هل هناك "توقيت مناسب" للإنجاب؟
٢ ديسمبر ٢٠١٤تدفع الحياة الحديثة الكثير من النساء تحديدا في المجتمعات الغربية لتأجيل الإنجاب الذي قد يؤثر على تقدمهن الوظيفي على العكس من الماضي الذي كانت فيه الأولوية غالبا للإنجاب. ويظهر هذا الأمر بوضوح في بلد مثل ألمانيا على سبيل المثال، من خلال بيانات مكتب الإحصاء الاتحادي والتي تشير إلى أن متوسط عمر المرأة عند إنجاب طفلها الأول كان 25 عاما عام 1961، لكنه ارتفع إلى 29 عاما سنة 2006. كما أن أكثر من 40 بالمائة من النساء الحاصلات على تعليم أكاديمي لا ينجبن مطلقا.
ولبحث هذا التغيير في تفكير المجتمع، كلف البرلمان الألماني فريقا بحثيا بإعداد تقرير عن وضع الأسرة في ألمانيا. وتلخص هيلغا كروغر، أستاذة العلوم الاجتماعية بجامعة بريمن والمشاركة في الإشراف على الدراسة، الفكرة بقولها: "الأمان الوظيفي ووجود المال الكافي صارت من الشروط المهمة للإنجاب بالطبع إلى جانب وجود شريك الحياة المناسب".
وتضيف كروغر في تصريحات نشرها موقع Familie.de الألماني: "مشكلتنا الأساسية في ألمانيا هي طول مدة التدريب المهني التي تعد الأطول من نوعها على مستوى أوروبا مما يعني تأخر دخول سوق العمل" مشيرة إلى أن إمكانيات رعاية الأطفال بالنسبة للأمهات العاملات، غير مرضية لاسيما في غرب ألمانيا وهو أمر يجعل الأمهات يشعرن بأن الدولة لا تقدم الدعم الكافي للمساعدة في تكوين أسرة. وبشكل عام خلص الباحثون إلى عدم صحة مقولة "الوقت المناسب للإنجاب" إذ لا يوجد توقيت مناسب يمكن أن ينطبق على كافة الحالات فالأمر في النهاية يحتاج لشجاعة في اتخاذ القرار.
ا.ف/ ط.أ (DW)