هل يضمن الماسح الضوئي الأمن في الطائرات؟
٢٩ ديسمبر ٢٠٠٩تقترب السلطات الألمانية من اتخاذ قرار بشأن استخدام الماسح الضوئي (سكانر) الذي يكشف عن الجسم كله وذلك في أعقاب المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة أمريكية. وذكرت صحيفة "راينشه بوست" الصادرة اليوم الثلاثاء (29 ديسمبر/كانون الأول 2009) أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا والمكون من التحالف المسيحي والحزب الديمقراطي الحر على استعداد للتخلي عن معارضتهم لاستخدام هذه الأجهزة بمجرد اتخاذ ضمانات للحقوق الشخصية لركاب الطائرات أثناء تعرضهم لهذه العملية. وأضافت الصحيفة أن الشرطة الاتحادية تقوم بتجارب حول هذا الموضوع منذ عام.
من جهته قال نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، غونتر كرينغس للصحيفة إنه من "الممكن تنفيذ هذه الإجراءات بشكل يضمن الخصوصية". وحذر كرينغس وهو خبير في الشئون الداخلية، قائلا "من الإهمال تحريم استخدام هذه التقنية". في الوقت نفسه أبدت نائبة رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر غيزيلا بيلتس عن موافقتها على الأمر حيث قالت "يتعين علينا الاستثمار في مثل هذه الأنظمة إذا تم ضمان كرامة الإنسان" مشيرة إلى أن الرفض لهذه التقنية يقتصر على "الجيل الأول من هذه الأجهزة فحسب" لأنها كانت توصف بأنها "أجهزة العري" حيث لم تكن تكشف فقط عن الأسلحة أو المتفجرات المخبأة، ولكنها تكشف أيضا عن أعضاء أجسام المسافرين.
الماسح الضوئي بين التأييد والمعارضة
من ناحية أخرى قال خبراء هولنديون إن استخدام الماسح الضوئي المثير للجدل والذي يظهر أجسام المسافرين كان من الممكن أن يساهم في الكشف عن الشاب النيجيري الذي حاول تفجير طائرة أمريكية. وقال آد روتن، كبير مسئولي العمليات في مطار سخيبول في أمستردام، إن هذا الجهاز كان سيزيد على الأقل من فرصة الكشف عن المواد المتفجرة التي كان يخفيها الشاب في جسده. ولكن روتن أوضح في الوقت نفسه في تصريحاته التي نشرتها صحيفة "دي فولكسكرانت" اليوم الثلاثاء أنه حتى أجهزة الماسح الضوئي التي تكشف الجسم بالكامل لا تمثل ضماناً أمنياً بنسبة 100%. وتم تركيب ستة عشر من أجهزة الماسح الضوئي في مطار سخيبول منذ عدة أشهر لأهداف تجريبية.
ولا يتم استخدام أجهزة الماسح الضوئي في مطار سخيبول إلا في بعض الأجزاء فقط من المطار ومع الركاب الذين يعلنون موافقتهم على ذلك. وأوضح روتن أن الاختبارات تمت بنجاح على الأجهزة الجديدة لدرجة أن الخبراء الأمنيين يفضلون استخدام هذه الأجهزة لفحص جميع المسافرين. ولا يوجد حتى الآن موافقة من قبل الاتحاد الأوروبي على هذا الأمر.
ويخشى معارضو فكرة استخدام الماسح الضوئي من انتهاك الحقوق الشخصية للمسافرين حيث أن الجهاز يكشف الجسم العاري للمسافر. ووفقا للتقارير الإعلامية الأمريكية فإن النيجيري عبد المطلب كان يخفي 80 جراما من مادة "بي إي تي إن" شديدة الانفجار في ملابسه الداخلية. وحاول عبد المطلب إشعال المادة المتفجرة لدى هبوط الطائرة التابعة لشركة دلتا في ديترويت، ولكن الركاب وطاقم الطائرة نجحوا في السيطرة عليه. وكان عبد المطلب قد وصل إلى أمستردام قادما من لاجوس على متن طائرة تابعة لشركة "كيه إل إم" الهولندية للطيران قبل أن يواصل رحلته إلى ديترويت. وتقول المصادر الأمنية في هولندا إنه من غير الواضح بعد ما إذا كان قد تم تفتيش عبد المطلب في لاجوس وفقا للقواعد المعمول بها.
(س ج / د ب أ، رويترز)
مراجعة: طارق أنكاي