هل تتسبب المباني الشاهقة في الإصابة بالصداع؟!
٣ أغسطس ٢٠٢١من حين لأخر، غالبا ما ننظر من النافذة أو الشرفة لاستنشاق بعض الهواء أو الحصول على راحة قصيرة من العمل. ولكن قد لا يتمكن البعض من القيام بذلك بسهولة بسبب ما يتواجد حولهم من مباني شاهقة. فقد توصل باحثون بجامعة إيسكس البريطانية في لندن إلى أن مشهد المباني المرصوصة بجوار بعضها البعض، بما تحتوي عليه من نوافذ وشرفات متشابهة، يمكن أن يتسبب للبعض في الشعور بالصداع أو الدوار، وفقا لموقع سي إن إن الأمريكي.
ويري الباحثون أن المشكلة لا تكمن في افتقاد عنصر الجمال فقط، ”وهو ما قد يبدو مشكلة سطحية"، على حد تعبيرهم، وإنما في صعوبة التركيز مع النظر لذلك المشهد ذو العناصر المتكررة على مرمى البصر.
وعلى مدار آلاف السنين، تطور مخ الإنسان بشكل يسمح باستيعاب المناظر الطبيعية، بما يجعل مشهد المباني الأسمنتية ”تحديا أمام المخ بسبب الأنماط المتكررة التي يحتوي عليها كالنوافذ والسلالم".
ولمقارنة قدرة المخ علي استيعاب المناظر الطبيعية مقارنة بمشهد المباني الشاهقة، طور باحثون نماذج إلكترونية توضح طريقة عمل خلايا الأعصاب لاستيعاب ما تراه العين. وتوضح النماذج أن استيعاب الإنسان لمشهد المباني الشاهقة يتطلب بذل مجهود أكبر من المخ حيث يزيد نشاط خلايا الأعصاب بشكل ملحوظ، وهو ما يفسر عدم شعور الكثيرين بالراحة لدى النظر إليها.
وتوجد طريقة أخرى لقياس تأثير المباني الشاهقة علي البشر من خلال حساب نسبة الأكسجين التي يستهلكها الجزء المسؤول عن الرؤية في المخ، والذي يقع بالجزء الخلفي من الدماغ. ووجد العلماء أن استهلاك المخ للأكسجين يزيد لدى النظر للمشاهد الغير مريحة، ومن بينها صور تلك المباني، وهو ما قد يفسر أيضا سبب إصابة البعض بالصداع. وتزيد احتمالات الإصابة بالصداع لدى أصحاب المشاكل الدائمة مع نوبات الصداع النصفي.
ويشرح عالم الرياضات جون-بابتيستا جوزيف أن بسبب كسر المباني الشاهقة لقوانين الطبيعة يصعب على مخ الإنسان استيعاب المشهد ”بنفس الكفاءة" التي يستوعب بها مشاهد الطبيعة، وهو ما يجعل النظر لتلك المباني طويلا أمرا غير مريحيصل لحد تحفيز نوبات الصرع لدى المصابين به.
د.ب.