هل تمسك الرياض وطهران بمفتاح حل الأزمة السورية؟
٢ يوليو ٢٠١٣لقي حتى الآن أكثر من 100 ألف شخص مصرعهم في الحرب بسوريا. قوات الحكومة وقوات المعارضة تقاتل بشراسة، ومقاتلون من مختلف الجنسيات متورطون بالحرب. حزب الله الذي تموّله إيران أرسل مقاتلين كثر إلى سوريا المجاورة للبنان، ليدافعوا عن نظام الأسد، في المقابل تدعم السعودية قوات التمرد التي يمثلها الجيش السوري الحر.
في خضم هذا التشابك، جاءت الانتخابات الرئاسية في إيران. ورغم انتخابه رئيسا لجمهورية إيران، لم يتول حسن روحاني مهام عمله بعد، فقد أرسل إشارات ايجابية توحي بسياسة إقليمية جديدة لإيران وساهم في خلق مناخات ايجابية أيضا. فبمجرد انتخابه، انهالت عليه التهاني من قادة دول الخليج والجزيرة، مبدين رغبتهم في تطوير علاقة بلدانهم المتوترة مع إيران منذ قيام ثورتها الإسلامية. رسالة العاهل السعودي الملك عبد الله تمنت على وجه الخصوص " مزيدا من الرفاه والتقدم لجمهورية إيران الإسلامية الشقيقة ".
حرب غير مباشرة في سوريا
يأتي هذا العرض الدبلوماسي السعودي الحذر في وقت بلغت فيه علاقة إيران بالسعودية أدنى مستوياتها، حيث يخوض البلدان حرب غير مباشرة في سوريا، كما عبّر عنها عضو البرلمان الألماني عن تحالف الخضر/ 90 أميد نوري بور في لقاء مع DW، مشيرا إلى أن هذه الحرب" تتعلق بمن يحقق السيادة في الخليج، ومدى تأثيره في المنطقة، بل وعن مدى تأثيره في الإحداث عالميا بعدما آل إليه وضع الحرب في سوريا".
مدى صعوبة مقاربة مكونات المشهد السوري تتجسد في مشهد الصراع الذي يواجهه الساعون لعقد مؤتمر جنيف 2، وهو المؤتمر الذي كان مقررا عقده في سويسرا في نهاية يونيو/ حزيران، لكنه تأجل.
وأمام الخيارات المعروضة أمام الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني من خلال جهوده الدبلوماسية المنتظرة، لكن المرء لا ينسى أن سياسة إيران في سوريا لا يحددها الرئيس الإيراني، بل يرسمها علي خامنئي، كما يقول الأكاديمي الألماني المتخصص بالشؤون الإسلامية اودو شتاينباخ . فخامنئي هو المرشد الديني لإيران وهو في نفس الوقت القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية.
ولا يستبعد شاينباخ أن القيادة الإيرانية تفكر بجدية في وضعها بسوريا، ليخلص إلى أن العلاقات الإيرانية الأمريكية قد تشهد انفراجا مقابل أن تتنازل الولايات المتحدة الأمريكية ما تعتبره حقها في التدخل بالشأن السوري.
تحالف المصالح
من المؤمّل أن تتخذ إيران موقفا جديدا بالنسبة لسوريا، في ضوء علاقتها الخاصة بهذا البلد، فالبلدان أسسا علاقاتهما بتحالف مصالح براغماتي انطلق عام 1980 من خلال توحيد مواقف الدولتين تجاه إسرائيل. ويعلق شتاينباخ على هذا الأمر بالقول" هذا تحالف لا علاقة له بالدين، بمعنى أنه ليس "تحالفا شيعيا"، بل هو مجرد تحالف قوى سياسية، كما لا يقرأ المرء في رسالة العاهل السعودي للرئيس الإيراني المنتخب أي إشارة لتوتر بين السنة وبين الشيعة في إيران".
علاقات إيرانية أمريكية جديدة؟
هذه الكلمات قد تكون مقدمة لعلاقات اقل توترا بين الخصمين اللدودين ( إيران والسعودية) ، بل إن العلاقات بين طهران وواشنطن قد تتحسن بتولي الرئيس الإيراني الجديد مهام منصبه، كمال يرى اودو شتاينباخ، مضيفا أن ذلك قد يغير شكل العلاقة بين إيران وبين سوريا أيضا، فإيران ـ من وجهة نظر الخبير الألماني ـ تتطلع إلى تطبيع علاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية، على أن تحافظ على محور تحالفها مع سوريا وحزب الله.
حقيقة أن مؤتمر جنيف 2 قد تأجّل تمنح الإطراف المتدخلة في الحرب الأهلية الجارية في سوريا فرصة انتظار مناسبات لتطوير حوار جديد، وسيكون من الأنسب دعوة الجميع إلى المؤتمر، كما يشرح شتاينباخ مضيفا "على أن يشمل ذلك إيران أيضا".