هل بات الجيش بطل المرحلة الراهنة في مصر؟
٤ يوليو ٢٠١٣على مقهى قرب قصر الاتحادية، جلس أحمد وإسلام ينتظران بيان الجيش الذي سيحدد مصير مصر في الفترة المقبلة. يقول إسلام لـDW عربية عن الجيش كان يحكم رغماً عن إرادة الناس في فترة المجلس العسكري بعد تنحي مبارك، بمعنى أن أحداً لم يختره لحكم البلاد. أما الآن فهو واثق من أن الجيش لن يحكم البلد لعام ونصف كما فعل المجلس العسكري، ولن يتصرف بنفس الأداء. ويرى إسلام أن "الجيش سيوحد الأحزاب أيضاً". ويضيف الشاب المصري بالقول: "أهم شيء أيضاً هو أن الشعب المصري لديه إرادة التغيير، وبالتالي فلن يستطيع أحد أن يحكمه بشكل لا يرتضيه الشعب".
ويشير إسلام إلى أنه يتمنى لو كانت هناك مادة في الدستور تتيح عزل الحاكم لو لم يرض الشعب عن أداءه: "أنا لم أنتخب مرسي وإنما انتخبت شفيق، ولكن عندما جاء الإخوان لم أعارض، وصبر الشعب كله عليهم عدة مرات، والمشكلة إنهم يخطئون في أشياء تمس الأمن القومي، مثل نهر النيل وسيناء وقناة السويس".
أحمد انتخب حمدين صباحي ثم انتخب أحمد شفيق في المرحلة الثانية. ويعتقد الشاب المصري أن الاختلاف بين قيادة المجلس العسكري الأولى والإدارة العسكرية للبلد التي تنتظرها مصر يكمن في الفرق العمري بين المشير محمد حسين طنطاوي والفريق عبد الفتاح السيسي، وفرق آخر يتعلق باللحظة الراهنة. ويضيف أحمد في حوار مع DW عربية بالقول: "الجيش أعلن من البداية أنه غير طامع في الحكم، وإنما يريد فقط أن يحقق للشعب مطالبه".
وحاله حال إسلام، لم يعارض أحمد في البداية أن يحكم الإخوان مصر ولكنه انتظر وصبر عليهم، ثم فوجئ "أنهم يعينون الوزراء والمحافظين من جماعة الإخوان المسلمين". كما أنه لا يخاف من "انتقام" الإسلاميين، وذلك لثقته في الجيش، "فالجيش لديه القدرة على حبس قياداتهم وبالتالي تحديد تحركاتهم، ومع مرور الوقت سيرضخ الإخوان للأمر الواقع".
كفة الجيش سترجح
أما سيد، الذي انتخب عمرو موسى في المرحلة الأولى والثانية من الانتخابات الرئاسية السابقة، أن الجيش "مؤسسة محترمة وتتحكم في جزء كبير من اقتصاد البلد، وإنه لابد من النظر لعيوب ومزايا الجيش أمام عيوب ومزايا الإخوان المسلمين، وعندها سترجح كفة الجيش".
يقول سيد في حوار مع DW عربية: "أنا أؤيد أن يدير الجيش شؤون البلاد، لأنه أكثر مؤسسة يمكنها إدارة هذه المرحلة، لكن ليس لها أن تحكم البلد، لأننا لا نريد لمصر أن تتحول إلى الجزائر أو السودان، حيث يختلط الحكم العسكري بالحكم الإسلامي". كما يتمنى سيد أن يحكم مصر حاكم ليس عسكرياً وإنما ذو خلفية عسكرية، أي عسكري متقاعد مثل سامي عنان مثلاً.
كامل جمال، والذي انتخب حمدين صباحي ثم أحمد شفيق، يقول إنه لا يرضى بأن يحكم الجيش مصر، لأن "هذه التجربة كانت فاشلة تماماً وخلقت أشباح حرب أهلية بين المصريين". ويضيف في حوار مع DW عربية: "لقد حاول المجلس العسكري في المرة الأولى خداع الشعب، ولذلك فأنا مع أن يدير شؤون البلاد فقط في المرحلة الانتقالية وليس أن يحكم". لا يكره كامل الإخوان من حيث كونهم إخواناً، ولكن لتجارتهم بالدين كما يقول: "هم يخدعون البسطاء بالدين ولذلك يكرهون الإعلامي توفيق عكاشة، لأنه الوحيد القادر على الوصول للبسطاء".
وبعد إعلان بيان الجيش، وقرب ميدان التحرير، يعبر محمد، لـDW عربية، عن تخوفاته من المستقبل: "سوف تسيل دماء كثيرة على يد الإخوان، هم يشعرون بالهزيمة الآن وبأنهم لم يكسبوا شيئاً من كل ما حدث، والجيش لن يكون قادراً على منعهم جميعاً، خاصة وأن الثورة كسرت حاجز الخوف في نفوس المصريين".
حسين انتخب حمدين صباحي في المرحلة الأولى ثم قاطع الانتخابات في الثانية. ويرى أيضاً أن ثمة فارق بين حكم الجيش للمرة الأولى والثانية. ويعبر عن ذلك بالقول: "المشير طنطاوي كان يطمع في الحكم، ولكن السيسي لا. وأيام المجلس العسكري كان هناك تواطؤ بين الجيش والإخوان ترتب عليه الاستفتاء على التعديلات الدستورية. أما الآن فحركة الجيش حرة، ولم يتحرك إلا عندما تأكد من إرادة الشعب".
أما سائق التاكسي أحمد فيميز بقوة بين الجيش والشرطة، وكلاهما تضامنا مع المتظاهرين، كما عبر المتظاهرون بدورهم عن حبهم لهما: "الشعب يحب الجيش ولكنه يكره الداخلية. الداخلية سوف تعود لسيرتها السيئة مع الناس بعد فترة بسيطة، أما الجيش فهو أكثر مرونة وانحيازاً لمطالب الشعب، والدليل هو عبد الفتاح السيسي نفسه، وقد عينه محمد مرسي نفسه، لكنه انقلب عليه انحيازاً للناس عندما رأى أن الشعب يرفضه".