هزيمة ألمانيا واستسلامها في الحرب العالمية الثانية
إنه يوم السادس من نيسان/ أبريل 1945. الجيش الأحمر جاهز للانقضاض على برلين وتواجهه بعض وحدات الجيش الألماني وقوات الـSS التي تريد الدفاع عن العاصمة. أعلن وزير الدعاية النازي غوبلز في الحادي والعشرين من نيسان / أبريل أن برلين أصبحت مدينة الجبهة وأضاف: "ألحقت قواتنا المسلحة الباسلة ورجال الهجوم الشعبي خسائر فادحة بالقوات السوفييتية في الأيام الأخيرة في معارك دفاعية شجاعة. على الرغم من تضحياتهم اللامعدودة لم يستطيعوا منع الجيش السوفييتي من التقدم إلى خطوط الدفاع الأولى للعاصمة ولذا أصبحت برلين مدينة مواجهة.
لقاء تورغاو التاريخي
وصلت في اليوم ذاته قوات الجيش الأحمر بقيادة المارشال زوكوف إلى محيط برلين وفي هذه الأثناء اقترب الجيش الأمريكي من العاصمة الألمانية من جهة الغرب والجيش الأحمر يتغلل بقوة في قلب الأراضي الألمانية من الشرق. وأعلنت إذاعة بي بي سي في الخامس والعشرين من نيسان / أبريل أن القوات الأمريكية والجيش الأحمر قد التقيا بالقرب من المدينة الألمانية تورغاو على نهر إلبه. ودون أخذ هذا الحدث بعين الاعتبار حصلت معارك دامية في شوارع برلين بين القوات الألمانية والجيش الأحمر الروسي
وأعلن راديو ألمانيا: "لاتزال برلين تناضل وهي على ثقة بالقائد "الفوهرر"".
وصلت إلى هتلر معلومات على أن الجيش الأحمر يباشر هجومه على مستشارية الرايخ. بعدها كتب وصيته السياسية وعين الأدميرال دونيتس خليفة له. أما جوزيف غوبلز وزوجته اللذان بقيا طيلة الوقت في "مخبأ القائد"، فقد سمما نفسيهما وكذلك أطفالهما الستة.
انتحار هتلر
لم يرد هتلر الوقوع في أيدي الروس لا ميتاً ولا حياً، ولذا أطلق النار على نفسه في الثلاثين من نيسان / أبريل بينما سممت زوجته إيفا براون نفسها وتم حرق الجثتين بناء على وصية من هتلر، لكن الإذاعة أعلنت في اليوم التالي أن القائد أدولف هتلر لقي حتفه في مكتب مستشارية الرايخ وهو يكافح من أجل ألمانيا وضد الشيوعية. أما المعارك الميدانية فقد استمرت في برلين تحت قيادة جنرالات متشددين مما أدى إلى مقتل مدنيين أكثر من القصف الجوي خلال السنوات الماضية، واستسلمت القوات الألمانية في برلين في الثاني من أيار / مايو، لكن خليفة هتلر دونيتس فأمر بمواصلة القتال لأنه أراد تجنب الاستسلام الكامل غير المشروط على ضوء أمله بعودة الجنود الألمان من غرب ألمانيا التي أصبحت في أيدي الحلفاء.
رايات الحرية
لكن الوفد الألماني اضطر إلى قبول الاستسلام غير المشروط في مقر قيادة الجنرال الأمريكي أيزنهاور وأرسل دونيتس رسالة إلى الوفد الألماني ذكر فيها إن القتال سيتوقف في الثامن من أيار/مايو في الساعة الحادية عشرة ليلاً.
وبناء على طلب الرئيس السوفييتي ستالين وقعت اتفاقية الاستسلام مرة ثانية في التاسع من أيار/مايو. بعد ذلك أعلن كل من الرئيس الفرنسي شارل ديغول ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل والرئيس السوفييتي ستالين والرئيس الأمريكي ترومان في إذاعات بلادهم خبر السلام وانتهاء الحرب. وقال ديغول: "ربحنا الحرب والنصر لنا." أما ستالين فقال: " قهر الجيش الأحمر وقوات التحالف ألمانيا الفاشية التي أعلنت استسلامها غير المشروط." وأعلن تشرشل: "لم يمر في تاريخنا الطويل يوم مثل هذا اليوم العظيم" وقال ترومان: "إن رايات الحرية ترفرف في سماء أوروبا."
بيرغيت غورتيس/ ترجمة سمير مطر