واشنطن تفكر في آلية خارج مجلس الأمن لوقف القتل في سوريا
٥ فبراير ٢٠١٢أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 56 شخصا قتلوا اليوم الأحد (الخامس من فبراير/ شباط 2012) في سوريا، بينهم 28 عسكريا من القوات السورية. وقال المرصد في بيان إن "23 مواطنا استشهدوا في محافظة حمص، بينهم ثلاثة أطفال وسيدتان، وذلك اثر قصف وإطلاق رصاص في أحياء بابا عمرو وكرم الشامي وباب الدريب وباب السباع والرفاعي وكرم الزيتون والانشاءات ووادي إيران في مدينة حمص، وفي مدينتي الحولة والرستن". وأضاف المرصد أن "مواطنين استشهدا في مدينة داريا بريف دمشق، هما فتى في الـ 14 من العمر وامرأة بإطلاق رصاص عشوائي"، موضحا أن "شابا توفي متاثرا بجروح أصيب بها السبت".
وتابع المرصد في بيانه أن "ثلاثة مواطنين استشهدوا في محافظة إدلب، ... ورجل بإطلاق الرصاص على سيارة كانت تقله في معر شورين". من جهة ثانية أعلن المرصد أيضا أن "28 عنصرا من الجيش النظامي السوري قتلوا الأحد، بينهم سبعة خلال تدمير ناقلتي جند في بلدة تلدو في الحولة في محافظة حمص، و14 جنديا خلال اشتباكات واستهداف آليات عسكرية في محافظة ادلب، وثلاثة جنود اثر تدمير آلية عسكرية في مدينة الزبداني بريف دمشق وأربعة جنود خلال اشتباكات في محافظة درعا".
واشنطن تفكر في بلورة إطار خارج مجلس الأمن
وفي الوقت الذي يستمر فيه النظام السوري في مواجهة المواطنين المنتفضين باستخدام العنف، وصفت الولايات المتحدة اليوم الأحد حق النقض (الفيتو) الذي استخدمته روسيا والصين لإحباط مشروع قرار في مجلس الأمن بشأن سوريا بأنه مهزلة، وقالت إنها ستعمل مع دول أخرى لدعم حدوث تغيير ديمقراطي في سوريا. وأضافت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف خلال زيارة قصيرة إلى بلغاريا قائلة: "الدولتان اللتان رفضتا دعم خطة الجامعة العربية تتحملان المسؤولية كاملة عن حماية المدنيين من الآلة الوحشية في دمشق".
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية "سيتعين علينا في مواجهة مجلس أمن عقيم أن نضاعف جهودنا خارج نطاق الأمم المتحدة مع حلفائنا وشركائنا الذين يدعمون حق الشعب السوري في الحصول على مستقبل أفضل." وتابعت "يجب أن نكثف الضغط الدبلوماسي على نظام الأسد والعمل على إقناع المقربين من الرئيس الأسد على ضرورة رحيله".
وشددت كلينتون على أن الولايات المتحدة ستعمل مع دول أخرى لمحاولة تشديد العقوبات "لتجفيف موارد التمويل وشحنات الأسلحة التي تعمل على استمرار دوران آلة الحرب التابعة للنظام". وقالت كلينتون "سنعمل على كشف الذين ما زالوا يمولون النظام، ويرسلون الأسلحة التي تستخدم ضد السوريين العزل ومنهم النساء والأطفال". ومضت تقول "سنعمل مع أصدقاء سوريا الديمقراطية في شتى أنحاء العالم لدعم خطط المعارضة السلمية والسياسية من أجل التغيير".
المعارضة السورية: "روسيا والصين تمنحان رخصة للقتل"
وقال المجلس الوطني السوري الذي يمثل جماعات المعارضة الرئيسية إنه يحمل موسكو وبكين المسؤولية عن تصعيد أعمال القتل والإبادة، ويعتبر أن الموقفين الروسي والسوري خطوة غير مسئولة ترقى إلى إعطاء رخصة للقتل دون عقاب. وكان مشروع القرار الذي أحبطته روسيا والصين أمس السبت يدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى تسليم سلطاته لنائبه بعد انتفاضة دموية مستمرة منذ 11 شهرا. كما كان يدعم بشكل كامل خطة الجامعة العربية التي تدعو الأسد إلى نقل سلطاته إلى نائبه وسحب القوات من المدن والبدء في عملية تحول ديمقراطي. ووصفت روسيا مشروع القرار بأنه منحاز ويروج "لتغيير النظام" في سوريا التي تعتبر الحليف الوحيد لموسكو في الشرق الأوسط، والتي تستضيف قاعدة بحرية روسية وتعد سوقا مهمة لصادرات الأسلحة الروسية.
فرنسا: الاتحاد الأوروبي يعتزم تشديد العقوبات على سوريا
بدوره أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الأحد أن الاتحاد الأوروبي "سيشدد العقوبات المفروضة على النظام السوري"، عقب استخدام الصين وروسيا حق النقض ضد مشروع قرار حول سوريا في مجلس الأمن الدولي. وقال جوبيه في تصريح صحفي "سنساعد المعارضة السورية على تنظيم نفسها وستشدد أوروبا العقوبات المفروضة على النظام السوري ثم سنسعى إلى تعزيز الضغط الدولي، وسيأتي وقت سيجبر فيه النظام على إدراك انه معزول ولا يمكنه الاستمرار".
وبخصوص إنشاء مجموعة أصدقاء الشعب السوري المقررة، والتي تحدث عنها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أشار جوبيه إلى أن الرئيس "سيتخذ مبادرات في الأيام المقبلة سعيا إلى جمع كل من يعتقد أن الوضع الحالي غير مقبول على الإطلاق" في سوريا. وكان ساركوزي أعلن أن المجموعة ستسعى إلى جمع كل الدعم الذي قد يقدمه المجتمع الدولي لتطبيق خطة الجامعة العربية للخروج من الأزمة. و قال جوبيه إن المجموعة قد تشمل الدول الـ 13 الأعضاء في مجلس الأمن التي صوتت لصالح مشروع قرار عرقله فيتو مزدوج صيني روسي، إضافة إلى دول الجامعة العربية و"كل من يريد الانضمام إلينا للضغط على سوريا". وأضاف جوبيه أن فرنسا "ستفكر" في دعوة تونس جميع الدول إلى طرد سفراء سوريا احتجاجا على القمع الدامي في سوريا.
(م أ م/ أ ف ب/ رويترز)
مراجعة: أحمد حسو