هل يقال ماغات رغم انجازاته الكبيرة مع شالكة؟
١٤ مارس ٢٠١١المدرب المخضرم فليكس ماغات مُهدد بالتسريح من منصبه كمدرب لفريق شالكه. فإذا ما نفّذت إدارة نادي شالكه ذلك وأتمت بالفعل الانفصال عن ماغات في نهاية الموسم الحالي، فتكون قد ارتكبت خطأ كبيرا. إذ يرى مراقبون وخبراء كرة القدم أن من شأن هذه الخطوة أن تكون واحدة من أكبر الفضائح التي يشهدها موسم البوندسليغا الحالي، وذلك لأسباب كثيرة.
حقق فليكس ماغات ومازال يُحقق نجاحاً كبيراً مع فريقه. وما كان فوز شالكه الأخير على أينتراخت فرانكفورت بهدفين لهدف ضمن منافسات الأسبوع السادس والعشرين للبوندسليغا إلا دليلاً آخر على استراتيجيته الناجعة. صحيحٌ أن الفريق الأزرق سجّل انطلاقة متعثرة في موسم البوندسليغا 2010 / 2011، لكنه استطاع في النهاية استعادة توازنه وتدارك الموقف وتحقيق نتائج إيجابية ضمنت له على الأقل المركز العاشر على قائمة الدوري حتى الآن. هذا بالإضافة إلى أن ماغات نجح في قيادة فريقه إلى نهائي كأس ألمانيا لكرة القدم إثر فوز ثمين على حامل اللقب فريق بايرن ميونخ بهدف لصفر في الدور نصف النهائي.
سياسة ناجحة في صفقات انتقال اللاعبين
وعلى الصعيد الدولي حقق ماغات نجاحاً كبيراً آخر بقيادة فريقه إلى التأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم- التشامبيونسليغ على حساب فريق فالنسيا الإسباني. ومازال لدى فريق شالكه فُرصتان جيدتان للظفر بلقب واحد على الأقل خلال الموسم الحالي. فكل هذه الإنجازات جاءت أيضاً بفضل المدرب المخضرم وفلسفته الكروية والاستراتيجية التي وضعها لفريقه.
إدارة نادي شالكه تتهم ماغات باتباع سياسة خاطئة فيما يتعلق بالتعاقد مع لاعبين جُدد. ربما اتّخذ ماغات قراراً خاطئاً هنا أو هناك فيما يتعلق بتعزيز صفوف الفريق بلاعبين جُدد. لكن سياسته المتعلقة بانتقال اللاعبين كانت بشكل عام ناجحة. فقد اجتذب ماغات إلى شالكه لاعبين أثبتوا جدارتهم بقوة، وعلى رأسهم غافرانوفيتش وبيركلوغه وأوتشيدا، الذين أكدوا نجوميتهم على الساحتين الألمانية والدولية، لتزداد بذلك قيمتهم في سوق اللاعبين أيضا.
إضافة إلى ذلك استطاع ماغات تطوير مواهب وقدرات عدد من اللاعبين الشباب الذين لم يكُن أحد يعرفهم من قبل، مثل موريتس ومارتيب ودراكسلر وهوفيدس. وقد نجح أيضاً في قيادة هؤلاء اللاعبين الشباب إلى النجومية وتحفيزهم وتثبيتهم كلاعبين أساسيين في صفوف الفريق الأزرق. وهذا يعني أن قيمتهم السوقية ازدادت كذلك، وهو ما يعود في النهاية بالنفع المادي على شالكه.
وكان ماغات قد تعرّض لانتقادات لاذعة من إدارة النادي لاجتذابه الإيراني علي كريمي واليوناني خارستياس. لكن هذا الأخير، على الأقل، أثبت أن قرار ماغات بالتعاقد معه لم يكُن خاطئاً قط. وأصبح ورقة رابحة في يد ماغات بعد أن سجّل السبت هدف الفوز لشالكه في مرمى أينتراخت فرانكفورت بعد خمسين ثانية فقط من دخوله أرض الملعب بديلاً لزميله غافرانوفيتش.
مدرب صارم وناجح
فليكس ماغات يُتّهم أيضاً من قِبَل إدارة نادي شالكه، وتحديداً من رئيس النادي كليمنز تونيس بأنه يمارس سياسة مالية خاطئة. لكن العكس هو الصحيح برأي المراقبين. ففليكس ماغات أنقذ الفريق وحقق الكثير بميزانية محدودة وبعدد قليل من اللاعبين النجوم. فبعد حقبة مدير أعمال الفريق السابق أندي مولر كان لدى شالكه عدد من اللاعبين متوسطي المستوى، مثل غروسمولر وراكيتش وسانشيز وفيسترمان وكرستايتش. ومهمة ماغات كانت تكمُن في بيع هؤلاء اللاعبين للتخلص من أعباء المداخيل السنوية العالية التي كانوا يتقاضونها. وقد تصرّف ماغات في صفقات بيع هؤلاء اللاعبين بذكاء كبير عاد بالنفع على شالكه.
كما يُتّهم ماغات بأنه مدرب عنيد ويتعامل مع لاعبيه بشكل قاس يصفه البعض بالاستبدادي. صحيحٌ أن ماغات مدرب صارم يصعب التعامل معه، خاصة على أرض الملعب. لكن المدرب الناجح يجب أن يكون صارماً مع اللاعبين المحترفين الذين يتقاضون مداخيل عالية مقابل أن يُقدّم كل منهم أفضل ما لديه خلال التدريب وفي المباريات الرسمية أيضا. هذا بالإضافة إلى أن رئيس نادي شالكه كليمنز تونيس يعرف ماغات جيدا. وبالتالي كان عليه أن يتوقع الطريقة التي سيتعامل فيها هذا المدرب المخضرم مع لاعبي فريقه.
شالكه من أفضل 8 فرق أوروبية
بتأهله إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا انضمّ فريق شالكه إلى دائرة أفضل ثمانية فرق أوروبية. كما ضَمن نادي شالكه عائدات مالية بمقدار 17 مليون يورو عبر مشاركته القوية في دوري أبطال أوروبا. وهذا المبلغ سيرتفع دون أدنى شك، فهناك على الأقل مبارتان أخرتان سيخوضهما الفريق الأزرق في ربع نهائي المسابقة الأوروبية.
إضافة إلى ذلك قاد ماغات فريق شالكه إلى نهائي كأس المانيا. وفي المباراة النهائية التي ستُقام في 21 مايو / أيار سيكون شالكه على موعد مع فريق دويسبورغ من دوري الدرجة الثانية. هذا يعني أن فريق شالكه هو الفريق المرشح للفوز بالكأس. وإذا ما فاز شالكه بالفعل بكأس ألمانيا، فيكون قد ضَمن له مقعداً في مسابقة الدوري الأوروبي لكرة القدم في الموسم المقبل. وهذا دون أدنى شك إنجازٌ كبيرٌ يحمل بصمة المدرب القدير ماغات.
نظراً لكل هذه الإنجازات التي حققها ماغات يُفترض حقيقة أن تتمسك به إدارة النادي. وبدلاً من إقالته ينبغي حتى بناء نُصب تذكاري له في غيلزنكيرشن. فإذا ما أقدم رئيس النادي كلينز تونيس على إقالة ماغات بالفعل، فيكون قد ارتكب خطأ فادحا. صحيحٌ أن تونيس يستطيع اجتذاب مدرب آخر يتولى مهمة تدريب الفريق ابتداء من الموسم المقبل، لكن هل سيستطيع هذا المدرب، بغض النظر عن هويته، تحقيق نجاح مماثل للنجاح الذي حققه ماغات في فترة زمنية قصيرة نسبياً؟ هذا ما يشكّ فيه كثيرٌ من المراقبين وخبراء الكرة.
علاء الدين موسى البوريني
مراجعة: عارف جابو