واشنطن بحاجة إلى مصداقية الأوروبيين من أجل إنجاح مؤتمر أنابوليس
٢١ نوفمبر ٢٠٠٧في إطار الاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر أنابوليس في الولايات المتحدة في وقت لاحق من الشهر الجاري، تبذل كل من ألمانيا وفرنسا، اللتان تتمتعان بمصداقية في العالم العربي تفتقر اليها الولايات المتحدة، تبذل جهودا دبلوماسية حثيثة بغرض ضمان نجاح هذا المؤتمر.
وتقول مصادر دبلوماسية إن هذه الجهود التي تبذلها كل من برلين وباريس تحظى بموافقة كاملة من قبل واشنطن وتمت مناقشتها مع الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش خلال الزيارة التي قامت بها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للولايات المتحدة في الشهر الماضي، على حد قول هذه المصادر.
مساعدة واشنطن على استعادة مصداقيتها المفقودة
ويقول محللون ومسؤولون إن هذا التحالف الجديد "يعكس تحولا في السلوك السياسي على جانبي الأطلسي." يشار هنا إلى أن برودا في العلاقات بين ضفتي الأطلسي كان قد برز وكاد أن يتسبب في قطيعة بين واشنطن من جهة وبرلين وباريس من جهة أخرى، لاسيما على خلفية معارضة البلدين للحرب على العراق.
إلا أن كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حاولا إعادة الدفء إلى هذه العلاقة.
من جانبها، أدركت واشنطن أنها تحتاج إلى تأييد أوروبي واسع النطاق إذا أرادت أن تحقق أي نجاح في الشرق الأوسط، في حين تظهر برلين وباريس من جانبهما استعدادا جديدا لمساعدة الولايات المتحدة على استعادة جزء من مكانتها المفقودة في المنطقة المضطربة.
و في هذا السياق، قال وولتر بوش المحلل في معهد الدراسات الأمنية التابع للاتحاد الأوروبي ومقره باريس: "إذا أرادت الولايات المتحدة تحقيق شيء في الشرق الأوسط فإنها تحتاج لشركاء أوروبيين وخاصة إلى ألمانيا وفرنسا."
وهذا لا يعني بطبيعة الحال أن البلدين الأوربيين يبذلان هذه الجهود فقط بغرض مساعدة واشنطن، بل إن هناك اهتماما أوروبيا عاما وألمانياً وفرنسياً على وجه الخصوص بعملية السلام في الشرق الأوسط، حيث أعربت هذه الأطراف مرارا عن أن السلام في المنطقة من الأولويات الأوروبية وضمن أولويات سياستهما الخارجية. في هذا السياق تأتي جهود الاتحاد الأوربي في دعم عملية السلام في المنطقة ومحاولات تقريب وجهات النظر، وما الرحلات المكوكية للمفوض الأعلى للشؤون السياسية للإتحاد خافير سولانا إلى المنطقة إلا دليلا على هذا الإهتمام.
ويعتقد المحللون أن برلين وباريس تتمتعان بنفوذ في المنطقة تفتقر إليه واشنطن، عازيين ذلك جزئيا إلى موقف الدولتين المعارض لحرب العراق. ومن عناصر القوة في الدبلوماسية الألمانية فيما يتعلق بالشرق الأوسط أن ألمانيا تقيم علاقات تكاد تكون متوازنة مع مختلف الإطراف المعينة في المنطقة، وهي واحدة من الدول الأوروبية القليلة التي تقيم علاقات قوية مع كل من إسرائيل والفلسطينيين. وتحظى برلين بقبول وثقة الأطراف المعنية في المنطقة.
جهود ألمانية وفرنسية لإقناع العرب بالمشاركة
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير قد عقدا اجتماعات ولقاءت خلال الفترة القصيرة الماضية مع عدد من المسؤولين العرب، منهم الملك الأردني عبدا لله الثاني والملك السعودي عبدا لله بن عبد العزيز وكذلك مع ممثلين عن دول أعضاء في الجامعة العربية، على أمل إقناعهم بأهمية مشاركتهم في مؤتمر قد يتوصل إلى سلام دائم في المنطقة.
فمشاركة الدول العربية "ستكون حاسمة" وفقا لتعبير المتحدث باسم الحكومة الألمانية توماس شتيج. من جانبه، كشف المتحدث باسم وزير الخارجية الألمانية عن أن فرانك فالتر شتاينماير حث دولا عربية مثل مصر والسعودية وسوريا على حضور المؤتمر لضمان حشد التأييد الواسع للاتفاقيات التي سيتم التوصل اليها في انابوليس.
من جانبها، قامت فرنسا بدور نشط في هذا الاتجاه، حيث زار وزير خارجيتها برنار كوشنر كل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية مرتين في ثلاثة أشهر.
دويتشه فيله + وكالات (ع.ج.م)