هل باتت الانتقالات "المجانية" مشكلة لكرة القدم؟
٩ فبراير ٢٠٢٢أعلن نادي دورتموند عن انتقال مدافع بايرن ميونيخ نيكلاس زوله لصفوف النادي بعد انتهاء عقده الفريق البافاري في هذا الصيف. وسينتقل اللاعب البالغ عمره 26 عاما إلى دورتموند في صفقة انتقال "مجانية". وشارك زوله، الذي خاض 37 مباراة دولية مع المنتخب الألماني، في 159 مباراة مع بايرن منذ انضمامه للفريق قادما من هوفنهايم في 2017 وتوج مع الفريق بلقب الدوري الألماني أربع مرات ودوري أبطال أوروبا موسم 2019-2020. وقال مايكل تسورك المدير الرياضي لدورتموند "يسعدنا التعاقد مع اللاعب الألماني الدولي نيكلاس زوله والاحتفاظ به لأربعة أعوام".
وارتبط زوله بالانتقال للعديد من الأندية بينها تشيلسي ونيوكاسل يونايتد وبرشلونة بعد رفض تجديد عقده مع بايرن.
مبالغ سخية تدفع للاعب ووكيله مباشرة بعد الانتقال "المجاني"
لكن من يعتقد أن انتقال اللاعب هو "مجانا" خاطئ بطبيعة الحال حسب مجلة كيكر الرياضية الألمانية، لأنه من المعتاد في هذه الرياضة أن تحل في هذه الحالة مبالغ مالية سخية تدر مباشرة على اللاعب ووكيله، ودون إعطاء مبالغ مالية لناديه السابق.
ولأن نيكلاس زوله ليس بالتأكيد الحالة الوحيدة، إذ أن ماتياس غينتر وأنطونيو روديغر، ستنتهي عقودها مع فرقهما في الصيف المقبل أيضاً، يرى البعض لذلك أن هذا التطور مؤسف في كرة القدم الاحترافية. إذ أن الأموال ستتدفق من النادي الجديد إلى جيوب اللاعب ومستشاريه، بدلاً من تدفقها في صفوف النادي القديم واستثمارها في كرة القدم.
وذكر المدرب النمساوي رالف هازينهوتل لمجلة كيكر الألمانية أنه يجد في ذلك "مشكلة كبيرة". وأضاف مدرب ساوثهامبتون الإنكليزي:" "يزعجني حقاً الطريقة التي ينصح بها بعض اللاعبين". "إنها مدرسة للسماح بانتهاء صلاحية العقود بحيث يمكنك بعد ذلك تقسيم أموال المكافآت بدلاً من رسوم النقل للأندية. لدي مشكلة كبيرة في ذلك، سأقولها بصراحة، لأن هذه الأموال تضيع على كرة القدم".
وأشار هازينهوتل إلى أن الأندية ستخسر كثيراً في هذه الانتقالات وأضاف:" إذا تعاقدنا مع لاعب مقابل 20 مليوناً ولم يرغب في التمديد بعد أربع سنوات ولكنه يريد المضي قدماً مجاناً، فعندئذٍ يجب أن أضيف 20 مليوناً إلى راتبه الذي تقاضاه خلال أربع سنوات. بالنسبة للأندية مثلنا، هذه كارثة".
وكلاء ومستشارو الأندية واللاعبين يربحون أيضاً في الانتقالات
من جانبه، ذكر المستشار الرياضي تورستن فيرت والمدير الإداري لوكالة "ROOF" الاستشارية للاعبين لمجلة كيكر أن "رسوم توقيع" العقود لا تشكل سوى نسبة صغيرة مما يكسبه وكلاء اللاعبين من الأموال. وأن رواتبهم السنوية تشكل نحو 75-80 بالمئة من مصدر دخلهم السنوي في هذا المجال. وذكر دانيل ديلونجا زميل تورستن فيرت في وكالة "ROOF" الاستشارية أن وكلاء اللاعبين يتقاضون عمولة عند الانتقال مرتبطة بالراتب السنوي للاعب، وهي حوالي 10 بالمئة في ألمانيا.
عندما تنتهي عقود اللاعبين ويتعين على الأندية الاستغناء عن رسوم انتقال، فليس هذا خطأ اللاعبين دائماً. ويحدث أيضاً أن الأندية لا تسمح للاعبين الراغبين في الانتقال بالذهاب لأن العروض المقدمة لهم لم تقبل. ووفقاً لديلونجا، وإذا كان هناك مشكلة ما مع النادي ومن ثم فشل في تمديد العقد، فسيتم "إطلاق سراح" اللاعب مجاناً. ويضيف لمجلة كيكر:" المشكلة الآن هي للأندية التي تحصل على أموال أقل لرسوم النقل".
يشير ديلونجا أيضاً إلى عواقب جائحة كورونا، وأن النادي القديم يرغب في الحصول على أموال كبيرة على الرغم من وجود الجائحة، والنادي الجديد لا يمكنه دفع الكثير من الأموال بسبب مضاعفات الجائحة، وهذا ما يؤدي تلقائياً إلى انتهاء عقد اللاعب دون الحصول على تمديد أو عرض انتقال سخي.
ومع ذلك، تظهر الميزانيات العمومية لأندية البوندسليغا أن المستشارين ووكلاء اللاعبين ليسوا أكبر الخاسرين من جائحة كورونا. وعلى الرغم من التراجع الهائل في المدخولات، لم ينخفض الإنفاق على رواتب وأتعاب الاستشاريين. بالمناسبة، وعندما يتعلق الأمر بالمدفوعات للمستشارين ووكلاء اللاعبين يتصدر بوروسيا دورتموند قائمة فرق البوندسليغا في هذا المجال.
ز.أ.ب/ ا.ف