتل أكثر من 290 ألف شخص في النزاع السوري الذي اندلع في آذار/مارس 2011، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في أخر حصيلة له الاثنين. ومن بين القتلى أكثر من 84 ألف مدني.
من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب النزاع في سوريا إن ضربات جوية نفذتها القوات الحكومية السورية وحلفاؤها الروس على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة في ضواحي دمشق اليوم الاثنين أسفرت عن مقتل "العديد" من الضحايا.
وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن الطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر نفذت ضربات في شرق دمشق والضواحي الغربية. ولم يتبين عدد القتلى والمصابين لكن رجلا على الأقل قتل وأصيب "العديد من الأشخاص" في ضربات حول خان الشيخ. كما ترددت أنباء عن وجود إصابات في داريا التي تبعد نحو 11 كيلومترا جنوب غربي العاصمة دمشق.
وأظهر مقطع فيديو نشره ناشطون معارضون للحكومة من المجلس المحلي في داريا هليكوبتر حكومية تلقي متفجرات على المدينة. وأرسلت القوات الحكومية المدعومة بقوات جوية روسية تعزيزات لدعم الجيش السوري في القتال.
من جانب آخر، أعلن الجيش الأميركي اليوم الاثنين أن قوات التحالف الدولي دمرت 83 صهريجا لتنظيم "الدولة الإسلامية" كانت تنقل نفطا شرق سوريا الأحد. وقال ماتيو الن المتحدث باسم البنتاغون إن "طائرات عدة" قصفت الصهاريج مساء الأحد في محافظة دير الزور قرب الحدود مع العراق.
وأضاف المتحدث أن هذه الضربات الجوية تأتي في إطار عملية "تايدل ويف 2" التي "تهدف إلى مهاجمة شبكة توزيع النفط المهرب لتنظيم الدولة الإسلامية، وتدمير قدرات التنظيم على تمويل عملياته".
ولم يعرف بعد ما إذا كان سائقو هذه الشاحنات قد اخطروا بالقصف قبل القيام به. وكانت قوات التحالف استهدفت العام الماضي مرتين صهاريج نفط تابعة للتنظيم ما أدى إلى تدمير 400 منها.
وألقت الولايات المتحدة يومها مناشير تحذر السائقين من أن القصف وشيك جدا، وأوضح البنتاغون أن السائقين لم يكونوا عناصر من التنظيم الجهادي.
ع.ش/ ح.ع.ح (أ ف ب، رويترز)