هدوء حذر في إدلب عقب دخول اتفاق وقف اطلاق النار حيز التنفيذ
٦ مارس ٢٠٢٠تشهد منطقة إدلب السورية اليوم (الجمعة 06 مارس/آذار 2020) هدوءاً مشوبًا بالتوتر، إثر اتفاق روسيا وتركيا على وقف إطلاق النار، إذ قال شهود ومقاتلون إن الخطوط الأمامية الرئيسية، التي شهدت غارات جوية مكثفة قامت بها طائرات روسية وسورية، مقابل ضربات مدفعية وطائرات مسيرة تركية، كانت هادئة نسبياً بعد ساعات من سريان وقف إطلاق النار في منتصف الليل.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر عسكري قوله صباح اليوم الجمعة إن هناك التزاما بوقف إطلاق النار في منطقة إدلب وإن الوضع على الأرض هادئ. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "غياب تام للطائرات الحربية التابعة لقوات النظام وحليفتها روسيا عن أجواء إدلب" منذ بدء الهدنة. ودارت، وفق المرصد، "اشتباكات متقطعة مع تبادل لاطلاق النار في الساعات الثلاث الأولى من يوم الجمعة، من دون تسجيل أي خسائر بشرية، ثم توقفت لاحقاً". وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس "يسود الهدوء الحذر والهدنة لا تزال صامدة حتى الآن". وأفاد مراسلو فرانس برس عن هدوء تام قرب جبهات القتال.
لكن يبدو أن الاتفاق لم ينجح في وقف شامل لإطلاق النار، إذ قال شهود إن القوات الحكومية السورية والفصائل الإيرانية الموالية لها استمرا في إطلاق نيران المدافع الآلية وقذائف المورتر والمدفعية على بعض الخطوط الأمامية في محافظتي حلب وإدلب.
وأثارت المعارضة السورية شكوكاً في أن الاتفاق سيستمر، وسط انتقادات بأنه لا يلبي مطلبا تركياً رئيسياً بأن تنسحب القوات السورية إلى مشارف منطقة عازلة بإدلب متفق عليها في سوتشي بين روسيا وتركيا في 2018. ولم يأت الاتفاق الجديد على ذكر منطقة آمنة تتيح وصول الملايين من النازحين إليها من الحرب.
وما يرفع التخوّفات من فشل هذا الاتفاق، هو سقوط عدة محاولات للهدنة في إدلب خلال الأسابيع الماضية. ونقل شهود أن تركيا أدخلت 15 ألف جندي لوقف تقدم هجوم النظام السوري المدعوم من روسيا وانتزاعه عدة أراضي من المعارضة المسلحة، خاصة بعد مقتل عدد من الجنود الأتراك في هجوم حكومي سوري.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قد اتفقا على وقف إطلاق النار في إدلبيوم أمس الخميس، بعد محادثاتهما في موسكو لاحتواء الصراع. وقد اتفقا على إنشاء ممر آمن بالقرب من الطريق السريع إم4، الذي يمتد من الشرق إلى الغرب عبر إدلب ، وتسيير دوريات مشتركة على طول الطريق من 15 مارس آذار.
وتسبّب الهجوم في تشريد ما يقارب من مليون شخص،حسب أرقام الأمم المتحدة، في أكبر حركة نزوح جماعي تشهدها الحرب السورية منذ بداياتها.
ونقلت مصادر ديبلوماسية أن مجلس الأمن الدولي سيعقد مساء اليوم اجتماعًا مغلقًا بطلب من روسيا، حتى تشرح محتوى القرار الذي توصلت إليه مع تركيا، في حين آمل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في أن يؤدّي الاتّفاق التركي الروسي حول إدلب إلى "وقف فوري ودائم للعمليات القتالية" يصب في مصلحة السكّان.
كما رحب جوزيب بوريل مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة بالاتفاق، متحدثًا في تصريح صحفي عن أن استمرار العمل به سيتيح رفع المساعدات الإنسانية للسكان في إدلب. وردًا على سؤال بشأن إمكانية فرض منطقة حظر طيران في إدلب، رّد بوريل أنه "يتعين تركيز الجهود على الجانب الإنساني".
وبدوره، أبدى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس تفاؤله عقب الاتفاق، متحدثًا لإذاعة ألمانيا أن تركيا وروسيا ليست لهما المصلحة في أن يصبح النزاع داخل سوريا نزاعًا تركيًا-روسيًا. لكن أشار إلى ضرورة الالتزام بالاتفاق، وبأن تمارس روسيا نفوذًا على بشار الأسد، حتى تتمكن المنظمات الإغاثية من مساعدة السكان .
إ.ع/ع.ج.م (رويترز، أ ف ب، د ب أ)