هزيمة حزب ساركوزي أمام الاشتراكيين في الانتخابات الإقليمية
١٥ مارس ٢٠١٠مني تحالف يمين الوسط الحاكم في فرنسا الذي يتزعمه الرئيس نيكولا ساركوزي بخسارة في الجولة الأولى من الانتخابات الإقليمية، وذلك طبقا للنتائج النهائية التي أعلنت عنها وزارة الداخلية الفرنسية صباح اليوم الاثنين.
فقد حصل حزب الإتحاد من أجل حركة شعبية على 26,10 في المائة من أصوات الناخبين، وسط مؤشرات على عدم قدرة الحزب على تحقيق الفوز في الجولة الثانية من الانتخابات التي تجري يوم 21 مارس/آذار الحالي، إذ لم يعد الحزب الحاكم حسب النتائج الحالية يسيطر سوى على إقليمي الألزاس وكورسيكا الجنوبية من أصل 26 إقليما بفرنسا.
فوز أحزاب اليسار
وحقق اليسار بزعامة الحزب الاشتراكي المعارض فوزا ب 53,46 في المائة من أصوات الناخبين في إنتخابات شهدت أضعف مشاركة في تاريخ الانتخابات الإقليمية في فرنسا، إذ تجاوزت نسبة الامتناع عن التصويت 53 في المائة. وحصل الحزب الاشتراكي على 23,43 في المائة من الأصوات وحصل حليفه حزب "أوروبا إيكولوجي" على 12,47 في المائة بينما بلغت نسبة الأصوات التي حصلت عليها باقي الأحزاب اليسارية على أكثر من 17 في المائة.
وأظهرت النتائج النهائية أن حزب الجبهة الوطنية اليمني المتطرف بزعامة جون ماري لوبان المناهض للهجرة قد حصل على 11,4 في المائة من الأصوات، وهي نتيجة اعتبرها وزير الهجرة ايرك بيسون ليست"نتيجة للجدل الذي أثير في الآونة الأخيرة حول قضية الهجرة والهوية في فرنسا".
استعدادات لجولة الحسم
وفي أول رد فعل لها على نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الإقليمية دعت زعيمه الحزب الاشتراكي مارتين اوبري في تصريح صحافي الناخبين اليساريين إلى "تعزيز" هذا الانتصار خلال الدورة الثانية، وفي السياق نفسه ذكرت مصادر متطابقة أن مشاورات بين أحزاب اليسار بدأت فور ظهور النتائج من أجل تشكيل تحالفات على مستوى الأقاليم لحسم نتائج الجولة الثانية من الانتخابات لصالحها.
من جهته سعى رئيس الحكومة فرانسوا فيون إلى التقليل من أهمية نتائج الجولة الأولى وصرح في أعقاب اعلان النتائج بأن "نسبة المشاركة الضعيفة لا تتيح استخلاص نتائج على المستوى الوطني لهذه الانتخابات". وأضاف"خلافا للتكهنات فإن الاحتمالات تبقى مفتوحة للدورة الثانية". بيد أن أحزاب اليمين والوسط المرشحة للتحالف مع حزب الإتحاد من أجل حركة شعبية الحاكم حصلت بدورها على نسبة ضعيفة، ومن أبرزها حزب الحركة الديمقراطية (يمين وسط) الذي يتزعمه فرانسوا بايرو الذي لم يحصل سوى على 4,22 في المائة من الأصوات.
تصويت عقابي على سياسة ساركوزي الاقتصادية؟
وتعتبر نتائج الانتخابات الحالية مؤشرا مهما على توجهات الناخبين الفرنسيين في آخر موعد انتخابي قبل الانتخابات الرئاسية التي تجري في العام 2012، وتمثل النتائج الحالية ـ في نظر المراقبين ـ أقوى ضربة لسياسة ساركوزي، حيث أظهرت جل استطلاعات الرأي التي رافقت حملة الانتخابات أن غالبية الناخبين الفرنسيين يعتبرون أن السياسات الاقتصادية لحكومة ساركوزي كانت فاشلة. وتقدر نسبة البطالة في فرنسا حاليا بحوالي 10 في المائة.
وفي تعليقها على نتائج الانتخابات قالت مارتين أوبري زعيمه الحزب الاشتراكي "لقد قال الفرنسيون للأغلبية(الحاكمة) إنهم ما عادوا يريدون هذه السياسة الظالمة وغير الفاعلة، ولا هذه السياسة التي تضرب أعز ما عند فرنسا أي نموذجها الاجتماعي ومساواتها وأخوتها".
وفي أولى ردود الفعل في قصر الإيليزيه على النتائج صرح متحدث بإسم الرئيس ساركوزي أن "نسبة الامتناع القوية في الجولة الأولى من الانتخابات الإقليمية تحتم إصلاح نظام الاقتراع".
(م.س/ أ.ف.ب/د.ب.أ/رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي