هجوم الطعن في ألمانيا: وزيرة تحذر من الاستنتاجات المتسرعة
٢٦ يناير ٢٠٢٣بعد الهجوم القاتل بالسكين على ركاب قطار بالقرب من بلدة "بروكشتيت" في ولاية شليزفيغ-هولشتاين بشمال ألمانيا، حذرت وزيرة داخلية الولاية زابينه زوترلين-فاك من المطالب السياسية المتسرعة.
وقد وقع الهجوم مساء أمس الأربعاء، وأسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين.
والمشتبه به في الهجوم هو فلسطيني، لا يحمل أي جنسية ويدعى "إبراهيم أ." ويبلغ 33 عاما وتم توقيفه من قبل ركاب في القطار ثم تسلمته الشرطة.
وقالت زوترلين- فاك في مؤتمر صحفي عقد في كيل (عاصمة الولاية) اليوم الخميس (26 يناير/ كانون الثاني 2023): "بسبب المسار الديناميكي للغاية للجريمة، فإن الكثير غير واضح" حتى الآن. وأضافت أنه "لا توجد حتى الآن نتائج من استجواب الجاني المفترض؛ لذلك فإن الخلفية غير واضحة ولا يمكن قول أي شيء عن الدافع" وراء الهجوم.
وأكدت زوترلين- فاك: "نحن نعمل بجد لجمع كل الحقائق". وأضافت "أود أيضًا أن أقول صراحةً أن الأفعال حديثة جدًا وأن المعرفة ليست كافية بعد لاستخلاص استنتاجات سياسية أو تقديم مطالب اليوم".
تصحيح بعض المعلومات
وفي المؤتمر الصحفي في كيل قامت زوترلين- فاك بتصحيح بعض التفاصيل المتعلقة بالضحيتين. موضحة أن القتيلين هما فتاة تبلغ 17 عامًا، وليس 16 عامًا، كما أعلنت الشرطة سابقًا، وشاب يبلغ 19 عامًا. وأوضحت زوترلين-فاك أنهما "كانا يعرفان بعضهما البعض". وأصيب خمسة أشخاص وليس سبعة كما أعلن المحققون سابقا. اثنان منهم بين الحياة والموت وجروح الثلاثة الآخرين بالغة.
وصرحت زوترلين- فاك بأن الشخص المشتبه به تواجد في إدارة شؤون الأجانب في مدينة كيل قبل وقت قصير من الجريمة. وأوضحت أنه قدم طلبا للحصول على بطاقة إقامة وأنه تم إرساله من هناك إلى مكتب تسجيل السكان.
وأضافت زوترلين- فاك أن "إبراهيم أ." وصل إلى ألمانيا عام 2014، مشيرة إلى أنه في هذه المرحلة لا يمكن تحديد مكان وجوده قبل هذا التاريخ. ومنذ عام 2015، دين أكثر من مرة بارتكاب جرائم من بينها العنف.
وكانت زوتلرين-فاك كشفت أمس أن الشخص المشتبه به في تنفيذ هجوم الطعن في القطار المحلي بشمال ألمانيا هو "فلسطيني بلا جنسية". وأمسك أشخاص في مكان الهجوم بالمنفّذ المشتبه به في محطة "بروكشتيت"، قبل أن تتسلمه الشرطة.
ويقبع المشتبه به في الحبس الاحتياطي بعد صدور أمر اعتقال له للاشتباه في "قيامه بقتل شخصين بطريقة خسيسة ومحاولة القتل العمد لأربعة أشخاص آخرين"، بحسب ما أعلن المتحدث باسم مكتب المدعي العام المسؤول عن التحقيق في "إيتسهوي" اليوم الخميس. وعليه، فإن قاضي التحقيق المسؤول في محكمة الولاية وافق على أمر توقيف للرجل طالبت به السلطات.
استبعاد الدافع الإرهابي
ومازالت صدمة الجريمة تسبب حزنا عميقا في شليزفيغ-هولشتاين، بعد يوم من الهجوم الخسيس الذي راح ضحية له شاب وشابة. وبقيت أسئلة مهمة بلا إجابة حتى في اليوم التالي للهجوم المروع.
وتم تنكيس الأعلام على المباني العامة في كيل، حيث برلمان الولاية وارتدي العديد من النواب وأعضاء مجلس الوزراء المحلي، الذين بدا عليهم الاكتئاب، ملابس سوداء اليوم الخميس.
وقالت وزيرة الداخلية بالولاية زوترلين-فاك: "أنا في غاية الحزن". وأعربت عن شكرها "للتدخل الشجاع والبطولي لبعض الركاب الآخرين" الذين قبضوا على الجاني في القطار.
واستبعدت النيابة العامة الألمانية، حتى ساعة إعداد هذا الخبر، وجود دافع "إرهابي" وراء الهجوم وصرح المتحدث باسم النيابة في "ايتسهوي" بيتر مولر راكو لوكالة فرانس برس "ليس هناك ما يشر إلى سياق إرهابي". وأضاف أن "عناصر السياق الأخرى وسير الأحداث تخضع للتحقيق".
سوابق خطيرة قبل هذا الهجوم
وكشفت السلطات الألمانية أن المشتبه به سبق له أن أمضى عاما في الحبس الاحتياطي بمدينة هامبورغ على خلفية جريمة طعن أخرى.
وقال كاي فانتسن، المتحدث باسم المحكمة الابتدائية في هامبورغ إن المحكمة كانت قضت على الرجل في الثامن عشر من أغسطس/ آب الماضي بالسجن لمدة عام وأسبوع لإدانته بإحداث إصابات بدنية خطيرة وارتكاب جريمة سرقة.
ووفقا للحكم الذي لم يكن ساري المفعول، قام الرجل في الثامن عشر من يناير/ كانون الثاني 2022 بمهاجمة رجل آخر أمام نُزُل المشردين في هامبورغ بسكين وأحدث به إصابات، وكانت المحكمة ذكرت أن الرجلين كانا يقفان في طابور للحصول على طعام وتشاجرا معا.
واستأنف الرجل على هذا الحكم، وعلى إثر ذلك أمرت محكمة الاستئناف بإعادة التحقيقات غير أنه ظهرت صعوبات تتعلق بتحديد مواعيد مع أحد الخبراء ومن ثم تعذر تحديد موعد لمحاكمة جديدة، واضطرت المحكمة إلى إلغاء أمر الاعتقال بحقه في التاسع عشر من يناير/ كانون الثاني الجاري لأن مدة الحبس الاحتياطي كادت أن تتجاوز مدة العقوبة التي أمرت بها المحكمة الابتدائية.
وقال المتحدث اليوم إنه نظرا لأن المدان هو الوحيد الذي تقدم باستئناف ضد الحكم فإنه لم يكن من الجائز لمحكمة الدرجة الثانية أن تطيل مدة الحبس.
وقد زارت وزيرة داخلية ألمانيا نانسي فيزر مع رئيس وزراء الولاية دانيل غونتر ووزيرة الداخلية المحلية زوترلين-فاك موقع الهجوم عصر الخميس وأعربت عن صدمتها لوقوع ضحايا وتعاطفها مع ذويهم.
ص.ش/أ.ح (د ب أ، أ ف ب)