هل وصلت آفاق التقارب بين واشنطن وبكين إلى طريق مسدود؟
٩ مارس ٢٠٢٣بين التجسس المتبادل والتحديات والمنافسة الشرسة، تتصاعد الخصومة بين واشنطن وبكين متخذة أبعادا عالمية ومهددة بالتسبب بمواجهة، فيما يضيق أفق التقارب يوما بعد يوم. واتهمت الصين هذا الأسبوع الولايات المتحدة بتأجيج التوتر بين البلدين وحذرت من مخاطر "نزاع". وفي انتقاد مباشر نادر لواشنطن، أعلن الرئيس شي جينبينغ أن الولايات المتحدة تقود حملة من أجل "احتواء وتطويق وقمع" الصين، ما يطرح "تحدّيات غير مسبوقة أمام تنمية بلادنا".
وصرحت مديرة الاستخبارات الأمريكية أفريل هاينز أن شي "ألقى هذا الأسبوع خطابا تضمن الانتقادات الأكثر صراحة حتى الآن، وهو على الأرجح يعكس تشاؤما متزايدا في بكين حيال علاقة الصين بالولايات المتحدة". لكنها شددت على أن الاستخبارات الأمريكية ترى أن بكين حريصة على عدم السماح بتطور نقاط التوتر هذه إلى مواجهة وعلى الحفاظ على علاقة ثنائية مستقرة.
ويتردد في واشنطن على الدوام أن الولايات المتحدة في منافسة مع الصين غير أنها لا تسعى إلى نزاع ولا تريد حربا باردة جديدة، فما هي أبرز الموضوعات الخلافية بين البلدين؟
تايوان وكوريا الشمالية
من تايوان وكوريا الشمالية وصولا الى أشباه الموصلات والاويغور، تطول لائحة المواضيع الخلافية بين الولايات المتحدة والصين لا سيما بعد الحادث الاخير المتمثل بالمنطاد الذي يشتبه ان الصين استخدمته للتجسس ودمره الجيش الأمريكي.
ويتكرر تبادل الاتهامات حول مصير تايوان التي تديرها حكومة ديموقراطية لكن تعتزم جمهورية الصين الشعبية منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1949 إلحاقها بأراضيها بالقوة إذا لزم الأمر. وفي عام 2021 ثم في 2022 ، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن بلاده ستدافع عن تايوان في حال تعرضها لغزو صيني. ثم عاد وخفف تصريحاته من خلال إعادة التأكيد على السياسة الأمريكية التي تعترف ب "صين واحدة" والحفاظ على الوضع القائم للجزيرة.
لكن زيارة نانسي بيلوسي إلى تايبيه حين كانت رئيسة لمجلس النواب الأميركي في آب/اغسطس الماضي أثارت التوتر. ردت الصين عبر مناورات عسكرية واسعة النطاق غير مسبوقة في محيط تايوان. وتتهم الولايات المتحدة الصين بالتستر على "الانتهاكات المتكررة" من قبل الكوريين الشماليين الذين أطلقوا عددا قياسيا من الصواريخ البالستية في 2022 لكنها تطلب مساعدة بكين لثني بيونغ يانغ عن إجراء تجربة نووية والتي ستكون في حال حصولها الأولى منذ عام 2017.
أشباه الموصلات
فقد الأمريكيون لصالح الصين مركزهم المهيمن في صناعة أشباه الموصلات، وهو موضوع معركة قوية بين الطرفين. ففي تشرين الأول/اكتوبر 2022، أعلنت واشنطن، باسم "الأمن القومي" عن ضوابط تصدير جديدة للحد من شراء بكين وتصنيعها للرقائق المتطورة "المستخدمة في التطبيقات العسكرية". في مواجهة هذه القيود قدمت الصين اجراء أمام منظمة التجارة العالمية.
ملف الأويغور
في الوقت نفسه اعتمدت إدارة بايدن تهمة "الإبادة الجماعية" في شينجيانغ وهي منطقة في شمال غرب الصين مأهولة بشكل خاص من المسلمين الأويغور وشهدت اعتداءات دامية على مدى سنوات. شنت السلطات الصينية في هذه المنطقة قبل سنوات حملة قمع واسعة تحت عنوان مكافحة الارهاب متهمة انفصاليين وارهابيين. وتتحدث مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن احتمال وقوع "جرائم ضد الإنسانية" هناك وهو ما ترفضه بكين التي تتهمها أيضا الدول الغربية بوضع أعداد كبرى من الاويغور في معسكرات إعادة تأهيل. منذ حزيران/يونيو 2022، حظرت واشنطن استيراد مجموعة واسعة من المنتجات المصنعة في شينجيانغ لمعاقبة ما تصفه بأنه "عمل قسري" يفرض على الأويغور.
الجدل حول مصدر فيروس كورونا
أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بدون تقديم دليل ان الفيروس المسبب لكوفيد-19 تسرب من مختبر في الصين في نهاية 2019، وهي نظرية رفضها بشدة الرئيس الصيني شي جينبينغ. من جهته اتهم الرئيس جو بايدن بكين بإخفاء "معلومات مهمة" حول منشأ الفيروس. أثير الجدل مجددا في نهاية شباط/فبراير حين أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية أنها باتت ترجح فرضية حصول تسرب من مختبر في الصين التي اعتبرت ان هذه الاتهامات "تشوه" سمعتها.
ا.ف/ خ.س (أ.ف.ب)