100 مليون! هل سيركع بايرن ميونيخ أمام ملايين يونايتد؟
٢١ يوليو ٢٠١٥مفاجأة من العيار الثقيل تلك التي فجرها نادي مانشستر يونايتد بعرضه مائة مليون لبايرن ميونيخ مقابل ضم المهاجم الدولي توماس مولر.
إلى غاية كتابة هذه السطور، فإن مسعود أوزيل هو أغلى لاعب ألماني، فمقابل خمسين مليون يورو انتقل الأخير من فيردر بريمن إلى ريال مدريد، الذي باعه بدوره إلى أرسنال الانكليزي. وحتى صفقة شافينشتايغر إلى مانشستر يونايتد من المفترض أنها لم تتجاوز عشرين مليون يورو، حسب تقارير إعلامية محلية لم يتم تأكيدها من أي جهة. غير أن مبلغ 100 مليون يورو هو الأول الذي يطرح بالنسبة للاعب ألماني، وبالتأكيد أنه مغر جدا حتى بالنسبة لناد تقدر قيمته حاليا بأكثر من ملياري يورو. وسبق لرئيس النادي أولي هونس في عام 2009، أن رفض التنازل عن الجناح الفرنسي فرانك ريبيري مقابل ثمانين مليون يورو. لكن، هل سيتخذ خلفه الرئيس الحالي للنادي، كارل-هاينز رومينيغه، القرار ذاته ويصمد أمام مائة مليون؟
الصفقة خسارة للبايرن
المنطق يقول، إن بايرن وفي حال قبل بالصفقة، فإنه سيخسر أكثر مما سيربح، على الأقل على مستوى شعبيته ورمزيته. عادة، ما اعتمد بايرن على "أبنائه" الذين تربوا في كنفه وأصبحوا رموزه وعلامته التسويقية. كذلك الأمر بالنسبة للمدافع فيليب لام، وهولغر بادشتوبير وديفيد ألابا وباستيان شفاينشتايغر محبوب الجماهير، الذي تنازل عنه النادي لمانشستر يونايتد، وهو ما أثار غضبا شديدا بين جماهير بايرن التي ألقت اللائمة على بيب غوارديولا، الذي أراد أن "يهدم أصالة" البيت البافاري، كما ورد في آلاف التعليقات والتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد شفاينشتايغر، بات توماس مولر أحد أهم الرموز المتبقية بآليانس أرينا، فهو وجه البايرن، والدليل على ذلك أنه هو من تقدم الحملة الإعلامية التي نظمها النادي في ثلاث مدن صينية، بعد أن دفع به الوفد المرافق، والذي يضم 200 عنصر، في مقدمة اللاعبين لأنه ابن البيت البافاري بامتياز و"ماركة ألمانية خالصة"، تسوّق للفريق بالصين.
وساعده في هذه المهمة الدعابة واللطف اللذان يتمتع بهما هذا اللاعب، ناهيك عن قدرته على إحراز الأهداف كما أثبت في اللقاء الذي جمع بايرن بفالينسا الإسباني في العاصمة بكين عند بداية الجولة الصينية، حين سجل هدفين من مجموع أربعة لبايرن مقابل هدف واحد لفالينسيا. وذهب مولر في المؤتمرات الصحفية التي عقدها مع المدرب بيب غوارديولا إلى مخاطبة الحاضرين باللغة الصينية قبل أن يقر في النهاية بفشله واعدا بتحسين قدراته اللغوية في جولات البايرن القادمة للصين.
الملايين مقابل الهوية؟
حين رفض أولي هونيس صفقة ريبيري قبل ستة أعوام، عللّ موقفه بأنه لو تنازل عنه، فإنه سيكون قد أطاح بأحد رموز الفريق وبهويته. هذا المنحى يبدو وبعد بيع شفاينشتايغر إلى مانيو غير حاضر بقوة لدى الرئيس الحالي كارل هاينز رومينيغه، بدليل أنه تنازل عن محبوب الجماهير، بحسب وجهة نظر المشجعين.
في حقيقة الأمر أن رومينيغه، وفي أكثر من مناسبة، وعد الجماهير البافارية بعدم التخلي عن أي لاعب آخر لمانشستر يونايتد، وكان يعني بذلك مولر على وجه التحديد، إذ إن لويس فان خال كان آنذاك مدرب "الشياطين الحمر"، وأبدى اهتماما كبيرا باللاعب، الذي قدم له الهولندي دعما غير مسبوق وساهم في تطوير مستواه حين كان مدربا للبايرن بين عامي 2009 و2011.
في المقابل، يرى مولر نفسه أنه وإن كان لبايرن بتشكيلته الحالية "لاعبين جيدين، فمن الأفضل أن يحافظ أيضا على لاعبين صنعهم هو وتاريخهم بدأ مع النادي، "لأن هؤلاء هم من يشكل روح النادي" على حد قوله. هذا الكلام كان قبل أيام من إعلان مانشستر قيمة عرضه. ولأن الشاب يبلغ من العمر 25 عاما، فهو في فترة عمرية يطمح فيها كل لاعب بتحقيق مكاسب مادية لن يجد مثلها إلا في الدوري الانكليزي، ناهيك عن العلاقة المتوترة التي تجمع بينه وبين المدرب بيب غوارديولا وهو ما بدا جليا في تسجيل تمّ تداوله في شبكات التواصل الاجتماعي، والذي أظهر اللاعب غاضبا من قرارات مدربه. مولر اعتذر لبيب فيما بعد، لكن من المؤكد أن عرض مانيو سيبقى ساخنا لأيام أخرى.