هل خذل الاتحاد المصري محمد صلاح من جديد؟
٢٥ سبتمبر ٢٠١٩لم يُعرف عن نجم الكرة المصري محمد صلاح أن يكون طرفاً في أي جدل إعلامي تتجاذبه وسائل التواصل الاجتماعي، إلا مع اتحاد الكرة في بلاده. فحتى بعد الإصابة الخطيرة التي ألحقها به تدخل عنيف لمدافع ريال مدريد في نهائي أبطال أوروبا 2018 ورحلة العلاج الطويل، لم تصدر عنه أي تصريحات تزيد من غضب مشجعيه ومشجعيّ ليفربول الإنجليزي.
لكن يبدو أن حدة غضبه هذه المرة كبيرة للغاية بعد أن عاد الاحتقان يهيمن على علاقة نجم ليفربول باتحاد الكرة المصري، إذ عدّل صلاح التعريف الشخصي حاذفاً وصفه كـ "لاعب منتخب مصر" من حسابه في تويتر، في دلالة واضحة على صدمته وخيبة أمله بعد أن تبين أن الاتحاد المصري لم يقم بإرسال تصويت مدرب منتخب الفراعنة وقائده على أحسن لاعب في العالم. وأثار هذا التبديل جدلاً واسعاً، وفسره غالبية المستخدمين بأنه اعتراض على التصويت المصري لأفضل لاعب.
وتُوج قائد برشلونة ليو ميسي بالجائزة متفوقاً على كريستيانو رونالدو وفيرجيل فان دايك، فيما حلّ الفرعون المصري كرابع أكثر اللاعبين حصولاً على الأصوات. لكن لم يكن بينها صوت اتحاد الكرة المصري أو قائد منتخبه. كما أن التصويت الخاص بالإعلاميين لم يكن في صالح صلاح بعد أن اقتصر على الصحافي هاني دانيال الذي أعطى الممثل الوحيد في تصويت الإعلاميين صوته لرونالدو أولاً، وماني ثاني، وصلاح ثالثاً، بحسب التصويت المفصل الذي نشره الفيفا.
هل وقع خطأ ما؟
الاتحاد المصري من جانبه سارع بعد ساعات قليلة إلى الإعلان بأنه طلب إيضاحات من الاتحاد الدولي "فيفا" على خلفية التصويت لجوائزه السنوية. وأصدر الاتحاد المصري بياناً حمّل فيه الفيفا مسؤولية غياب التصويت لصالح صلاح، من قبل قائد المنتخب أحمد المحمدي ومدرب المنتخب الأولمبي شوقي غريب نيابة عن المدير الفني للمنتخب الأول، نظراً لأن هذا المركز كان شاغراً خلال فترة التصويت.
وبحسب بيان الاتحاد، أرسل الأخير "صوتَي مصر إلى الفيفا رسميا يوم 15 أغسطس/ آب الماضي قبل انتهاء المدة المحددة بأربعة أيام، وتم تأكيد تسلم استمارة التصويت من قبل الفيفا في اليوم الأخير للتصويت الموافق 19 أغسطس/ آب، وقبل تسلم اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الاتحاد مسؤولياتها، حيث صدر قرار الفيفا بتشكيلها يوم 20 أغسطس/ آب".
وتشكلت هذه اللجنة الخماسية لإدارة شؤون الاتحاد بعد استقالة أعضائه ورئيسه السابق هاني أبو ريدة في تموز/ يوليو الماضي، إثر الخروج المفاجئ لمنتخب الفراعنة من الدور ثمن النهائي لكأس الأمم الإفريقية 2019. وأوضح الاتحاد المصري في بيانه "قام بالتصويت عن مصر كابتن المنتخب الوطني أحمد المحمدي بينما تولى التصويت عن المدير الفني، الكابتن شوقي غريب المدير الفني للمنتخب الأولمبي بعد إقالة الجهاز الفني السابق وعدم تعيين جهاز فني جديد في ذلك الوقت"، مشدداً على أن "الصوتين قد منحا محمد صلاح نجم مصر المرتبة الأولى".
لكن يبدو أن الخطأ وقع في أن الخطاب المرسل إلى الفيفا يجب أن يكون بتوقيع المدير الفني السابق المكسيكي خافيير أغيري والمحمدي وهو ما لم يحدث، فقد وقع مكانهما علاء عبد العزيز مدير العلاقات العامة في الاتحاد آنذاك، كما نقلت وسائل إعلام مصرية، ما أدى إلى رفض الفيفا اعتماد التصويت لأن اللوائح تفرض أن يكون موقعاً من المدرب واللاعب، وهو ما لم يحدث، بسبب إقالة أغيري ومغادرة القائد المحمدي بعد انتهاء المشاركة المصرية في أمم إفريقيا.
من الطائرة إلى التحرش!
القضية لم تثر جدلاً واسعاً في مصر شمل محللين وصحافيين ولاعبين فقط، وإنما أعادت فتح ملف العلاقة الشائكة بين النجم الدولي واتحاد الكرة المصري المثقل بمسلسل من الصعود والهبوط. وبدأ الأمر قبل انطلاق كأس العالم روسيا 2018، حين استخدم الاتحاد صورة صلاح مع شركة اتصالات منافسة للشركة التي تمتلك الحقوق التسويقية للاعب، على الطائرة المخصصة لنقل منتخب مصر إلى روسيا.
وما إن هدأت هذه الأزمة برفع الصورة حتى عادت العلاقة لتتوتر من جديد الشهر الماضي بعد تصريحات نجم ليفربول نفى فيها تدخله لحل أزمة إعادة زميله عمرو وردة إلى منتخب الفراعنة بعد استبعاده إثر قضايا تحرش.
ويبقى موقف الاتحاد المصري مثيراً للتساؤلات، فبالمقارنة مع الاتحاد البرتغالي مثلاً، سارع الأخير إلى اعتبار نجمه كريستيانو رونالدو "الأفضل دائماً" بعد عدم فوزه بالجائزة.
لكن سرعان ما تحول الجدل في مصر حول عدم تصويت مصر لنجمها الأول، أياً كانت أسبابه، إلى التشكيك في الوطنية بعد أن حذف مهاجم ليفربول عبارة "لاعب منتخب مصر". لكن الأخير قطع الطريق على المشككين بتغريدة على تويتر ، عبّر فيها عن حبه لبلده:
وهو ما نال إعجاب الكثير من المتابعين والرياضيين، إذ قال المعلق المصري بلال أحمد علام:
فيما قال اللاعب الدولي السابق أحمد حسن في تغريدة له إنه يحق لصلاح أن يغضب، وأضاف:
أما الحارس الدولي السابق عصام الحضري فغرد داعماً لصلاح بالقول: