هل سيعود الاقتصاد الالكتروني للتربع على عرش البورصة العالمية

قبل ما يقارب العشر سنوات دشنت شركة نت سكيب أول متصفح للانترنت على الإطلاق، وانتشر استخدامه بصورة كبيرة فاقت التوقعات، ومع انتشار الانترنت وتأسيس شركات متخصصة بالمعلوماتية والتجارة عبر الإنترنت شهد العالم رواجا كبيرا لأسهم الشركات التكنولوجية ببورصة ناسداك وتضاعفت قيمتها مرات عدة، جاعلة من العديدين أغنياء في لمح البصر، وأدى هذا الارتفاع إلى تهافت الناس على الاكتتاب في أسهم شركات الانترنت أملا منهم بالربح السريع، إلا أن الفترة الذهبية ولت بسرعة، إذ بدأت قيمة أسهم الناسداك بالتذبذب لتنخفض بشكل حاد بين عامي 2000 و 2002 مخلفة خسائر بمليارات الدولارات وإفلاس مئات الشركات والمساهمين، وأدت هذه الخسائر الفادحة إلى وتوديع فكرة الاستثمار بأسهم الانترنت والذي بدت لفترة وكأنها الطريق لمستقبلي المضمون للاستثمار و جني الأرباح.

مؤشر ناسداك يرتفع

لكن المعطيات بدأت بالتغير ومؤشر ناسداك بدأ بتجاوز محنته والاتجاه صعودا في ظل مؤشرات قد تعيده لعصره الذهبي في التسعينيات، فأعداد مستخدمي الانترنت تضاعفت من حوالي العشرين مليونا في عقد التسعينات لتصل إلى أكثر من مليار شخص في الوقت الحالي، وبالرغم من أن التجارة عبر الإنترنت لا تزال في بداياتها، فلقد استطاعت العديد من الشركات تحقيق أرباح طائلة كشركة ايباي (eBay) مثلا التي يبلغ حجم التداول السنوي من خلالها حوالي 34 مليار دولار، ومحرك البحث العملاق غوغل والتي تقدر قيمته التسويقية بحوالي 82 مليار دولار، وأدى نجاح محرك البحث الصيني الجديد بايدو والذي يطلق عليه البعض اسم غوغل الصيني من جني أرباح قياسية في أول أيام تداوله إلى تهافت العديد من المستثمرين على شرائه، مما أدى إلى مضاعفة قيمته المبدأية حوالي الأربع مرات ليرتفع سعر السهم من 27 دولارا عند بداية التداول ليصل إلى 82 دولار محققا للشركة سيولة مالية تقدر بحوالي 109 مليون دولار.

تحديات كبيرة لتطوير الصناعة المعلوماتية

وبالرغم من الاستثمارات العربية الهائلة في أوروبا وأمريكا والتي فاقت مبلغ 200 مليار دولار في أميركا لوحدها، وبرغم التوجه المتزايد للعديد من الاقتصاديين العرب للاستثمار في المجال التكنولوجي، فلا توجد معلومات دقيقة عن حجم ارتباط الاستثمارات العربية بالناسداك ومدى مقدارها. يذكر أن التحديات لتطور التجارة الالكترونية عبر العالم لا تزال كبيرة وصعبة فلا يزال مليارات البشر لا يملكون إمكانية الربط بشبكة الانترنت، كما أن نسبة الربط بالانترنت ومقدار التجارة الالكترونية في العالم العربي لا تزال من النسب المتدنية، ويحذر الخبراء من فجوة معلوماتية كبيرة قد تقسم العالم معلوماتيا، فالمعلوماتية أصبحت في عصرنا الحالي من أهم أسس حياتنا المعاصرة، والتجارة الالكترونية أصبحت أساس أي اقتصاد حديث. وان استمرت الفجوة المعلوماتية بالتوسع فستقسم العالم إلى قسمين، الأول يملك المعلومة والمعرفة والثاني مجرد تابع يسعى بدون جدوى للحاق بالركب التكنولوجي المتسارع.

تقرير: علاء جمعه