هل يعود النازيون الجدد إلى ملاعب كرة القدم
٢١ فبراير ٢٠١٣تعتبر مجموعة آخن أولتراس نفسها مجموعة سياسية ومعادية للعنصرية. وأعضاؤها من من محبي كرة القدم. وهي تؤكد حبها لنادي أليمانيا لكرة القدم في مدينة آخن وتأييدها لمكافحة العنصرية ومواجهة معاداة اليهود. غير أن ذلك لم يعجب بعض محبي النادي، ومن بينهم أعضاء عصابة كارل المتشددة التي تعتبر نفسها غير سياسية. وكل شخص محب لنادي اليمانيا يمكنه أن يصبح عضوا بها. وهذا يعني أن العصابة مفتوحة أيضا على النازيين الجدد والذين يدعون الى العنف.
لم يعتبر أعضاء مجموعة آخن أولتراس مدافعين عن قيم الديمقراطية, بل تمت إدانتهم كيساريين متشددين وكاستفزازيين. وبسبب مواقفهم السياسية تعرضوا على مدى أشهر للتخويف والتهديد والاعتداء عليهم في الملعب وخارج الملاعب. وفرض مجلس إدارة نادي أليمانيا لفترة طويلة تقديم المساعدة إلي إليهم. ورغم أن المجلس فرض أيضا عقوبات ضد عصابة كارل، إلا أنه لم يعمل على تنفيذها باستمرار. ولذلك استسلم أعضاء مجموعة آخن أولتراس. "لا نرى أي فرصة للوقوف في الملعب ضد عصابة من محبي كرة القدم قوضها يمينيون متشددون"، كما عبر عن ذلك أحد أعضاء النادي.
أغلبية في مواجهة أقلية رافضة للعنصرية
إنه حدث فريد من نوعه في تاريخ كرة القدم في ألمانيا. " انسحاب مجموعة من الشباب من ناديها تؤيد مكافحة التمييز هو تعبير عن الحزن وخبية الأمل "، كما يقول بارتريك غورشليتير الناطق باسم تحالف الناشطين ومحبي كرة القدم، الذي يؤيد منذ حوالي 20 عاما مكافحة التمييز. ولاحظ غورشليتير أن عداء المتشددين اليمينيين ازداد انتشارا في الآونة الأخيرة، ففي دورتموند رفعت مثلا لافتات للتعبير عن التضامن مع مجموعة يمينية متشددة محظورة. وفي براونشفايغ نشرت مجموعة معادية للعنصرية كتيبا قدمت فيه حججا قاطعة تؤكد على وجود روابط بين نازيين جدد وأفراد من محبي نادي أينتراخت لكرة القدم في المدينة. كما تم تسجيل حالات تمييز أيضا في ديسلدورف وديسبورغ ودريسدن وكايزيرسلاوتيرن. ويعني ذلك أن الأقلية الرافضة للتمييز تجد نفسها ضعيفة أمام أغلبية يمينية بين محبي كرة القدم.
الباحث في قضايا العنف فيلهيلم هايتماير يتحدث عن أبعاد جديدة في هذا المجال، وذكر في دراسة له أن حوالي نصف الألمان يعتبرون أن عدد الأجانب في البلاد أكبر مما يجب. "الملعب هو المكان الوحيد الذي يمكن لمؤيدي العنصرية أن ينشروا فيه أفكارهم بدون أن يؤدي ذلك إلى فرض عقوبات عليهم"
انقسامات بين محبي كرة القدم
على عكس الوضع في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي تراجع عدد النازيين الجدد في الملاعب بعد اتخاذ إجراءات أمنية فعالة مثل منع رموز نازية فيها. أما الآن فإنهم ينشرون أفكارهم بين محبي كرة القدم في مواقع إلكترونية وغيرها. إلا أن هذا التطور لا يثير اهتمام وسائل الإعلام بشكل كاف، حيث إنها تفضل نشر تقارير عن مشاغبين يفجرون مفرقعات في الملاعب. غير أن ذلك يترك انطباعا مشوها، كما يقول عالم الاجتماع غيرد ديمبوفسكي من جامعة هانوفر. "لا تلعب النازية الجديدة والعنصرية في المناقشة الحالية بشأن الأمن في ملاعب كرة القدم إلا دورا هامشيا. ولا يتم الحديث عن علاقاتها باستخدام العنف وتفجير المفرقعات".
وقد تم تنظيم مظاهرات احتجاجية كثيرة ضد الإجراءات الأمنية التي اتخذها الاتحاد الألماني لكرة القدم. ويقال أن متشددون يمينيون شاركوا فيها أيضا. وعبر غيرد ديمبوفسكي من جامعة هانوفر عن اعتقاده أنه من المحتمل أن ينخفض نفوذ المجموعات المعادية للعنصرية في الملاعب.
الوقاية تحتاج الى تمويلات
من جهته يؤكد الباحث في قضايا العنف هايتماير أن التشدد اليميني في تغير مستمر. فبعد حظر عدد من المنظمات التي اتسمت بهياكل تنظيمية محددة، نشأت في تسعينات القرن الماضي مجموعات نازية جديدة دون هياكل ثابتة. وإذا تم حظرها فإن أعضاءها يبحثون مجددا عن سبل أخرى. فما هو دور كرة القدم في ذلك؟ إنه „من الضروري أن نساهم في تقوية مجموعات محبي كرة القدم التي ترفض التمييز والعنصرية في الملاعب"، كما يقول ميخائيل غابرييل مدير مكتب التنسيق للمشاريع الخاصة بمحبي كرة القدم. ورغم وجود 50 مركزا للشباب يقوم فيها ناشطون اجتماعيون برعاية محبي كرة القدم من بين الشباب، فإن الوقاية من التشدد اليميني أمر صعب، حيث إن المخصصات المالية لذلك ظعيفة.
مجموعة آخن أولتراس أكدت أثناء مباراة مع فريق من كولونيا تراجعها عن تأييد نادي أليمانيا، حيث أعرب حوالي 300 محب لكرة القدم من كافة أنحاء ألمانيا أثناء هذه المباراة عن تضامنهم معها. أعضاء مجموعة آخن أولتراس مصممون على مواصلة السير في مكافحة التمييز.