هل تسعى إيران لصرف الأنظار عن الاحتجاجات بقصف شمال العراق؟
٣٠ سبتمبر ٢٠٢٢استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير الإيراني لدى بغداد وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة على الضربات التي وصفت بأنها الأكبر والأكثر دموية في الأيام الأخيرة والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، في شمال العراق.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية: "هاجمت إيران شمال العراق بأكثر من 40 صاروخا باليستيا وطائرات مسيرة مسلحة، أسقطت طائرة حربية أمريكية إحداها أثناء توجهها نحو مدينة أربيل حيث تتمركز القوات الأمريكية".
وأكدت القيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط تلك الرواية، حينما ذكرت في بيان أن الطائرة المسيرة أسقطت بعد ظهر الأربعاء بالتوقيت المحلي حيث "بدا أنها تشكل تهديدا لقوات القيادة المركزية في المنطقة".
وأضافت الصحيفة أن طائرات بدون طيار أخرى وصواريخ فاتح 110 الباليستية الإيرانية قصيرة المدى استهدفت معسكرات وقواعد يستخدمها مسلحون ولاجئون أكراد في ضواحي أربيل وبالقرب من السليمانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحرس الثوري الإيراني دأب على قصف مناطق كردية في شمال العراق منذ الأسبوع الماضي، بعد أن ألقت طهران باللوم على جماعات كردية إيرانية متمركزة هناك في إثارة الاضطرابات التي تجتاح إيران منذ نحو أسبوعين.
وشنت إيران بشكل منتظم في السنوات الأخيرة مثل هذه الهجمات التي استهدفت ما قالت إنها جماعات كردية إيرانية تختبئ عبر الحدود الشمالية الغربية في المنطقة الكردية الجبلية بالعراق.
وقالت السلطات الإيرانية إن المعارضين شاركوا في الاحتجاجات التي اندلعت في المنطقة الكردية بإيران عقب جنازة الفتاة مهسا أميني 22/ عاما/ التي توفيت بعد احتجازها في أحد مراكز شرطة الأخلاق (الآداب) بدعوى ارتدائها ملابس غير محتشمة في 17 أيلول/سبتمبر الجاري بمسقط رأسها في المنطقة.
"يأس الحكومة الإيرانية"
ومن جهتها، اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الضربات التي نفذتها طهران ضد الأكراد في شمال العراق تدل على "يأس" الحكومة الإيرانية التي "تواجه واحدة من أكبر الاحتجاجات في تاريخ البلاد" عقب وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من توقيفها لدى "شرطة الأخلاق".
وقالت الصحيفة إن طهران شنت هجمات دامية استهدفت من خلالها مقار ثلاثة أحزاب معارضة كردية إيرانية تدعم التظاهرات الجارية داخل إيران.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن الضربات الإيرانية تؤكد "ارتباك" حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي في التعامل مع الاحتجاجات التي أسفرت عن مقتل العشرات من المتظاهرين وإصابة المئات.
وأوضحت واشنطن بوست أنه "لطالما استقرت الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة في العراق، وبينما أعربت عن دعمها للاحتجاجات في إيران، لا يوجد ما يشير إلى ارتباطها المباشر بالاضطرابات".
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن "الهجمات الإيرانية كانت بمثابة محاولة يائسة من قبل النظام الإيراني للنأي بنفسه عن المساءلة عن الاحتجاجات وعدم قدرته على حلها بالطرق السلمية... تريد طهران إلقاء اللوم على قوى خارجية".
وقال المحلل السياسي الكردي المقيم في أربيل هيوا عثمان للصحيفة: "ما يريد الإيرانيون قوله هو أن الاضطرابات داخل إيران تحرض عليها أحزاب المعارضة في العراق... لكنها في الواقع معارضة علنية من قبل الشعب الإيراني ضد النظام".
ع.ا/ع.ج.م ( د ب أ)