هل فقد برشلونة مكانته في قلوب المشجعين؟
٢٨ فبراير ٢٠١٤طريقة لعب جميلة وأسلوب وأداء غير تقليدي يتطلب أدوار غير تقليديّة من اللاعبين أساسها متوقف على إستراتيجية مُحددة ولعب جماعي متواصلّ. كلها صفات قد تتأثر سلبا بالفضائح القضائية التي طالت النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على صعيد فردي والنادي الكاتالوني بأكمله على خلفية صفقة تعاقده مع نجمه الآخر البرازيلي نيمار. هالة برشلونة الساطعة قد تتأثر سلبا بسبب هذه الفضائح لكن ذلك لن يطال جمهوره المحلي بل العالمي فقط، حسب بعض المراقبين الذين اعتبروا أن 150 ألف مشجع عضو في النادي الكاتالوني وملايين عشاقه لن يتأثروا بما يدور خارج الملعب وكل ما يهمهم النتائج والألقاب.
فضائح ميسي وصورة برشلونة
لكن مكانة هذه المؤسسة الرياضية التي تتغنى بشعارها "برشلونة أكثر من ناد" وترعى الكثير من الأعمال الخيرية حول العالم، قد تتأثر خارج الحدود الإسبانية حيث التساهل غير مقبول في ما يخص مسألة التهرب من الضرائب. "لقد تدنس فريق برشلونة" هذا ما قاله رامون ميرافيتلاس، الصحافي، ومؤلف كتاب "الوظيفة السياسية لبرشلونة"، مضيفا أن صورة برشلونة المثالية، المحبة للخير والغير تعرضت للتشويه منذ أن خضع ميسي وعائلته للتحقيق بسبب اتهامه بالتهرب من الضرائب.
وتعرض بطل "لا ليغا" لثلاث هزات قضائية خلال الموسم الحالي، ففي سبتمبر/أيلول الماضي اضطر ميسي للدفاع عن نفسه أمام القضاء الإسباني الذي اتهمه ووالده بالتهرب من الضرائب بقيمة 4 ملايين يورو في سنوات 2007 و2008 و2009، ثم في يناير/كانون الثاني الماضي اضطر رئيس النادي الكاتالوني ساندرو روسيل إلى الاستقالة من منصبه بسبب اعتباره المسؤول عن الشبهات في صفقة التعاقد مع نيمار من سانتوس، وهي القضية التي أخذت منحى أكثر خطورة الأسبوع الماضي عندما وجه قاضي المحكمة الوطنية في مدريد إلى برشلونة تهمة ارتكاب "جريمة ضد الخزينة العامة" في صفقة تعاقده مع النجم البرازيلي.
غرامة 13 مليون للوافد الجديد نيمار
يحب برشلونة أن يقدم نفسه كيانا "شاملا وموحدا"، من خلال مشاركته في مشاريع خيرية، تربوية أو ثقافية. لكن هذه الصورة تغيرت بعض الشيء في نظر مشجعيه حول العالم بعدما قرر في 2010 استبدال شعار اليونيسف الموجود على قميصه بإعلان مربح خاص بمؤسسة قطر "قطر فاوندايشن". وأما خلاص برشلونة من هذه الصورة المشوهة فكان رهينا ببراءة نجمه البرازيلي الجديد نيمار من خلال دفعه مبلغ 13 مليون ونصف لسلطات الضرائب، وخروج زميله الأرجنتيني بريئا من التهم لأنه كان في تلك الفترة في العشرين من العمر ولم يكن على دراية بما يقوم به مستشاروه الماليون في ما يخص عائدات حقوق نشر الصور.
لكن في بلاد طالت فيها فضائح التهرب من الضرائب العائلة المالكة نفسها، فإن المبلغ الذي اضطر برشلونة لدفعه إلى خزينة الدولة في ما يخص قضية نيمار، يعتبر حبة رمل في صحراء، مقارنة مع الملايين المستحقة لخزينة الدولة من أندية كرة القدم في البلاد التي تعاني بأكملها من أزمة اقتصادية.
ع.اع. / ط. أ. (أ.إف.ب)