هل يبعدك "حمام الضحك" عن زيارة الطبيب؟
١٧ مايو ٢٠١٢مستوى الدعابة الظاهر في يوغا الضحك ليس عالياً تماماً، فأي حركة غير معتادة أو صوت مضحك تجعل الأعضاء العشرة في نادي الضحك بفرانكفورت والمسمى "السعادة الآن" يقهقهون ويحدثون أصواتاً من أنوفهم أو ينفجرون في الضحك. والدعابة مع كل ذلك ليست هي هدف الأعضاء، فضلاً عن الضحك في حد ذاته. "تظاهر بها حتى تفعلها"، هو شعار المجموعة كما يقول لورينز مينزينغر، وبعبارة أخرى، تظاهر طالما هناك حاجة إليها حتى تصبح واقعاً.
ومينزينغر استشاري موارد بشرية بحكم المهنة، لكنه في ليلة من كل أسبوع يقود مجموعة يوغا الضحك هذه والتي تجتمع في مبنى أعمال بديكورات مبهرة في فرانكفورت، العاصمة المالية لألمانيا. وقبل عام تأهل كمعلم معتمد ليوغا الضحك وفقاً لطريقة طورها طبيب هندي. وخضع مينزينغر لتدريب في سويسرا، تعلم خلاله تقنيات التنفس والتمدد وتمارين الضحك، مثل "حمام الضحك" و"أنا آسف أعذرني لأنني أضحك". ويقول معلم يوغا الضحك: "الضحك يحفز كلاً من الجسم والعقل". ويضيف بالقول: "إذا ضحكت بطريقة صحيحة ستنسى همومك اليومية".
تأثير فعال على القلب
تشير صفحة النادي الرئيسية إلى أن يوغا الضحك توفر "تأثيراً فعالاً على القلب". والضحك له تأثيرات مفيدة على الصحة، كما أثبتت بعض الدراسات الطبية. ويقول طبيب الأعصاب السويسري يورغ كيسلرينغ من عيادة فالينس إن "الضحك يحفز الجهاز القلبي الوعائي بأكمله". ويضيف البروفسور بالقول: "التسارع الناجم في التنفس يحسن تدفق الدم وهذا ما يجعل الضحك صحياً". كما أن الضحك يقوي نظام المناعة. ويضيف طبيب الأعصاب السويسري: "إن الضحك الحقيقي ومن القلب ينشط الخلايا بشكل أكبر مما هو معتاد، وهذا يقوي الكفاءة المناعية".
تحفظات على نوادي الضحك
لكن على الرغم من ذلك فإن كيسلرينغ يحذر من المبالغة في التأثيرات المفيدة، قائلاً: "إن الضحك قادر بالتأكيد على تقوية قدرة الجسم على الشفاء الذاتي، ولكنه على الأرجح لا يستطيع شفاء الأمراض جميعها بنفسه". ولا يزال راينر شتولمان، وهو بروفسور في جامعة بريمن، متشككا بشأن 150 نادياً للضحك منتشرة في أنحاء ألمانيا. وفي هذا السياق يقول شتولمان: "أولاً كان لدينا علاج الصراخ الأساسي ثم أندية العناق والآن توجد جمعيات يوغا الضحك". ويضيف: "لكن الهدف بشأن الضحك هو الأكثر أهمية بالنسبة لي والدعابة أو التحقق من ضعفنا هو المفقود مع يوغا الضحك".
وتعتبر هذه التحفظات قليلة في نادي الضحك في فرانكفورت. ويوم الضحك العالمي يحتفل به كل عام في أول يوم أحد من شهر أيار/ مايو، وفيه يخرج الأعضاء إلى الشوارع لتحفيز الآخرين للانضمام إلى حلقات الضحك في الميدان الرئيسي في المدينة القديمة بروميربيغ. ويعترف مينزينغر "بالطبع بعض الناس يكتفون بهز رؤوسهم بلا إدراك، وليس كل فرد قادر على الانضمام إلى هذه اللعبة الطفولية". لكنه يؤكد أن هناك آلاف من نوادي الضحك في أنحاء العالم، ويوضح أن الكثير من الناس يكتشفون أن الضحك يطيل أعمارهم.
(ع.غ/ د ب أ)
مراجعة: منصف السليمي