هل تدفع "داعش" للتقارب بين واشنطن وطهران؟
١٦ يونيو ٢٠١٤تبادل وزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والبريطاني ويليام هيج في اتصال هاتفي اليوم الاثنين (16 يونيو/حزيران) وجهات النظر حول أزمة العراق والتطورات الجارية هناك. ولم توضح وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا)، التي أوردت الخبر ، المزيد من التفاصيل.
وقال مسؤول أمريكي كبير، طلب عدم نشر اسمه، إن إدارة الرئيس باراك أوباما تفكر في احتمال إجراء محادثات مع إيران بشأن الأزمة الأمنية المتصاعدة في العراق، حيث تسعى حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي صد تقدم مفاجيء لمتشددين سنة استولوا على عدة مدن. وستعد هذه الخطوة أول تقارب من نوعه بين الدوليتن الخصمين منذ عشرات السنين.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد أفادت أمس الأحد (15 يونيو/حزيران 2014) أن محاثات مباشرة ستجري قريبا بين الولايات المتحدة وإيران للاتفاق على كيفية التعاون بينهما لدعم العراق في مواجهة الهجوم الواسع النطاق الذي يشنه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن المباحثات الأمريكية-الإيرانية قد تجري على هامش المفاوضات التي تنطلق في فيينا الاثنين حول الملف النووي الإيراني والتي يشارك فيها مساعد وزير الخارجية الأمريكي بيل بيرنز.
ورفض البيت الأبيض التعليق على هذه المعلومات ولكنه بالمقابل لم ينفها، لكن مسؤولا أمريكيا نفى ـ لوكالة فرانس برس ـ المعلومات التي أوردتها الصحيفة، وقال "لم نبدأ (أي محادثات مع إيران بشأن العراق) ولا نعتزم فعل ذلك". وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد أكد السبت أن بلاده مستعدة لمساعدة بغداد بدون أن تتدخل عسكريا، وقال "إذا رأينا أن الولايات المتحدة تتحرك ضد المجموعات الإرهابية، فعندئذ يمكننا التفكير (في تعاون) لكننا حتى الآن لم نر أي تحرك من جانبها". لكن الخارجية الإيرانية أكدت الأحد أن إيران تعارض "أي تدخل عسكري أجنبي" في العراق وذلك غداة إرسال حاملة طائرات أمريكية إلى الخليج.
وفي برلين ناشد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني نوربرت روتجن التعاون بين الولايات المتحدة وإيران، وقال في تصريحات لصحيفة "فيلت" الألمانية الصادرة اليوم: "طهران مستعدة للمساهمة"، مضيفا أن الأمر ينطبق أيضا على السعودية، وقال: "إذا نشأ بهذه الطريقة تعاون منسق بين الخصوم الإقليميين وبين الولايات المتحدة فإن ذلك من شأنه أولا صد داعش، وثانيا سيكون مدعاة للأمل في المنطقة بأكملها".
ودعا السياسي الألماني لأن تلعب ألمانيا ولاتحاد الأوروبي دورا توسطيا في المنطقة، وقال السياسي في الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل في تصريحات لصحيفة "باساور نويه بريسه" الألمانية الصادرة اليوم الاثنين: "يمكننا المساهمة في حل الأزمة بالطرق الدبلوماسية". واستبعد روتجن تماما مشاركة الجيش الألماني في مهمة عسكرية في العراق، وقال: "من الواضح تماما أنه لا يمكن أن يكون هناك مهمة للجنود الألمان(في العراق)".
(ع.ج.م/أ ف ب، رويترز، د ب أ)