هولندا.. تأكيد فوز فيلدرز رسميا ومعركة صعبة لتشكيل ائتلاف
١ ديسمبر ٢٠٢٣أفادت لجنة الانتخابات بأن خيرت فيلدرز وحزبه "حزب الحرية" فاز بـ37 مقعدا في البرلمان المكوّن من 150 مقعدا، في صعود غير متوقعلليمين المتطرف أحدث هزة في أوروبا وخارجها. وباتت الأنظار حاليا تتركّز على مسألة إن كان من الممكن بأن يؤسس فيلدرز ائتلافا حاكما ويصبح أول رئيس وزراء يميني متشدد للبلاد فيما تكشف المناوشات التي بدأت منذ الآن بأن الصعوبات بدأت بالفعل.
وفي نظام سياسي هولندي يعاني من التشرذم الشديد حيث لا وجود لحزب واحد يملك ما يكفي من القوة ليحكم بمفرده، تعقب الانتخابات شهورا من المساومات للاتفاق على ائتلاف. يسعى فيلدرز إلى ائتلاف رباعي مع "حزب الشعب" (يمين وسط) الحاكم حاليا والذي ينتمي إليه رئيس الوزراء مارك روته و"العقد الاجتماعي الجديد" و"حركة المواطن المزارع". يحتاج إلى 76 مقعدا من أجل ائتلاف مستقر وأكد مجلس الدولة أن بإمكان الأحزاب الأربعة مجتمعة تحقيق ذلك.
ويبدو أن "حركة المواطن المزارع" التي أفرزتها احتجاجات ضد خطط لخفض انبعاثات النيتروجين لتفوز في انتخابات مجلس الشيوخ في آذار/ مارس مستعدة للدخول في الائتلاف بمقاعدها السبعة. لكن لا يمكن لفيلدرز الحصول على أغلبية من دون "حزب الشعب" و"العقد الاجتماعي الجديد" الذي يرأسه بيتر أومتسيغت المدافع عن مكافحة الفساد، علما بأن الحزبين رفضا حتى اللحظة الدخول في مفاوضات تشكيل الائتلاف.
وتعرّض "حزب الشعب" بزعامة ديلان يسيلغوز المولودة في تركيا، والتي تتمتع بكاريزما عالية إلى ليلة انتخابية كارثية إذ فاز بـ24 مقعدا فحسب، مقارنة مع 34 في السابق. وأعلنت يسيلغوز بحزم بأن حزبها لن ينضم إلى ائتلاف يتزعمه فيلدرز، مشيرة إلى أن الناخبين أوضحوا من خلال تصويتهم بأنه لم يعد يتعيّن على "حزب الشعب" البقاء في الحكم.
لكنها ما زالت ترغب بـ"دعم" ائتلاف من اليمين الوسط، ما يعني أن "حزب الشعب" مستعد للتصويت مع فيلدرز لتمرير أي قوانين يتفق معها. وبينما اعتُبر أومتسيغت شريكا طبيعيا أكثر لفيلدرز، إلا أنه سدد كذلك ضربة قوية مع انطلاق المحادثات، معربا عن خشيته من أن التعهّدات الواردة في برنامج "حزب الحرية" تتناقض مع الدستور. ويدعو برنامج "حزب الحرية" الانتخابي إلى حظر المساجد والمصحف والحجاب. كما يطالب بتنظيم استفتاء على انسحاب هولندا من الاتحاد الأوروبي أو ما بات يطلق عليه "نيكزت".
ع.ش/ و.ب (أ ف ب)