هل تُنسي بهجةُ الكرنفال كولونيا كابوسَ ليلة رأس السنة؟
٣١ يناير ٢٠١٦إنهن نساء ويمكن سماع ضجيجهن من بعيد، حيث تنكرن على شكل ساحرات أو نحلات أو أميرات ، ثم اجتمعن في ساحة مركز مدينة كولونيا بالقرب من إحدى البنايات التاريخية المستخدمة لإقامة الحفلات. إنه المناخ العام الذي يشير الى اقتراب موعد احتفالات الكرنفال والتي يطلقون عليها دعابة " الفصل الخامس من السنة". وكما هو الحال في كل عام يُنتظر مشاركة أكثر من مليون زائر لمشاهدة عروض الكرنفال في أوج احتفالاتها بداية شهر فبراير المقبل.
ليس هناك في الساحة أي رجل متنكر لإن احتفال هذا اليوم مخصص للنساء فقط . إحدى السيدات منكرة على شكل قرصان صاحت في المجموع النسائي قائلة: " إنها جلسة البنات في هذا اليوم ويعني ذلك أنه يمكن لكل النساء الحمقاوات الاحتفال جميعا" ، طبعا بدون رجال، وملاحظة "جو المرح يكون أفضل". المتحدثة هي شابة في 22 من العمر.
احتفال صاخب بدون الرجال
وعبرت النساء المجتمعات هناك عن تأييدهن لتصريحات الشابة ثم بدأن في الدخول الى قاعة الاحتفالات لألقاء خطابات الاستهزاء والسخرية في مواضيع كثيرة، كثيرا ما باللغة المحلية بالاضافة الى المشاركة في الغناء الجماعي والرقص الصاخب. كل ذلك يتم فقط بين النساء ، دون حضور الرجال.
ولكن هناك بالقرب من بناية الاحتفال رجل سعيد، السيد هينينغ شولتز، الذي ينتظر كل سنة " الفصل الخامس" على أحر من الجمر وهو صاحب الحانة الواقعة في الركن المقابل لمكان الاحتفال. فالكثير من النساء المتنكرات في مظاهر مختلفة يدخلن حانته ولو سريعا لشرب كأس جعة " كولش" وهي البيرة الأكثر شهرة في منطقة المدينة ، قبل الذهاب الى "جلسة البنات المحتفلات" في البناية التاريخية العريقة . بيع مشروب " الكولش" يدر عليه وعلى زوجته أرباحا كبيرة خلال فترة قصيرة ولذلك فإنه يعمل دائما على حجز كل فضاء الحانة في ذلك اليوم للنساء فقط. وهو سعيد بذلك كما يستدرك. منذ ستت أعوام وهو يحضر كل سنة بمشاركة زوجته لهذا الحدث. ويوضح أن " النساء المحتفلات يتذكرن زيارتهن للحانة خلال الكرنفال فيعودن إليها كلما سنحت الفرصة بذلك وهذه أفضل دعاية لمحله، حيث يزداد عدد الزائرين لحانته باستمرار.
م تعد احتفالات الكرنفال ظاهرة بصبغة شعبية فقط، بل أصبحت تشكل عنصرا مهما في اقتصاد المدينة. فهي تضخ كل سنة حوالي 490 مليون يورو على خزينة المدينة. خلال أوج احتفالات الكرنفال على مدى حوالي أسبوع يرتفع مستوى الضريبة التجارية ب خمسة ملايين يورو.
عام 2015 حصل " الكرنفال بمنطقة الراين" على لقب الثراث العالمي من طرف منظمة اليونيسكو. وبالنسبة للعديد من سكان المدينة فإن الكرنفال يشكل القمة في أحداث المدينة وأنشطتها، وهو جزء لايتجزأ من المدينة مثل الكاتيدرائية الشهيرة بها أو نهر الراين الذي ينساب وسطها.
السلطات في حالة الطوارئ
من خلفية أحداث السرقات والتحرش بالنساء كما شهدتها المدينة في احتفالات رأس السنة الجديدة، هناك تخوفات من أن يحدث خلال احتفالات الكرنفال ما قد يعكر صفوة جو المرح والنشاط، كما تعودت المدينة على ذلك في الماضي. ويهتم مفتش الشرطة في كولونيا فولفغانغ بالدس بهذا الموضوع خاصة، وهو المتحدث أيضا باسم "اتحاد جمعيات الكرنفال في كولونيا" حيث يشير إلى أن تلك الاحداث أثرت بشكل قوي على التنظيمات والتحضير لفعاليات أوج احتفالات الكرنفال، حيث صرح " أن الامر في هذه السنة يختلف عن سابقاتها، وقد تم توفير عدد أكبر من رجال الشرطة، كما تم اخاذ اجراءات أمنية مشددة."
وهناك ما يشير إلى أخذ الأمر مأخذ الجدية، حيث إن المدينة عمدت الى إجراءات أمنية مثل إضاءة المناطق والشوارع الكبيرة بشكل أفضل، إضافة إلى إنشاء " نقاط أمن" بمركز المدينة ، حيث يمكن للشرطة وللعناية الصحية انطلاقا منها مساعدة ضحايا السرقات أو أعمال العنف.