هكذا تريد وزيرة الخارجية الألمانية كسر هياكل السلطة الذكورية
٢٨ فبراير ٢٠٢٣في عشاء عمل على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، تناولت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ما تصفه بـ "السياسة الخارجية النسوية". لقاء في فندق فخم مع 100 شخصية نسائية، بمن فيهن فائزات بجوائز نوبل وناشطات في مجال حقوق المرأة وسيدات متميزات في مجال السياسة والأعمال. دار الحديث حول الخطاب النسوي والمساواة بين الجنسين.
أمر مهم للوزيرة الألمانية المنتمية لحزب الخضر لأنه، ووفقا لبيربوك، لا تزال النساء يشغلن 27 بالمئة فقط من المستويات والمناصب الإدارية في السفارات الألمانية.
"نحن نتبع سياسة خارجية نسوية لأنها ضرورية للغاية، لأن الرجال والنساء لا يزالون لا يعاملون على قدم المساواة في جميع أنحاء العالم"، هذا ما كتبته وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، في مقدمة المبادئ التوجيهية الجديدة. وتخطط الوزيرة لتقديم المفهوم بعد اجتماع لمجلس الوزراء الألماني بجانب وزيرة التنمية سفينيه شولتسه.
وكتبت بيربوك في الوثيقة المكونة من 80 صفحة: "حقوق المرأة هي مؤشر على حالة مجتمعاتنا". وتسعى السياسة الخارجية النسوية إلى تحقيق المساواة للنساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، وفقا للوزيرة التي تؤكد أن المفهوم "ليس سياسة خارجية للمرأة، بل لجميع أفراد المجتمع".
ووفقا لموقع وزارة الخارجية الألمانية، فإن "السياسة الخارجية النسوية تقوم على الاقتناع بأن المساواة بين الجنسين والمشاركة المتساوية هي شروط مسبقة للسلام والأمن على المدى الطويل في العالم". وفي هذا السياق، يتمثل الهدف في "تعزيز حقوق وتمثيل وموارد النساء والفئات المهمشة، فضلا عن تعزيز التنوع".
وتنص المبادئ التوجيهية على أن الخطة "ليست من أجل سياسة خارجية للمرأة، وإنما لجميع أفراد المجتمع". ومع ذلك، يجب تفكيك هياكل السلطة الذكورية التي نمت تاريخيا.
وتم تصميم المبادئ التوجيهية الجديدة "لتشكيل أساليب العمل الداخلية (للوزارة)" ومساعدتنا على تشكيل "رد فعل نسوي"، حسبما كتبت بيربوك.
وتخطط الوزيرة لتنفيذ سياسة خارجية نسوية، لتطوير أساليب وهياكل عمل جديدة في وزارة الخارجية. وتتطلع من بين أمور أخرى، إلى استحداث منصب "سفيرة وزارة الخارجية للسياسة الخارجية النسوية". وتشرح بيربوك قائلة: "سنعمل بجد لإعطاء خدمتنا الخارجية وجها أكثر أنوثة وزيادة نسبة النساء في المناصب القيادية".
ومع ذلك فإن السياسة الخارجية النسوية ليست وصفة سحرية لحل الأزمات. حيث لا يمكن التعامل مع تهديدات السياسة الأمنية الفورية بهذه الطريقة. ما تريده الوزارة هو العمل بشكل وقائي وتعزيز المشاريع النسوية من خلال تخصيص الأموال. وورد في مسودة المشروع: "سنضع مواردنا المالية بشكل أكثر منهجية في خدمة السياسة الخارجية النسوية".
والهدف المعلن للوزيرة هو توزيع 85 بالمئة من أموال المشروع بطريقة "تراعي الفوارق بين الجنسين" بحلول نهاية الفترة التشريعية في عام 2025، لضمان معالجة مخاوف المرأة.
وبالإضافة إلى ذلك، تنص ستة مبادئ توجيهية للعمل المستقبلي في السياسة الخارجية، من بين أمور أخرى، على أن الوزارة يجب أن "تدمج وجهات نظر النساء والفئات المهمشة في عملنا العالمي من أجل السلام والأمن".
تقول رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الألماني "بوندستاغ"، أغنيس ماري شتارك - تسيمرمان، إن حقيقة أن ألمانيا بقيت لوقت طويل سلبية ولم تقم بحملات قوية من أجل السياسة الخارجية النسوية هي مسألة أجيال.
وتضيف السياسية المنتمية للحزب الديمقراطي الحر (الليبرلي) بزعامة وزير المالية كريستيان ليندنر: "اعتاد الكثير من الرجال أن يصابوا بالتوتر عندما يسمعون كلمة النسوية. لأن النسوية في جيلي تعني 'ضد الرجل' "، تقول السيدة البالغة من العمر 63 عاما. أما لدى الجيل الشاب فقد اختلف المنظور.
ف.ي (DW، د.ب.ا)