هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
١٦ أبريل ٢٠٢٤لعبت الطائرات بدون طيار محلية الصنع دوراً مهماً في الهجوم الإيراني على إسرائيل ليل السبت- الأحد (13-14 نيسان/أبريل 2024). وبمدى يصل إلى 2000 كيلومتر، أطلقت طهران مئات المسيرات مستهدفة إسرائيل.
قال الخبير العسكري فابيان هينز في مقابلة مع DW مقيّما الهجوم غير المسبوق بأنه "كان محاولة جادة لتدمير أنظمة الدفاع الإسرائيلية". وفابيان هينز خبير في المسيرات والصواريخ في مركز الأبحاث البريطاني "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية"(IISS)، يرى أن الهجوم لم يكن رمزياً فقط، فقد "أرادت إيران إصابة أهدافها وتدميرها. لكنها لم تنجح بشكل جيد. وكان معدل الاعتراض من قبل أنظمة الدفاع الإسرائيلية والأمريكية مرتفعاً للغاية".
وبحسب الجيش الإسرائيلي، أطلقت إيران حوالي 300 طائرة مسيرة وصاروخا على إسرائيل. وأفاد الجيش الإسرائيلي في الساعات الأولى من صباح الأحد أن إسرائيل وحلفاءها نجحوا في صد 99 بالمائة من الطائرات بدون طيار والصواريخ التي أطلقتها إيران.
مسيرات "انتحارية"
وتزعم إيرانبدورها أنها نفذت عملية انتقامية ناجحة ضد إسرائيل. ومن خلال الهجمات الانتقامية على إسرائيل، تريد إيران إظهار قوتها حسب خبراء في وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية: لقد أظهرت إيران أنها إذا أرادت استخدام قوتها العسكرية، فإنها قادرة على التغلب على أنظمة الدفاع الإسرائيلية دون تعبئة حلفائها في المنطقة.
لكن من الواضح أن ما سوقت له إيران لم يحصل على أرض الواقع. وكانت إيران قد أبلغت الدول المجاورة لها والولايات المتحدة مسبقاً بخططها الهجومية. ويؤكد الخبير فابيان هينز أن العملية، التي يصفها بالفاشلة، تمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لإيران: "تعتمد قوة الردع الإيرانية على وجه التحديد على هذه الأنظمة [التي هاجمت بها إسرائيل]".
وبحسب وكالة تسنيم للأنباء، المقربة منالحرس الثوري الإيراني، فإن الطائرات بدون طيار التي هاجمت بها إيران كانت من نوع "شاهد-136"، المعروفة أيضاً بـ "درونات-الكاميكازي" (الانتحارية). وهذا النوع من الطائرات المسيرة خفيفة وصغيرة الحجم ورخيصة الثمن ويصعب اكتشافها بواسطة أجهزة الرادار. ويمكنها أن تحمل رأساً حربياً بسيطاً يبلغ وزنه حوالي 50 كيلوغراماً ويمكن أن تصل في مداها إسرائيل.
مراكمة الخبرة على مدار عقود
وعلى الرغم من العقوبات الغربية، واصلت إيران تطوير برنامج الطائرات بدون طيار على مدى السنوات الثلاثين الماضية. واليوم تمتلك طهران ترسانة كبيرة من الطائرات بدون طيار. ودخلت إيران على خط تطوير هذه التكنولوجيا منذ وقت طويل، وبدأت في إنتاج طائرات بدون طيار منذ الثمانينيات، كما يوضح باحث الطائرات بدون طيار هولاند ميشيل في مقابلة مع DW.
هولاند ميشيل خبير في الطائرات بدون طيار وغيرها من التقنيات الأمنية الناشئة في "مجلس كارنيغي لأخلاقيات الشؤون الدولية" Carnegie Council for Ethics in International Affairs ومقره نيويورك: "لا تتطلب الطائرات بدون طيار بالضرورة مكونات متطورة مقارنة بالصواريخ. والتكنولوجيا المطلوبة للطائرات بدون طيار لا تخضع للعقوبات أو القيود التجارية. على سبيل المثال، يمكنك استخدام مراوح بسيطة، مثل تلك التي يمكن تركيبها على طائرات الهواة".
وعلى وقع التقدم التكنولوجي، زاد التهديد الذي تشكله الطائرات الإيرانية بدون طيار بشكل كبير في السنوات الأخيرة. ويقول هولاند ميشيل إن إيران تنتج الآن طائرات بدون طيار أكثر دقة وبكميات كبيرة.
وعلى الرغم من تصديها الناجح للهجوم الإيراني، يجب على إسرائيل الاستعداد "لمجموعة كبيرة من السيناريوهات" عندما تقرر ردها على الهجوم المباشر غير المسبوق الذي شنته إيران، حسبما قال المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر لـ DW.
بنك معلومات
وتعتمد إيران على الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى في ضرباتها الجوية. ووفقاً لـ "جمعية الحد من الأسلحة" (ACA)، وهي منظمة غير حكومية أمريكية، تمتلك إيران صواريخ شهاب 2 وشهاب 3 التي يبلغ مداها أكثر من 2000 كيلومتر، وبالتالي يمكنها الوصول إلى إسرائيل.
ويوضح فابيان هينز: "يمتلك الإيرانيون صواريخ ذات مديات طويل ودقيقة بشكل جيد جداً. ولا تمتلك الكثير من الدول في العالم ذلك". ولكن الخبير العسكري يستدرك: "الخصوم العسكريون لإيران كالولايات المتحدة وإسرائيل هم من بين الأوائل في العالم في مجال التكنولوجيا العسكرية".
ويعتقد وفابيان هينز خبير المسيرات والصواريخ في مركز الأبحاث البريطاني "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" (IISS) أن الولايات المتحدة وإسرائيل ربما حصلتا على معلومات جديدة حول ترسانة أسلحة طهران بعد الهجوم الإيراني.
أعده للعربية: خالد سلامة