هل اتخذ قرار إقامة مونديال قطر في الشتاء حقا؟
١٩ فبراير ٢٠١٥معضلة موعد إقامة كأس العالم لكرة القدم في قطر 2022 تم حلها فعلا، حسب ما زعمت الجريدة الأمريكية الأسبوعية "الرياضة المصورة" (Sports Illustrated). وقالت الجريدة إن مجموعة عمل شكلها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حددت موعد إقامة المونديال في تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر عام 2022، مضيفة أن هذه التوصية ستسلم إلى اللجنة التنفيذية للفيفا بعد اجتماع سيعقد في مطلع الأسبوع المقبل في العاصمة القطرية الدوحة يضم اللجنة الخاصة بتحديد توقيت إقامة مونديال قطر.
ويرأس الاجتماع الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي بحضور ممثلين عن الاتحادات القارية والوطنية على مستوى الدوريات والأندية وممثلين عن الإتحاد الدولي لجمعيات اللاعبين المحترفين واتحاد الأندية الأوروبية واتحاد دوريات المحترفين في أوروبا. ويكتسب اجتماع الدوحة أهمية بالغة لأن اللجنة الخاصة سترفع تقريرها النهائي إلى المكتب التنفيذي للفيفا الذي سيجتمع في آذار/ مارس المقبل، حيث ينتظر أن يتم التصديق على القرار مع رجحان إقامة المونديال في شهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر عام 2022، بحسب آخر المعلومات المتوفرة.
مخاوف أوروبية من "مونديال الشتاء"
وظل توقيت إقامة كأس العالم 2022 في قطر مثار جدال منذ منح حقوق الاستضافة للدولة الخليجية في 2010 وذلك بسبب ارتفاع درجة الحرارة فيها خلال حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو موعد البطولة التقليدي إلى ما فوق 40 درجة مئوية. وقيل إن الفيفا كان يبحث منذ شهور عن موعد جديد لإقامة البطولة يحظى بالتوافق. وكانت مقاومة تنظيم المونديال في الشتاء تأتي خصوصا من أوروبا، حيث المخاوف من أن تؤثر إقامة المونديال في الشتاء على الجدول الزمني لبطولاتها المحلية بشكل كبير، مفضلة إقامته في يناير وفبراير.
وكان الاتحاد الدولي طالب بإقامة المونديال في شهرين تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر، في حين ارتأى الاتحاد الأوروبي إقامتها في شهرين كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير لكن هذا التاريخ يتضارب مع إقامة دورة الألعاب الاولمبية الشتوية. وفي المقابل، فإن اقتراح رابطة الأندية الأوروبية كان مختلفا وطالب بإقامتها في الفترة من نهاية نيسان/ أبريل إلى نهاية أيار/ مايو ذلك لان إقامتها في الشتاء سيضر بالبطولات الأوروبية لأن ذلك يتطلب توقف أبرز البطولات في القارة العجوز لمدة ستة أسابيع.
التضارب مع موعد الأولمبياد الشتوي
ومؤخرا أيد أيضا الفرنسي جيروم فالكه، السكرتير العام للفيفا إقامة المونديال في شتاء 2022/2023 وقال: "اعتقد أن الكثيرين من أعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا) يؤيدون (إقامة المونديال في) الشتاء." أما الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) فينتظر تسوية "جيدة". وقال: "لدينا التزام واضح من رئيس الفيفا، أنه لن يحدث أي تضارب" قاصدا بذلك موعد إقامة المونديال مع دورة الألعاب الاولمبية الشتوية 2022.
وأضاف باخ: "سيخسر الحدثان (بحال التضارب)، فلن تحصل كأس العالم أو الألعاب الاولمبية الشتوية على الواجهة المستحقة. سيتسبب الأمر أيضا بمشكلات للناقلين والشركاء". ويرى الشيخ سلمان بن إبراهيم أن الفترة خلال شهري تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر هي الأنسب لإقامة البطولة مشددا على ضرورة عدم تضارب النهائيات مع موعد مسابقات أخرى هامة في إشارة إلى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 .
قطر ترحب بأي موعد
بينما أكدت قطر مرارا وتكرارا بأنها مستعدة لاستضافة كأس العالم صيفا أو شتاء ووعدت بإنشاء ملاعب ومناطق للمشجعين مكيفة الهواء للتغلب على حرارة الصيف المرتفعة. كما قامت بخطوات عملية للكشف عن جاهزيتها لكافة الاحتمالات ومنها إقامة مناطق تشجيع مكيفة في الدوحة استقطبت الآلاف من المشجعين خلال مونديال البرازيل الصيف الماضي.
كما ينتظر أن تحتضن الدوحة مواجهة دولية مرتقبة بين البرتغال وإيطاليا الصيف المقبل على إستاد جاسم بن حمد في نادي السد يوم 16 حزيران/ يونيو المقبل. وستكون المباراة فرصة جديدة لخوض 90 دقيقة "مكيفة" خاصة أن إستاد السد مجهز بنظام تكييف ما يجعل حرارة الجو داخل الملعب 24 درجة فيما تتجاوز الـ 40 في الخارج.
ص.ش/ أ.ح (أ ف ب، DW)