هل يفشل تمسك أوروبا بالاتفاق النووي الإيراني أمام ضغط ترامب؟
٢٠ أبريل ٢٠١٨قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية الجمعة (20 أبريل/ نيسان 2018) إن الرئيس دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون سيبحثان الاتفاق النووي الإيراني في البيت الأبيض الثلاثاء المقبل على الرغم من أن المباحثات مع الدول الأوروبية بشأن معالجة المخاوف الأمريكية من الاتفاق المبرم عام 2015 "لم تنته تماماً بعد".
وقال المسؤول للصحفيين إن ترامب سيناقش أيضاً قضايا أخرى مع ماكرون من بينها الضربة العسكرية المشتركة التي تم توجيهها لسوريا هذا الشهر بعد هجوم مفترض بالأسلحة الكيماوية في دوما قرب دمشق.
بينما يتمسك الأوروبيون بالاتفاق النووي مع إيران كرر الرئيس الأمريكي ترامب انتقادات شديدة لهذا الاتفاق، متسبباً في مخاوف لدى الأوروبيين بأنه من الممكن أن يقوم بإلغائه. ومن المقرر أيضاً أن تلتقي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في الـ27 من نيسان/ أبريل الجاري ترامب في البيت الأبيض، وهي ثاني زيارة لها للولايات المتحدة منذ تولي ترامب رئاسة البلاد.
ويفرض الاتفاق الذي تم التوصل إليه عام 2015 بين إيران والولايات المتحدة وخمس دول كبرى أخرى قيوداً على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات عنها. ووصف ترامب الاتفاق بأنه أحد أسوأ الاتفاقات، التي جرى التفاوض عليها على الإطلاق. وحدد الرئيس الأمريكي في يناير/ كانون الثاني مهلة لبريطانيا وفرنسا وألمانيا تنقضي في 12 مايو/ أيار المقبل، قائلاً إن على الدول الثلاث الاتفاق على "إصلاح العيوب الجسيمة في الاتفاق النووي الإيراني" وإلا فإنه سيرفض تمديد تخفيف العقوبات الأمريكية.
وقال المسؤول الأمريكي الكبير الجمعة إن "الأوروبيين ولاسيما بريطانيا وفرنسا وألمانيا يعملون بجد في محاولة لمعالجة بعض من أهم أو أبرز مخاوفنا المتعلقة ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية مثل الفقرة، التي تنص على انتهاء العمل بالقيود على برامج إيران النووية بعد عشر سنوات". وأضاف "هذا العمل لم ينته تماما بعد".
مزيد من الأوروبيين ينضمون للدول الثلاثة
وقال السفير الأمريكي لشؤون نزع السلاح روبرت وود يوم أمس الخميس إن واشنطن تجري مناقشات "مكثفة" مع الدول الأوروبية الثلاث قبل انقضاء المهلة المحددة في مايو/ أيار لاستئناف العقوبات على إيران إذا لم يصدر ترامب قرارات جديدة بتعليقها.
وقالت إيران إنها ستلتزم بالاتفاق ما دامت الأطراف الأخرى تحترمه ولكنها ستتخلى عنه إذا انسحبت منه واشنطن. ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف قوله في نيويورك "أمام إيران عدة خيارات إذا تخلت الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي. رد إيران على انسحاب أمريكا من الاتفاق لن يكون لطيفاً".
وكان دبلوماسيون قد قالوا هذا الأسبوع إن حكومات الاتحاد الأوروبي تبدي مزيداً من التأييد لفكرة فرض عقوبات جديدة على إيران اقترحتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا
وكانت لندن وباريس وبرلين أثارت غضب شركائها في الاتحاد في مارس/ آذار عندما سعت البلدان الثلاثة للمضي قدماً في مقترح لفرض عقوبات على 15 مسؤولاً كبيراً وشخصيات عسكرية وشركات إيرانية قبل انقضاء مهلة ترامب، كوسيلة لإثناء الرئيس الأمريكي عن الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم. لكن يبدو أن أعضاء آخرين بالاتحاد ينضمون حالياً لمسار العقوبات في ظل تأكيدات من مسؤولين بالحكومة الأمريكية بأن مثل هذه العقوبات قد تؤثر في قرار ترامب وأيضاً في ظل تراجع نهج المواجهة من قبل لندن وباريس وبرلين.
ص.ش/ع.غ (رويترز)